فجوة زمنية كبيرة أحدثتها التكنولوجيا بين الأجيال القديمة والمعاصرة، فبات كل فريق يرى الآخر مختلفًا عنه، ولا يسير على النهج الصحيح، سواء في التفكير أو الأفعال أو حتى طريقة الحديث؛ ولأن اختلافهما لا يعني صواب أو خطأ أي منهما، وإنما كلاهما نتاج ظروف عصره، فكان لا بد من محاولة سد هذه الفجوة الزمنية ومحاولة التقريب بينهما من خلال توضيح أسباب الاختلاف، وهو ما عملت عليه مجموعة من طالبات قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في إطار مشروع تخرجهن الذي جاء بعنوان «جيل Z»، حاملًا شعار «الجيل طريقة تفكير».
التطور التكنولوجي والفجوة بين الجيل القديم والمعاصر
«Z» هو الجيل الذي ينتمي مواليده إلى الفترة ما بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية، وعاصروا منذ ولادتهم وحتى الآن التطور التكنولوجي الضخم الذي شهده العالم، فبات لديهم المهارة الكافية لاستخدام التكنولوجيا، كما أنهم تميزوا بالحداثة والجرأة في التفكير إلى جانب الانفتاح على الثقافات المختلفة، حسب توضيح ماجدة أمجد، إحدى الطالبات المشاركات في مشروع التخرج، موضحة أن عدم معاصرة الأجيال القديمة لهذا التطور التكنولوجي وما تبعه من تغيير سواء في طريقة تفكير الفرد أو العقل الجمعي للمجتمع، كان السبب الأساسي لإحداث هذه الفجوة الزمنية بين الأجيال القديمة والمعاصرة.
«اخترنا فكرة المشروع لأن للأسف البعض من الجيل الأكبر ينظر لجيلنا على أنه جيل تافه وغير مسئول، كمان في أشخاص من جيلنا تنظر للأجيال الأكبر سنا على أنها متشددة في التفكير، علشان كده حبينا نغير النظرة دي ونوضح مزايا الجيلين»، قالتها الطالبة بالفرقة الرابعة، قسم الصحافة كلية الإعلام جامعة القاهرة، خلال حديثها لـ«»، لافتة إلى أنه لهذا السبب بدأت و15 طالبة أخرى من زميلاتها في توضيح كل ما يهم الجيلين: القديم والمعاصر وما يشغل تفكيرهم، والظروف التي شكلت هذه النظرة في التفكير.
استغلال منصات التواصل الاجتماعي،
واعتمدت طالبات كلية الإعلام في إيصال هذه الفكرة على منصات التواصل الاجتماعي، باعتبارها المنصة الإعلامية الأكبر على مستوى العالم، من خلال إنشاء مقاطع فيديو تشرح وتخدم فكرتهن، إلى جانب تنظيمهن عدة فعاليات أخرى تتمثل في الالتقاء بالطلاب في الجامعات والمواطنين العاديين في الشارع لشرح الفكرة، فضلًا عن تسليط الضوء على النماذج البارزة من كل جيل.
«بنحاول نلتقي بأكبر عدد من الأشخاص علشان ننشر الفكرة أكتر ونحاول نسد الفجوة الزمنية الموجودة بين الجيلين»، وفقًا لـ«ماجدة»، وأنهن يعتمدن في تحقيق أهداف مشروعهن على الاستعانة بمتخصصين، لتكون المعلومة أكثر دقة ووضوحًا وبالتالي أكثر تأثيرًا.