خيّم الحزن على الوسط الإعلامي، بعد وفاة الإعلامي وائل الإبراشي، مساء الأحد، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، حيث ظل مصابًا بهذا الفيروس أكثر من عامٍ كامل.
وبعد معاناة طويلة امتدت لما يقرب من عام، غيب الموت الإعلامي المصري وائل الإبراشي عن عمر يناهز الـ 58 سنة، إثر تداعيات فيروس كورونا المستجد وتلف الرئة.
وأصيب الإعلامي الراحل بفيروس كورونا قبل عام كامل، ورغم شفائه من الفيروس إلا أنه ظل يعاني من تداعيات فيروس كورونا المستجد covid -19، حيث تلف جزء كبير من رئته نتيجة تأثير الفيروس.
وظل الإبراشي في المستشفى لأشهر طويلة يعاني من تداعيات الفيروس، ورغم حديث البعض من الأطباء عن تحسن حالته الصحية، وإعلانه هو بنفسه إجراء العلاج الطبيعي من أجل العودة سريعا إلى العمل الإعلامي.
إلا أنه توفي في النهاية، ولم يعد إلى الشاشة مرة أخرى، وهو ما تسبب في صدمة كبيرة وحزن لدى المتابعين الذين كانوا يأملون في عودته إلى الشاشة مرة أخرى.
آخر ظهور للإعلامي وائل الإبراشي:
جاء آخر ظهور للإعلامي وائل الإبراشي قبل وفاته، منذ عامٍ تقريبًا، حيث جمعه اتصال هاتفي مع الإعلامي يوسف الحسيني، في برنامجه «التاسعة» عبر التليفزيون المصري، حيث جاء الأخير بديلًا لـ«الإبراشي»، لحين عودته واستئناف عمله بعد شفائه التام من آثار الفيروس.
وتطرق وائل الإبراشي، في آخر ظهور تليفزيوني له، إلى مصير عودته إلى برنامجه «التاسعة»، حيث أعرب عن آماله بالعودة إلى البرنامج في أقرب وقت ممكن.
ومازح وائل الإبراشي، الإعلامي يوسف الحسيني، حيث تساءل بقوله: «هم إزاي يا يوسف دخلوك التليفزيون بالبنطلون الجينز»، مُشيدًا بأدائه في تقديم البرنامج.
وائل الإبراشي يصف كورونا بالعدو الغامض:
وأبدى الفقيد الراحل وائل الإبراشي في آخر ظهور له قبل وفاته، حجم معاناته مع فيروس كورونا، لاسيما وأن حالته الصحية شهدت تدهورًا كبيرًا، وعلى فترات طويلة، حيث قال: «أنا بتعامل مع عدو غامض، بشتغل مع إصابتي بفيروس كورونا على نقص الأوكسجين، والالتهابات بالرئتين».
وقال الإعلامي وائل الإبراشي، في آخر ظهور له قبل وفاته: «كل يوم بقيس التنفس، والأدوية محطوطة قدامي زي ورق الكوتشينة باخدها في مواعيدها»، لافتة إلى تغير علاقته مع الطعام «تذوق الطعام مع المرض صعب أوي، وبقيت بتعامل مع الطعام مش منطق المتعة لكنه واجب زي الدواء كده».
طبيب وائل الإبراشي يكشف رحلته مع المرض:
كشف الدكتور مجدي عبد الحميد، طبيب الإعلامي الراحل وائل الإبراشي، والمدير الطبي لمستشفى زايد التخصصي، إن الإبراشي دخل المستشفى يوم 28 ديسمبر 2020 بإصابته بفيروس كورونا، وكان يعاني من تليف في الرئة، واستمر في المستشفى لمدة 3 شهور، وكانت الأمور تتحسن معه نوعًا ما، لكن حدث تليف في الرئة بنسبة كبيرة.
