أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. أحمد أبو هولي بأن الطريق الوحيد لتطبيق السلام في المنطقة هو العودة إلى الأمم المتحدة والاحتكام لقراراتها استناداً الى رؤية الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين بعقد مؤتمر دولي للسلام يضمن إنهاء الاحتلال، واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية .
واشار في كلمة القاها نيابة عن الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في حفل تخريج الفوج السابع والثامن والتاسع ( فوج رواد الغد) لطلاب وطالبات جامعة غزة الذي نظمته الجامعة مساء اليوم تحت رعاية الرئيس الى ان ما تشهده الارض الفلسطينية في محافظات الوطن وشعبنا الفلسطيني من جرائم على يد الاحتلال الاسرائيلي يراكم أمام شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والمجتمع الدولي تحديات كبرى من أجل لجم الانفلات الإرهابي والاستيطاني والاحتلالي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي والزامها باحترام الاتفاقيات الموقعة معها، ومن ضمنها تمكين شعبنا الفلسطيني من تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة وفق أسس وقرارات الشرعية الدولية .
واحتفلت جامعة غزة مساء يوم امس بتخريج الفوج السابع والثامن والتاسع “فوج رواد الغد” تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس، بحضور ممثل فخامة الرئيس الدكتور أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض الخضري ومجالس الإدارة والأمناء والجامعة، ولفيف من الوزراء والنواب والسفراء والمستشارين والمحافظين، وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، ورؤساء الجامعات والكليات والمعاهد والمخاتير والوجهاء ورجال الإصلاح ورجال الأعمال والعاملين في الجامعة، والطلبة الخريجين وذويهم.
وبدء الحفل بدخول موكب الطلبة الخريجين، وأعضاء الهيئة التدريسية، يليهم موكب مجلس الجامعة ومجلس الأمناء، وموكب رئيس الجامعة، من ثم تلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، والنشيد الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أروح الشهداء، ثم نشيد الجامعة.
وتابع د. ابو هولي قائلاً : “تخوض القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني في كافة محافظات الوطن معركة البقاء والثبات في مواجهة الاحتلال والاستيطان والحصار وتهويد القدس ، هذه المعركة التي تتوج اليوم في المقاومة الشعبية التي يخوضها سكان حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى والبسان في بلدة سلوان وفي قرية بيتا وبيت دجن وكفر قدوم ونزلة عيسى وفي كافة المناطق المتاخمة للمستوطنات، التي باتت عنوان المرحلة في وجه سرقة الارض الفلسطينية.
وأكد على ان الشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الايدي أمام جرائم الاحتلال الاسرائيلي ومشاهد التطهير العرقي والتهجير القسري وهدم البيوت في احياء القدس، ومصادرة اراضيه وبناء البؤر الاستيطانية على اراضي الضفة الغربية، وسيواصل نضاله المشروع حتى تحرير ارضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس مهما عظمت التضحيات، ومهما بلغ صلف الاحتلال وإرهابه.
ودعا د. ابو هولي الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الارتقاء إلى مستوى الحدث والتحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل المؤتمرات التي تستهدف الحقوق الفلسطينية المشروعة مشدداً بان هذه التحديات لا يمكن مواجهتها الا من خلال انهاء الانقسام وانجاز المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى انهاء الانقسام واعادة اعمار غزة وإجراء الانتخابات ورفع الحصار.
واكد د. ابو هولي على ان منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية بتوجيهات من الرئيس يوليان اهتماماً كبيراً بالتعليم والبحث العلمي وعملا على توفير كل الإمكانات اللازمة لتكريس دور العلم في المجتمع الفلسطيني وتوفير الدعم لمؤسسات التعليم والنهوض بها من خلال مواكبة التقدم التكنولوجي، ورفع مستوى الاداء، باعتبارها أهم قنوات تأهيل وتخريج صناع المستقبل .
واشار الى ان ما شهده قطاع التعليم العالي بمختلف مجالاته خلال السنوات الماضية من تطور في مؤشراته النوعية والكمية وفي مؤسساته التعليمية يؤكد حقيقة حجم الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس والحكومة الفلسطينية في دعم التعليم العالي ومؤسساته .
واضاف د. ابو هولي بان الحكومة وفق خططها التنموية على تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في التعليم بمستوياته المختلفة بعد ان أصبح القطاع الخاص شريكا فاعلا وأساسيا في مجال النهوض بالتعليم والبحث العلمي ولقد تمثل ذلك في جامعة غزة هذه الجامعة الفتية التي انشئت في العام 2008 كأحد نماذجه الحيوية والناجحة والعديد من الجامعات الخاصة التي باتت منتشرة في كافة أنحاء الوطن في الضفة العربية وقطاع غزة
وتابع قائلاً: ” الطلبة هم هدفنا الرئيسي وواجبنا نحوهم هو تقديم أفضل وسائل التعليم والمعرفة لهم وتأهيلهم ليكونوا أهلاً للمسؤولية الملقاة على عاتقهم في المستقبل” .
ولفت الى ان منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية سعت في اطار تعزيز التعليم العالي إلى توفير المنح والقروض للطلبة الجامعيين عبر صندوق الطالب الجامعي لتامين الحياة الجامعية المستقرة لجميع الطلبة ، يضاف إليه صندوق الرئيس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين في لبنان الذي تم انشاؤه بقرار من الرئيس أبو مازن والذي استفاد منه الاف الطلبة الفلسطينيين في لبنان، والمنحة الجامعية المقدمة من دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يستفيد منها سنوياً ما يزيد عن 1200 طالبة وطالبة على مستوى محافظات الوطن.
