| 5 خلافات أسرية انتهت بجريمة قتل.. غياب الوعي السبب

لطاما عُرف «العيد» بأنه وقت لإبراز الحب والمودة بين الأهل والأصدقاء وحتى الجيران، يتبادلون فيه التهاني ويخرجون فيه من ضغوطات الحياة، وفي عيد الأضحى كل عام، يذبح المضحون أضاحيهم من المواشي، ولكن هذا العام أصبح البشر هم الأضحية، وتحول إلى عيد لإراقة الدماء، حيث شهد العديد من الجرائم الأسرية في مختلف المحافظات، وتحولت فرحة العيد، إلى حزن ودماء.

بدأت الجرائم الأسرية منذ وقفة عرفات، بعد أن قامت زوجة بطعن زوجها بالسكين والعكس، الأولى كانت في طوخ محافظة القليوبية، حيث قامت الزوجة بقتل الزوج نتيجة خلافات أسرية، وزوج طعن زوجته بـ27 طعنة بسبب تطور الخلافات بينهما.

كما أثارت جريمة قتل الطبيبة الشابة «ياسمين» داخل منزل الزوجية بالمنصورة على يد زوجها الطبيب خلال أيام العيد حزنًا في النفوس، حيث قتلها بـ11 طعنة، وشهد شارع البصراوي في إمبابة جريمة قتل بشعة بعد أن قام شاب يعاني من مرض نفسي بقتل والدته طعنًا بالسكين في رقبتها أمام شقيقه الأصغر، وأيضًا قتل ابن والده في الإسماعيلية نتيجة تطور حديث حاد بينهما.

سبب جرائم العيد وإراقة الدماء من الناحية النفسية يوضحها الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فالسبب هو أن البلاد تعيش في مرحلة المسخ الثقافي، أي انهيار القيم الثقافية المتعارف عليها، فالشخصية المصرية كانت تنطوي على 3 قيم، المحبة والخير والسلام، ولم تكن تفكر في العنف مطلقًا: «الانهيار الثقافي وعدم التفاهم بين الأزواج نتيجة إن هما مش واعيين لماهية الزواج والالتزامات الاجتماعية، فمع أقرب خلاف بين الأزواج وضغوط حياتية يتحول لعنف وبالتالي جرائم قتل، وده بينطبق على العلاقة بين الأخوات والآباء والأبناء أيضًا».

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن فرحة العيد ومفاهيم الحياة الزوجية والعلاقات الاجتماعية حدث به اختلال، وظهر ذلك في صورة ردود أفعال عنيفة: «بقى في غياب للوعي المجتمعي».

الدكتورة سامية خضر، أستاذ دكتور علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تقول إن العنف اجتاح العالم واجتاح المجتمع والأسرة المصرية أيضًا، وأتى العنف بديلًا للمحبة والود والتسامح بين الناس، وانتشار العنف في الأعمال الفنية له دور كبير في تفشيه في المجتمع، والشباب دائمًا ما يلجأون إلى تقليد ما يروه، دون وعي ودراية منهم إذا كان صواب أم خطأ: «الطمع والجشع والقسوة أصبحت منتشرة بشكل كبير في المجتمع، وده أدى إلى زيادة العنف أكثر».