غزت قوات روسية أوكرانيا اليوم الخميس، في هجوم حاشد برا وبحرا وجوا، وذلك في أكبر هجوم تشنه دولة ضد أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إنها دمرت 74 منشأة للبنية التحتية العسكرية المشيدة فوق الأرض، في أوكرانيا، من بينها 11 مدرجا للطائرات.
ودعا وزير خارجية أوكرانيا الدول الحليفة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا، كما حث الرئيس فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم على تقديم المساعدة الدفاعية لحماية المجال الجوي الأوكراني.
وفي ما يلي أبرز المواقف وردود الفعل الدولية:
الأمم المتحدة: نداء باسم الإنسانية
وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب “باسم الإنسانية”.
وقال غوتيريس بعد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا “الرئيس بوتين، باسم الإنسانية، أعد قواتك إلى روسيا”. وأضاف أن عواقب الحرب ستكون مدمرة لأوكرانيا وبعيدة المدى بالنسبة للاقتصاد العالمي.
بدورها ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدولَ المجاورة لأوكرانيا إبقاء حدودها مفتوحة أمام الباحثين عند ملاذ آمن.
وقالت المفوضية إنها كثفت عملياتها، وإنها تعمل مع السلطات الأوكرانية لتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية.
الصليب الأحمر: حماية المدنيين والخدمات الأساسية
حث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، جميع أطراف الصراع في أوكرانيا، على احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والخدمات الأساسية مثل إمدادات المياه والكهرباء.
وقال ماورير في تغريدة على تويتر “تتعامل فرق اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع الاحتياجات الإنسانية العاجلة، ويتعين أن تكون قادرة على مواصلة عملها المنقذ للحياة”.
الناتو: تفعيل الخطط الدفاعية
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الحلف سيعقد قمة عبر الفيديو، يوم الجمعة، مخصصة للهجوم الروسي على أوكرانيا، مشيرا إلى أن الناتو فعّل “خططه الدفاعية” لنشر قوات إضافية في الدول الأعضاء.
وأوضح أن “الناتو ليست لديه قوات في أوكرانيا، وليست لديه أي خطط لإرسال قوات إليها”. وتابع “لقد عززنا وجودنا شرق أوروبا منذ أسابيع. لدينا آلاف الجنود وسنرسل مزيدا من القوات الأيام المقبلة”.
وأضاف ستولتنبرغ “ما أوضحناه جليا هو أننا زدنا بالفعل ونزيد من وجود قوات حلف شمال الأطلسي في الجزء الشرقي من حدود الحلف”.
وتحدث عن “إرسال عناصر” من قوة الردّ التابعة للناتو -والتي تضمّ 40 ألف جندي- ولديها قوة عمل مشتركة، بجاهزية عالية، مؤلفة من 8 آلاف عسكري بينهم 7 آلاف فرنسي، مع وحدة جوية موضوعة حاليا تحت القيادة الفرنسية.
الاتحاد الأوروبي: سلوك غير مبرر
وصف الاتحاد الأوروبي الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه “سلوك غير مبرر” وحذر من أن نظام الرئيس بوتين سيواجه “عزلة غير مسبوقة” بعد تدخله العسكري في أوكرانيا.
ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الخميس بيلاروسيا إلى “عدم المشاركة” في الهجوم الروسي، في وقت تستخدم موسكو -وفق كييف- الأراضي البيلاروسية لتنفيذ غزوها.
وبدوره قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بروكسل أمام الصحافيين “القادة الروس سيتوجب عليهم مواجهة عزلة غير مسبوقة” مشددا على أن الاتحاد يُحضّر حزمة جديدة من العقوبات ستكون “الأشد على الإطلاق”.
فرنسا: عواقب وخيمة وطويلة الأمد
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في خطاب بثه التلفزيون- إن بلاده ستقف مع أوكرانيا، مضيفا أن التحرك الروسي ضدها ستكون له عواقب “وخيمة وطويلة الأمد” على القارة.
وأدانت باريس استخدام موسكو أراضي بيلاروسيا المجاورة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد أوكرانيا، وأعلنت أنها ستعزز دعمها لكييف، بما في ذلك الدعم العسكري.
وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان في بيان إن باريس “تدين استخدام أراضي بيلاروس بموافقة نظام (ألكسندر) لوكاشينكو لشنّ هذا العدوان على دولة ذات سيادة”. وأضاف “فرنسا ستعزز دعمها لأوكرانيا بكافة الأشكال”.