ونقلت صحيفة الوطن عن الطبيب قوله إن وائل الإبراشي كان موضوع على جهاز الأكسجين ونسبة التليف كانت 60% من الرئة، أي أن 60 % من الرئة لا تعمل، وخرج من المستشفى يوم 28 مارس الماضي، وكانت حالته تتحسن، وكان سيستمر على الأكسجين، وتمت طمأنته بأن التليفات على الرئة نتيجة إصابته بكورونا ستزول بعد فترة بشكل تدريجي.
وتابع: «تم طمأنة الإعلامي الراحل بأن الـ 40% من الرئة التي تعمل ستزيد كفاءتها، وكانت زوجته تطمئنا عليه كل أسبوع والأمور كانت كويسة، واتفاجأت النهارده بوفاته، وللأسف حالته النفسية مكنتش حلوة في فترة إصابته بسبب الشائعات على السوشيال ميديا حول وفاته، وطلع معايا لايف من هاتفه الخاص وأتكلم مع الناس عشان يطمئنوا على صحته”، لافتاً إلى أن شائعات وفاته كانت تؤثر على حالته النفسية كثيراً.
وكان الدكتور حسام حسني، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، قال في تصريحات سابقة إن حالة الإعلامي وائل الإبراشي، في الأيام الأخيرة كانت جيدة إلى حد ما، مضيفًا أن حالته الصحية كانت تتحسن يومًا بعد يوم.
وأضاف حسني، في تصريحات سابقة للإعلامي سيد علي في برنامجه عبر قناة “الحدث اليوم”، أنه يجب أن نكون حذرين خلال الحديث عن المتحور الجديد لفيروس كورونا، موضحًا أنه تم التشديد على الإجراءات الاحترازية في المنافذ المصرية.
وأوضح وقتها: “حالة الإبراشي الصحية في تحسن ملحوظ وتحليلات كورونا الذي يجريها بشكل دوري أفضل بكثير بالمقارنة مع حالته في بداية إصابته بفيروس كورونا”.
كما أضاف حسني وقتها أن الإبراشي اقترب من العودة إلى الشاشة لتقديم برنامجه، مؤكدًا أن قوة الرئتين واستعادتهما لحالتهما وتعافي نسيجها الهاجس الأكبر لدى الأطباء المعالجين.
يذكر أن الكاتب الصحفي والإعلامي وائل الإبراشي من مواليد 26 أكتوبر لعام 1963، واستطاع بموهبته وتميزه في المجال الإعلامي أن يصبح واحدًا من أهم الإعلاميين بمصر والوطن العربي.
ووُلد الإعلامي وائل الإبراشي في مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، وفي بدايته عمل صحفيًا بجريدة روزاليوسف، وصوت الأمة، حتى ترأس تحريرها 2006، وعام 2013 تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح، إلا أنه حاليًا لا يترأس تحرير أي جريدة بسبب انشغاله بالبرامج التلفزيونية التي يقدمها.
وبزغ نجم الإعلامي وائل الإبراشي وذاع صيته، عندما قدّم برنامج العاشرة مساءً، خلفًا للإعلامية منى الشاذلي، حيث كان يقدم برنامج الحقيقة على شاشة دريم 2، وأيضًا قدّم برنامج كل يوم لعام تقريبًا على قناة ON، خلفًا للإعلامي عمرو أديب، ويُقدم حاليا برنامج التاسعة، المذاع عبر القناة الأولى.
وكان يُقدم برنامج “التاسعة” عقب نشرة التاسعة الإخبارية على القناة الأولى المصرية التابعة للهيئة الوطنية للإعلام، بعد أن قدم لعام تقريباً برنامج ” كل يوم ” خلفاً لعمرو أديب على قناة أون، سابقاً قدم وائل خلفاً للإعلامية منى الشاذلي برنامج ” العاشرة مساءً ” اليومي الذي بُث على قناة دريم؛ وكان مُقدماً لبرنامج ” الحقيقة” على شاشة قناة دريم2.