مع بدايات فصل الخريف وأجواء الشتاء ينتاب الكثير من الناس اضطرابات نفسية، وأعراض حزن وفقدان الهمة والشغف، وأحيانا حالة من الكسل والفتور والرغبة في عدم ممارسة أي نشاط، وصعوبة في التركيز وغيرها، فهل هذه حالة مرضية ترتبط بتغير الفصول، أم ترتبط بالجينات، وما أفضل الطرق للتعامل معها؟
وقال الدكتور جمال فرويز استشاري الأمراض النفسية والعصبية، إن اكتئاب الفصول أو الاكتئاب الوجداني يحدث مع تغير الفصول مع دخول الخريف أو الربيع، ويحدث بشكل أكبر في الخريف، وأسبابه غير معروفة، وهو مرض جيني، يتدرج ما من الشخصية الدورية وما بين مرض الاكتئاب الوجداني.
وأضاف «فرويز» لـ«»، أن الشخصية الدورية متموجة أو متغيرة المزاج، هي أحد أنماط الشخصيات، مؤكدًا أن جميع الناس لديهم بنسب متفاوتة جميع أنماط الشخصيات (السيكوباتية، التشككية، الفصامية، النرجسية، الهستيرية، الحدية،..)، هناك أنماط من الشخصيات تكون أعلى عند بعض الناس، وأصحاب النمط الأعلى من الشخصية الدورية يمرون بحالة اكتئاب الفصول بصور متفاوتة.
متى يلجأ الشخص لاستشارة الطبيب؟
وأشار إلى هذا النمط يكثر مع الفنانين ورجال الأعمال، ومع دخول الشتاء يبدأ صباحا لدى هذه الشخصيات الأكثر إصابة بأعراض اكتائبية تتمثل في الفتور والكسل، واضطراب في النوم، وعدم الرغبة في شراء أي شىء كما يصاحب الحالة أحيانا اضطراب في الشهية والإقبال على تناول الطعام، وكذلك يحدث ضعف التركيز، وعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين، ويتحسن المزاج بعد الظهر، منوها إلى أنه يحدث للأشخاص من سن 15 إلى 25 سنة.
ولفت «فرويز»، إلى إمكانية حدوث هذه الاضرابات في صورة نشاط زائد، ولكن هذه الصورة تحدث بنسبة أقل وتحدث فقط في الأغلب في الربيع، وربما تستمر الحالة عند بعض الأشخاص من أسبوع إلى أسبوعين ثم تتحسن حالته، ناصحًا باللجوء إلى الطبيب عند استمرار الحالة لأكثر من أسبوعين، والخضوع إلى العلاج لتلافي الدخول في الاكتئاب الشديد.
وشدد على ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي عند استمرار الحالة، لأكثر من أسبوعين حتى يخضع للعلاج اللازم تفاديا لتأخر الحالة الصحية، إذ يؤدى الاكتئاب بالأشخاص إلى الانتحار، منوها إلى إن 5% من المصريين يعانون من اضطراب وجداني.
علاقة اكتئاب الشتاء بالشمس
وأوضح، أن نقص السيرتونين (هرمون السعادة)، أبرز أحد أسباب الاكتئاب الوجداني، موضحًا أن 70% من هذا الهرمون مصدره الأمعاء، و30% منه يخرج من الجلد، ولذلك يتربط التعرض للشمس، وبالتالي يؤثر على النسبة الكلية وعلى الشعور بالسعادة، ونصح بالخروج للأماكن التي تتمتع بوجود المياه والحدائق الطبيعية ولقاء الأصدقاء والأحبة، وبضرورة تقليل التعرض لمواقع التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، وكذلك تجنب الأشخاص المتشائمين الذين يتعمدون تصدير مشاكل، لأن الحالات النفسية معدية (الحالة النفسية تؤثر على الآخرين).
ونصح بأخذ قسط كاف من النوم الجيد، والقيام بالأنشطة المحبة للشخص سواء المشي أو أو مشاهدة أفلام أو أي ممارسات قادرة على إسعاد الفرد دون إيذاء الآخرين، وكذلك تناول الأطعمة المفضلة.