ألمانيا: موسكو ستدفع ثمنا غاليا
قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن العقوبات الغربية ستضمن أن تدفع موسكو “الثمن غاليا” بسبب هجومها على أوكرانيا، وتوضح أن الرئيس الروسي ارتكب “خطأ فادحا”.
وأضاف شولتز في تصريحات للصحفيين في برلين “بوتين يجلب العناء والدمار لجيرانه المباشرين، إنه ينتهك سيادة وحدود أوكرانيا”.
وتابع “إنه يعرض حياة عدد لا يحصى من الأبرياء في أوكرانيا للخطر -وهم شعب شقيق لروسيا. وفي نهاية المطاف، يعرض نظام السلم في قارتنا للخطر. لا يوجد مبرر لكل هذا. إنها حرب بوتين”.
وأكد المستشار “كرئيس لمجموعة السبع، سأتعهّد بعد الظهر أثناء مؤتمر عبر الفيديو لرؤساء دول وحكومات مجموعة السبع، لصالح ردّ موحّد وواضح” متوعّدا موسكو بـ “عقوبات جديدة قاسية”.
بريطانيا: حزمة هائلة من العقوبات
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن بلاده وحلفاءها سيطلقون حزمة هائلة من العقوبات الاقتصادية لتكبيل الاقتصاد الروسي.
وأضاف جونسون في كلمة للشعب بثها التلفزيون “اليوم بالتنسيق مع حلفائنا سنتفق على حزمة هائلة من العقوبات الاقتصادية التي تهدف بمرور الوقت إلى عرقلة الاقتصاد الروسي”.
وقال “مهمتنا واضحة: فمن خلال الوسائل الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وفي النهاية: العسكرية، لابد أن تنتهي هذه المغامرة الوحشية الشنعاء من جانب فلاديمير بوتين بالفشل”.
ومن جهتها، قالت وزيرة الخارجية ليز تراس اليوم في تغريدة على تويتر “استدعيت السفير الروسي لمقابلتي وتوضيح سبب الغزو غير قانوني وغير المبرر لأوكرانيا. سنفرض عقوبات شديدة على روسيا ونحشد الدول لدعم أوكرانيا”.
تركيا: ضربة قاسية للاستقرار والسلام
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تساند معركة أوكرانيا دفاعا عن وحدة أراضيها، وتعتبر هجوم روسيا “ضربة قاسية” للاستقرار والسلام في المنطقة، وكرر الدعوة لحل الأزمة عبر الحوار.
وتابع أردوغان “تلك الخطوة التي نعتبرها متعارضة مع القانون الدولي ضربة قاسية للاستقرار والسلام والتناغم الإقليمي” مضيفا أنه أبلغ الرئيس الأوكراني خلال مكالمة هاتفية اليوم بدعم أنقرة.
وأشار إلى أن تركيا تعتبر أوكرانيا وروسيا صديقتين، مضيفا أنه يشعر “بحزن حقيقي” بسبب الصراع بين موسكو وكييف.
وقال الرئيس التركي -الذي كثف جهوده الدبلوماسية بمكالمات هاتفية مع الزعيمين الروسي والأوكراني هذا الأسبوع- إن بلاده ليست لديها أي رغبة في التخلي عن العلاقات مع أي من البلدين.
إيطاليا: الانسحاب دون شروط
حضّ رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الخميس الرئيس الروسي على سحب قواته المسلحة من أوكرانيا “من دون شروط” وفي أسرع وقت ممكن.
وقال دراغي بعد اجتماع لمجلس الوزراء “إيطاليا والاتحاد الأوروبي وكافة حلفائهما يطالبون الرئيس بوتين بوضع حد فورا لإراقة الدماء وسحب قواته العسكرية بدون شروط إلى خارج حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا”.
ليتوانيا.. حالة طوارئ
أعلن رئيس ليتوانيا حالة طوارئ، وطلب من الجيش نشر قوات على الحدود ردا على “الاضطرابات والاستفزازات المحتملة بسبب القوات العسكرية الكبيرة المحتشدة في روسيا وروسيا البيضاء”.
وستظل حالة الطوارئ -التي أُعلنت بعد ساعات من غزو القوات الروسية أوكرانيا- لمدة أسبوعين.
وسيجتمع البرلمان في وقت لاحق اليوم للتصويت لصالح تأكيد أو إلغاء قرار الرئيس جيتاناس نوسيدا.
