«آزوفستال».. آخر قلاع ماريوبول تتهاوى

بعد أيام من الحصار، اقتحمت القوات الروسية منطقة آزوفستال الصناعية المحصنة في ماريوبول باعتبارها آخر قلاع المدينة التي سقطت في قبضتها.ورغم إعلان بدء عملية إجلاء للمدنيين كان من المفترض أن تستمر أمس (الثلاثاء)، بدأ الجيش الروسي وقوات دونيتسك الشعبية تدمير المواقع القتالية لكتيبة آزوف والقوات الأوكرانية في مصنع آزوفستال، بحسب وكالة «نوفوستي» الروسية والإعلام الأوكراني.

وكان رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشينكو، أفاد بأن أكثر من 200 مدني لا يزالون يتحصنون مع المقاتلين، وأن حوالى 100 ألف مدني ما زالوا داخل المدينة الساحلية المطلة على بحر آزوف.

وتشكل ماريوبول المطلة على بحر آزوف هدفاً استراتيجياً لموسكو كون السيطرة عليها تفتح ممراً برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم.

وتدور معارك ضارية في جبهات عدة شرقي أوكرانيا، وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تحاول السيطرة على بلدة روبيجني الواقعة على خط القتال في إقليم لوغانسك، وتستعد للهجوم على بلدة سيفيرودونيتسك القريبة.

فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل حوالى 450 عسكرياً أوكرانياً خلال عمليات نفذتها القوات الروسية (الاثنين). وأعلن الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن القوات الروسية استهدفت نحو 40 موقعاً عسكرياً وتمكنت من إسقاط 10 طائرات مسيرة أوكرانية في مقاطعات خاركيف وخيرسون وزاباروجيا ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك. وأكدت الوزارة أن قواتها قصفت قاعدة جوية بالقرب من أوديسا بصواريخ، وإن القصف دمر طائرات مسيرة من طراز «بيرقدار تي بي 2» وصواريخ وذخائر قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى أوكرانيا.

من جهتها، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي خسر نحو 24 ألفاً و200 جندي وقرابة 350 طائرة ومروحية منذ بداية الحرب.

سياسياً، تستعد دول الاتحاد الأوروبي لإعلان حزمة سادسة من العقوبات على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا، وتتضمن حظراً لواردات النفط الروسية وإقصاء مصارف روسية أخرى من نظام سويفت للتعاملات المالية الدولية.

ويعكف المسؤولون الأوروبيون على هذه الخطة بفضل تحول كبير في موقف ألمانيا أكبر مستهلك للطاقة الروسية، إذ أعلنت برلين (الاثنين) أنها مستعدة لتأييد حظر فوري للنفط الروسي.

وتعهد المستشار الألماني أولاف شولتز في تصريحات لقناة «زي دي إف» (ZDF) العامة بعدم رفع العقوبات حتى يوقع الرئيس فلاديمير بوتين على اتفاق للسلام مع أوكرانيا يحظى بالقبول.

ويناقش سفراء من دول الاتحاد الأوروبي العقوبات المقترحة على النفط الروسي في اجتماع يعقد اليوم (الأربعاء).

وكشف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارة إلى بنما، أن هناك مصارف روسية أخرى ستخرج من سويفت، وفي قطاع الطاقة نعمل على إعداد مقترحات تتيح الحد من واردات الطاقة من روسيا، ولا سيما النفط.

وكانت مصادر دبلوماسية أوروبية قالت إن «سبيربنك» وهو أكبر مصرف في روسيا بحصة سوقية تبلغ 37% سيتم إقصاؤه من سويفت بموجب حزمة العقوبات الجديدة.