برع أبو جاد الله في صناعة «الأويما»، وقضى مع أولاده في الورشة عشرات السنين تنقش أنامله الذهبية أشكالًا بديعة على الموبيليا، وتزين رسوماته غرف النوم والسفرة والأطفال، تاركًا بصمته في كل منزل في بلده الشهيرة بالأثاث دمياط، فهذا الفن عرفه القدماء المصريون منذ بداية النقش على الحجر والأخشاب، وسبق استخدامه في كثير من الزخارف مثل المساجد والمنابر والكراسي والأثاث المنزلي القديم.
زبون الأشكال الكلاسيكية دائم
التقت الإعلامية رشا الجمال، في برنامج «حكاوي القهاوي» المعروض على قناة الحياة الفضائية، أسامة مسعد جاد الله صاحب ورشة نجارة، يعتمد وأخوته على الأشكال الكلاسيكية في غرف النوم والسفرة، وأحيانًا الأطفال، التي لم تندثر ولها زبونها الذي دائمًا ما يبحث عن مثل هذه الورش، لافتًا إلى أنّ الموديلات يتم اقتنائها من الخارج، ثم العمل على تصميم نسخ طبق الأصل من الموديل الأصلي.
يقول «أسامة»، إنّ التصميمات الموجودة داخل الكتالوجات يستطيعون تنفيذها بإضافة لمسات وروح فنية، تختلف عن الشكل الأصلي، رغبة في أن يضعوا بصمتهم الخاصة على أعمال النجارة والنحت.
رحلة النحت والتصميم تبدأ بشراء الخشب وتفصيله، وتركه لمدة شهرين أو أكثر للتهوية، حتى يصل إلى درجة معينة من الكثافة تجمع بين السمك والرطوبة: «الرطوبة دي مطلوبة لأني لو شيلتها خالص تبقى هشّةـ وأي نقطة مياه عليها تعمل بكتيريا، والبكتيريا بتعمل سوس ممكن تأذي الزبون».
وكشف عم سيد، أحد نجاري ورشة «جاد الله»، الذي يعمل في مجال النجارة في عمر السابعة، أي منذ حوالي 54 عامًا، أنّ الأجيال الحالية لا تحب ولا تفضل الأويما بكثرة، فهم ليسوا كالسابقين: «قبل كده كان كل بيت لازم يكون فيه صالون مدهب، لكن دلوقتي لأ، الشباب بيتجه الشباب للأنتريهات أكتر من الصالونات».