شرع الله الدعاء لعباده المؤمنين، وحثهم عليه، ورغبهم في طلب العون منه في كل أمورهم، ووعد بإجابته في جميع الأوقات واللحظات، لكن جعل له أوقاتًا يستجاب فيها أكثر من غيرها، ورغب في الدعاء وذكر الله فيها، وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأوقات، كأوقات الصباح والمساء، وغيرها.
ونستعرض مجموعة من أذكار المساء، يستحب ترديدها بدءا من الانتهاء من صلاة العصر، والتي بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه.
أذكار المساء للحفظ من كل سوء ومغفرة الذنوب
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسمِ الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيء»، رواه الترمذي وصححه الألباني.
عن عبدالله بن خبيب رضي الله عنه قال: خرجْنا في ليلة مطر وظلمة شديدة، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُصلي لنا، فأدركناه، فقال: (أصليتم؟)، فلم أقل شيئًا، فقال: (قل)، فلم أقل شيئًا، ثم قال: (قل)، فلم أقل شيئًا، ثم قال: (قل)، فقلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: (قل: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء)، رواه أبو داود وحسنه الألباني.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات، حين يمسي، وحين يصبح: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهمَّ استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهمَّ احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومِن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)، رواه أبو داود وصححه الألباني.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، مَن قالها عشر مرات حين يُصبح كتَب له بها مائة حسنة، ومحا عنه بها مائة سيئة، وكانت له عدل رقبة، وحفظ بها يومئذٍ حتى يمسي، ومَن قال مثل ذلك حين يمسي، كان له مثل ذلك)، رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
دعاء من قاله موقنا به فهو من أهل الجنة
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوءُ لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)، قال: (من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يُمسي، فهو من أهل الجنة، ومَن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة)، رواه البخاري.
عن أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، مرْني بكلمات أقولهن إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال: (قل: اللهمَّ فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، قلها إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذت مضجعك)، رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبتِ، إني أسمعك تدعو كل غداة: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهمَّ عافني في بصري، لا إله إلا أنت)، تعيدها ثلاثًا، حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي، وتقول: (اللهمَّ إني أعوذ بك من الكفر، والفقر، اللهمَّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت)، تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي، فتدعو بهن؟ فقال: (إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهنَّ؛ فأنا أحب أن أستنَّ بسنَّته)، رواه أبو داود وحسنه الألباني.