ونقل د. ابو هولي تحيات الرئيس لمجلس امناء الجامعة والهيئتين الاكاديمية والادارية وللحضور الكريم لخريجي جامعة غزة ( فوج رواد الغد) مؤكداً على الحرص الذي يوليه الرئيس مشاركة ابنائه الخريجين وذويهم فرحة تخرجهم وانخراطهم في ميادين العمل والبناء، الى جانب حرصه على دعم الجامعات الفلسطينية .
وأشاد د. ابو هولي بالتطور النوعي الذي رافق جامعة غزة، على مدار اثني عاشر عاماً في تخصصاتها العلمية ونظامها الأكاديمي والإداري مما ساعدها على احتلال مكانتها المرموقة بين الجامعات المحلية والعربية، لتغدو صرحاً أكاديمياً شامخاً ومنارة علم يفتخر ويعتز بها كل أبناء شعبنا .
وهنا د. ابو هولي باسم سيادة الرئيس كافة الخريجين وذويهم معرباً عن امله أن يشكل هذا اليوم انطلاقة ناجحة للخريجين نحو آفاق الحياة الرحبة حياة العمل والإسهام في حركة المجتمع نحو التقدم والتطور .
وخاطبهم قائلاً: ” ها أنتم اليوم ايها الخريجون وأيتها الخريجات تقطفون ثمار مثابرتكم وجدكم واجتهادكم بعد مشوار صعب مليء بالتحديات نعتز ونفتخر بكم لأنكم رواد الغد في صناعة مستقبل هذا الوطن فكونوا عوناً له، ونذكركم وأنتم على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل الحياة بأن تجددوا الولاء والانتماء ببذل المزيد من الجهد لحماية وطننا المعطاء”
بدوره رحب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض الخضري بممثل الرئيس الدكتور أحمد أبو هولي، والمحافظين والوزراء ورؤساء الجامعات وممثلي الفصائل والهيئات المختلفة والوجهاء والمخاتير وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وبالطلبة الخريجين، وبالحضور جميعا كل باسمه ولقبه ومكانته، مهنئًا الطلبة الخريجين وذويهم، ومعبرًا عن شكره وتقديره باسمه وبالنيابة عن هيئة الإشراف العليا والأمناء ومجلس الجامعة لفخامة الرئيس “أبو مازن” لتكرمه برعاية الاحتفال.
ولفت إلى مراحل التطور التي شهدتها الجامعة قائلا: “إنه لمدعاة فخر واعتزاز لشعبنا تأسيس جامعة غزة عام 2006 لتصبح اليوم صرحاً أكاديمياً ومنارة علمية شامخة”. مؤكدًا أنها ستبقي رغم كل التحديات شامخة ومستمرة في خدمة المجتمع الفلسطيني، وحريصة على إيجاد بيئة تعليمية مثالية، وبسعيها الدؤوب للتطور والرقي والتميز.
وبين الخضري أن جامعة غزة انطلقت في العام 2009 بتقديم خدماتها التعليمية والبحثية في ثلاثة كليات واليوم لديها ثمان كليات في تخصصات مختلفة إضافة لطرحها برنامج ماجستير العلاقات العامة والإعلام.
من جانبه هنأ رئيس مجلس الأمناء الأستاذ الدكتور حسن أبو جراد بجميع الطلبة الخريجين وذويهم في هذا اليوم البهيج، مشددًا على أن جامعة غزة تعد إضافة نوعية وتاريخية في قطاع غزة، فهي جامعة تمثل كل الفلسطينيين، وتذوب فيها الفوارق وتختفي الحزبية، وينصهر الجميع فيها في بوتقة أكاديمية لا مجال فيها إلا للمنافسة الشريفة والنقية التي ترفد المجتمع برواد وقادة أكاديميين لا يعرفون إلا العمل والعدل والحب والوطن.
وأكد سعى جامعة غزة المستمر إلى الانفتاح والتعاون مع الجامعات والمؤسسات الخارجية والتشبيك مع المؤسسات ذات العلاقة، من أجل تقديم أفضل الخدمات التعليمية لأبنائها، لافتاً أن جامعة غزة تتطور كل يوم لتواكب مجريات العصر، وتعتني بطلبتها أكاديميا وإدارياً ووظيفياً.
بدوره أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، حرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على توجيه الطلبة نحو اختيار التخصصات التي يحتاجها السوق، بما يسهم في الحد من معدلات البطالة، والمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، إضافة لتعزيز البرامج التي تجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي في شركات القطاع الخاص، مقدماً شكره للقائمين على هذا الحفل، متمنياً لجامعة غزة مزيداً من التقدم والنجاح، وللطلبة التوفيق والنجاح في حياتهم العملية.
وفي كلمة الطلبة الخريجين عبرت الطالبة ملاك السكني، عن فرحتها وسعادتها بالمشاركة بالحفل والقاء كلمة الطلبة الخريجين قائلة: “ها نحن اليوم نقف على عتبات مرحلة جديدة حاملون رخصة لتسيير مستقبلنا وحياتنا القادمة التي نأمل بها خيراً”، وعبرت عن شكرها لجامعة غزة جامعة كل الفلسطينيين ممثلة برئاستها وإدارتها وأعضاء هيئتها التدريسية، التي حققت لها حلم دراسة القانون، وقدمت العلم والمعرفة والمهارة والخبرة، من أجل تطوير قدرات الطلبة وتأهليهم بكافة الجوانب العلمية والعملية.
يذكر أن الاحتفال اشتمل على فقرات فنية وثقافية نالت إعجاب الحضور الكريم، وفي نهاية الحفل تم تكريم الجهات الراعية، والجهات التي ساهمت في نجاح الحفل .