وأوضح أبوالغيط في كلمته أمام الوزاري العربي، اليوم (الثلاثاء) خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية «162» برئاسة وزير الخارجية وشئون المغتربين اليمني الدكتور شائع الزنداني، أن هذا العام هو أيضاً عام عجز المجتمع الدولي عن وقف المذبحة، بل وتقديم مظلة أمان للإجرام لكي يتمادى.
وأضاف: «أقول بلا تجميل إن القوة الكبرى في عالم اليوم، إما لا ترغب في ممارسة الضغط على الاحتلال، وإما أنها لا تستطيع إيقاف هذه البلطجة والوحشية»، مشيراً إلى أنهم عندما أدركوا فداحة الجريمة طالبوا بوقف الحرب، وكان الوقت تأخر وصار المعتدي واثقاً من أن أحداً لن يراجعه، وأنه فوق القانون وفوق العدالة الدولية.
وحذر أبوالغيط من نوايا التهجير القسري المتواصل الذي يشمل غزة والضفة معاً، مطالباً بصوت واحد لمواجهة المخططات الإسرائيلية وفضحها في العالم كله.
واستعرض أبوالغيط التحركات العربية على أكثر من صعيد طوال الأشهر الماضية، في حملة دبلوماسية مكثفة قادتها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية برئاسة المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أنهم وجدوا أن الحكومات تبدل من لغتها نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ولفت الأمين العام للجامعة العربية إلى إن وقف إطلاق النار اليوم لم يعد مطلباً عربياً، بل هو مطلب عالمي وهدف استراتيجي لتجنيب المنطقة شرور حرب موسعة، متهماً رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتعطيل وقف إطلاق النار من خلال ما يدعيه بأنه يريد التواجد في «محور فيلادلفيا».
وقال أبوالغيط: «الحق هو رفض وجود قوات الاحتلال على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وهو موقف مصري مدعوم عربياً بشكل واضح، ويتأسس على رفض إعادة فرض الاحتلال على القطاع، ورفض اقتطاع أجزاء منه، وصار واضحاً للجميع أن نتنياهو غير مستعد لإبرام صفقة، لأنه لا يريد دفع المقابل لا يريد وقف هذه الحرب العدوانية».
وحول السودان، قال أبوالغيط لا يزال السودان يعيش أزمة، قد تكون هي الأشد وطأة من الزاوية الإنسانية، مدللاً على ما قاله مدير منظمة الصحة العالمية في زيارته لبورتسودان، بأن النظام الصحي في المدينة على وشك الانهيار، الأمر يحتاج من الجميع التكاتف العاجل لإنقاذ السودان.
وتطرق أبوالغيط للوضع في ليبيا، وقال إن الانقسام وزيادة الهوة بين الشرق والغرب يزيدان الأوضاع صعوبةً، مناشداً الأطراف الفاعلة أن تضع مصلحة الشعب، والحفاظ على مقدراته نصب أعينها، داعياً كافة الأطراف للعودة للحوار البناء تحت مظلة بيت العرب لتجاوز الخلافات، تمهيداً لإتمام المصالحة الوطنية الشاملة وإجراء الانتخابات التي طال انتظارها.