اليابان.. تنديد بالغزو
قالت الحكومة اليابانية إن وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي استدعى السفير الروسي ميخائيل جالوزين لإدانة غزو أوكرانيا، وأبلغه بأن التحرك الروسي يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي.
وقالت الخارجية إن الوزير أبلغ السفير بضرورة أن يوقف الجانب الروسي الغزو على الفور، حاثا على سلامة المدنيين ومنهم اليابانيون دون قيد أو شرط.
لاتفيا.. تحذير من المخاطر الأمنية
قالت لاتفيا، التي كانت تخضع لحكم موسكو في السابق لكنها في الوقت الحالي من الدول الأعضاء في الناتو والاتحاد الأوروبي، إن عليها الاستعداد “لمخاطر أمنية محتملة” بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا.
وقالت خارجية هذه البلاد، وهي إحدى الدول المطلة على بحر البلطيق، في بيان اليوم “لاتفيا آمنة، نحن لا نتعرض لتهديد عسكري مباشر”.
وأضاف البيان “ومع ذلك، يتعين علينا الاستعداد لمخاطر أمنية محتملة، تدفق مفاجئ للاجئين، وهجمات إلكترونية وهجمات من المعلومات المضللة، والتحديات المتعلقة بموارد الطاقة”.
هولندا: عقوبات على بوتين شخصيا
قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن العقوبات الأوروبية على روسيا ينبغي أن تستهدف رئيسها بوتين وحكومته مباشرة.
وأضاف روته في تصريحات للصحفيين “تعتقد هولندا أنه يتعين فرض أقصى العقوبات على بوتين وحكومته”.
وتابع “لسنا في صراع مع الشعب الروسي، إنه بوتين وحكومته من يجب أن نستهدف”.
إسرائيل: مواطنونا أولويتنا
نددت إسرائيل بالهجوم الروسي على أوكرانيا، ودعت القوى العالمية لحل الأزمة سريعا.
وقال وزير الخارجية يائير لبيد في تصريح بثه التلفزيون “هجوم روسيا على أوكرانيا انتهاك خطير للنظام الدولي. تندد إسرائيل بالهجوم”.
وأضاف “ما زال هناك وقت للتوقف والعودة إلى طاولة المفاوضات وحل الخلافات سلميا بوساطة من القوى العالمية. لإسرائيل علاقات طويلة الأمد وعميقة وطيبة مع كل من روسيا وأوكرانيا”.
وتابع “هناك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في البلدين، وهناك مئات الآلاف من اليهود في البلدين، إبقاؤهم سالمين أولويتنا القصوى”.
كوريا الجنوبية: سننضم إلى العقوبات
أكد رئيس كوريا الجنوبية “مون جيه-إن” أن بلاده ستنضم إلى العقوبات الاقتصادية الدولية على روسيا.
وقال مون في بيان أصدره مكتب الرئاسة إنه “يجب ضمان سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها”.
وأضاف أن كوريا الجنوبية “ستدعم وتشارك في جهود المجتمع الدولي بما في ذلك العقوبات الاقتصادية” مستنكرًا “الغزو المسلح” لأوكرانيا من قبل روسيا.
الصين.. تفهم لـ”مخاوف” روسيا
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس إن بكين “تتفهم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني” بعد ساعات على بدء موسكو هجومها على أوكرانيا.
وقال وانغ وفق ما جاء في بيان حول المكالمة الهاتفية نشرته وزارته “لطالما احترمت الصين سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها” مضيفا “في الوقت نفسه، لاحظنا أن المسألة الأوكرانية ترتبط بتاريخ خاص ومعقّد. نتفهّم مخاوف روسيا المنطقية على الصعيد الأمني”.
إيران: استفزاز الناتو هو السبب
رأت إيران الخميس أن الحرب ليست حلا للأزمة بين موسكو وكييف، عازية التوتر بينهما إلى “استفزازات” من قبل حلف شمال الأطلسي.
وكتب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان عبر تويتر “لا نعتقد أن اللجوء إلى الحرب حل” مشددا على ضرورة “وقف إطلاق النار والتوصل الى حل سياسي وديمقراطي”.
وكانت الخارجية دعت الطرفين الثلاثاء إلى “ضبط النفس وتفادي أي عمل من شأنه تعميق التوترات” معتبرة أن “تدخلات الناتو وتحركاته الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة زادت من تعقيد الأوضاع”.
وكرر عبد اللهيان الموقف اليوم، معتبرا أن “جذور الأزمة الأوكرانية تعود إلى الإجراءات الاستفزازية لحلف الناتو” من دون تفاصيل إضافية.