على الرغم من الفوائد الكثيرة التي يقدمها الصيام للجسم ومساعدته في تحسين صحته، إلا أن بعض الصائمين يواجهون صعوبة خلال ساعات النهار في شهر رمضان بخلاف الامتناع عن الطعام والشراب، وهي التحكم في أعصابهم، إذ ينفد الصبر لديهم بحجة الصيام، فتجدهم يسلكون سلوكاً عدوانياً ويميلون نحو الشجار مع الآخرين حتى عند أتفه الأسباب، وفي السطور التالية نتعرف على أسباب هذه العصبية وكيفية السيطرة عليها في شهر رمضان الكريم.
أسباب العصبية في شهر رمضان
تتأثر الحالة المزاجية للصائمين بالعناصر التي تفتقدها أجسامهم طوال ساعات الصيام، إضافةً إلى بعض العادات اليومية الخاطئة بحسب حديث الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية لـ«»، الذي حدد الأسباب التي تدفع بنا إلى العصبية خلال نهار رمضان في النقاط الآتية:
1. تغيير مواعيد النوم بما يؤثر على الساعات التي يقضيها الصائم نائماً التي تكون غالباً أقل من المعتاد عليه قبل شهر رمضان، وهو ما يؤثر على صحته العقلية والنفسية نتيجة عدم حصوله على قدرٍ كافٍ من الراحة ومن الملاحظ أن بعض الأشخاص الحريصين على تناول السحور قبيل أذان الفجر مباشرةً ينامون ساعات قليلة من الليل كي يستيقظوا للسحور ثم يعودوا إلى النوم وبعدها بحوالي ساعتين قد يستيقظون مرة أخرى للتوجه إلى أشغالهم أو مدارسهم وكل هذا يزيد من اضطرابات النوم وبالتالي ينعكس على سلوكهم في صورة شحنات من الغضب.
2. الشعور بالجوع مرتبط بالعصبية بسبب نقص العناصر الغذائية الضرورية للجسم، فعلى سبيل المثال نجد أن المخ يحتاج إلى نسبة معينة من الجلوكوز لأداء وظائفه بشكل جيد، فإذا انخفضت هذه النسبة أصدر المخ إشاراته المحفزة لهرمون «الأدرينالين» الذي يؤثر بشكل مباشر في مزاج الشخص الصائم ومستوى تركيزه، لذلك يواجه بعض الصائمين صعوبة في السيطرة على انفعالاتهم ويصبحون أكثر حساسية تجاه أي كلمة مزعجة توجه إليهم.
3. نقص الماء الذي يشكل 75% من كتلة الدماغ، مما يؤدي إلى تعطيل الدماغ عن القيام بوظائفه الحيوية وبالتالي الشعور بالتوتر الدائم والقلق المستمر مع العصبية الزائدة.
4. انخفاض نسبة الكافيين في الدم الذي يعمل على تضييق الأوعية الدموية في الدماغ والانقطاع المفاجئ أو التخفيف من كميته المعتادة يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وتدفق الدم بشكل كبير إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالصداع خاصةً عند الأشخاص الذين لا يستغنون عن المشروبات المنبهة مثل الشاي والقهوة، الذين تصل معهم الآثار الجانبية إلى حد الشعور الدائم بالغضب.
5. الحرمان من النيكوتين لدى المدخنين، يسبب مشكلات عصبية أبرزها الشعور بالدوار والاكتئاب المزمن مع العصبية المفرطة والقلق.
طرق التغلب على العصبية خلال شهر رمضان
الابتعاد عن مسببات العصبية خلال وقت الصيام، من تنظيم ساعات النوم وتحسين جودته مع التغذية السليمة يمكننا علاج المشكلة بحسب الدكتور وليد هندي بالإضافة إلى النصائح التالية:
1. تجنب التعرض للضوضاء خلال نهار رمضان التي يمكنها استفزاز الصائم ودفعه إلى العصبية.
2. الحصول على قيلولة خلال ساعات الصيام من شأنه تحسين الحالة المزاجية وزيادة الشعور بالاسترخاء.
3. تعويد النفس على الصبر عند التعرض لما يثير غضبها، مثلما تعودت على الصيام عن الطعام والشراب تدريجياً.
4. إمداد الجسم بكمية كافية من الماء والعناصر الغذائية وعلى رأسها فيتامين «D» و«الأوميجا 3» لما لهما من قدرة على تحسين الحالة المزاجية والتخلص من العصبية والتوتر.
5. استغلال الفرصة في شهر رمضان للتخلص من العادات السيئة مثل التدخين وإدمان الكافيين.