أحمد مطاعن في ذاكرة الأدب والثقافة بأدبي أبها

نظم نادي أبها الأدبي أمسية وفاء للأديب الراحل أحمد مطاعن بعنوان «أحمد مطاعن في ذاكرة الأدب والثقافة»، والتي رحب فيها رئيس مجلس الإدارة، أحمد آل مريع، بمن حضر من أسرة الأديب، والأدباء والمثقفين في المنطقة.

وقال «آل مريع»: «نجتمع هذا المساء على عهد منا جميعا بالوفاء للذاكرة الخصبة المليئة بمواقف الأبوة والكرم والنبل، والمشاركة الاجتماعية والأدبية لهذا الرمز الراحل، الذي فقدته مجالسنا، وفقدته أنشطتنا، إذ كان لا يغادر نشاطا ولا محفلا إلا أسهم فيه».

ثم انتقل الحديث إلى كبير أبناء «مطاعن»، الذي بدأ بشكر نادي أبها الأدبي، ثم استعرض عددا من المواقف والطرائق التي كان يتبعها والده في تعويدهم على القراءة منذ نشأتهم، وحرصه على غرس هذه العادة الحميدة فيهم، وذلك من خلال توفير المطبوعات والكتب المتوافرة آنذاك.

قراءة مستقلة

شارك حسين هبيش بحديث أخوي، استعرض فيه علاقته بالأديب الراحل، وعلاقة «مطاعن» بالناس، وحرصه على منفعة الأصدقاء والمثقفين على الصعيدين الاجتماعي والثقافي، وحرصه منذ وقت مبكر على أن تكون له استقلالية وخصوصية أدبية لا تشبه الآخرين، حيث ذكر أنه يحاول أن يستحدث طريقة للقراءة مستقلة بعيدا عن الآخرين. كما تذكر «هبيش» عددا من المواقف الأخوية بينهما، بما يشعره باهتمام أحمد مطاعن بأصدقائه.

علاقة ثقافية

ثم تحدث خالد مطاعن عن علاقته بوالده، بصفته يشاركه الاهتمام الثقافي نفسه، وهو القريب منه في هذا الاتجاه، فذكر أنه كان يشاركه ما تختلج به نفسه، ووصفه بأنه «الأب الكبير» بسلوكه، الحنون الذي لا يغضب ولا يضرب، ولايوبخ أحدا من أبنائه، ثم قرأ خالد مطاعن نصا لأبيه بعنوان «إلى ابني»، مستشهدا به على ما ذكر. وعرج على بعض المحاورات الشعرية التي دارت بينهما، وأطلع الحاضرين على بعضها، وتحدث عن علاقة الراحل بزوجته «أم محمد».

وانتقل الحديث إلى أحمد عسيري، حيث شارك بورقة، تناول فيها الجانب الإنساني للأديب أحمد مطاعن، وعلاقة ذلك بروح الإبداع لديه. كما قرأ نصا شعريا، ذكر أنه شارك به عندما كُرم «مطاعن» من قبيلته (رجال ألمع)، بعد أن نصب «شخصية العام الثقافية الأولى»، وذلك في عام 2017.

صفات الراحل

وفي مشاركة إبراهيم الألمعي، بدأ بقراءة قصيدة رثائية للشاعر معبر النهاري، ثم استحضر عدة صفات يتميز بها الأديب أحمد مطاعن، حيث ذكر أنه كان بإمكانه أن يستغل المناصب الإدارية التي تولاها، إلا أنه أبى إلا أن يخرج نزيها فقيرا. وعن تواضعه، أوضح أن مكتبه في بلدية أبها، عندما كان يشغل منصب رئيسها، كان مفتوحا، لا يحول بين المراجع وبينه مدير أو سكرتير.

وشارك أحمد التيهاني بورقة، قرأ فيها شعر الأديب أحمد مطاعن، وذكر أن علاقته بشعر «مطاعن» قديمة منذ أن كان طالبا في المرحلة الجامعية. وأوضح أن الغالب في شعر أحمد مطاعن هو المدح، والمدح عنده ليس تقليدا، بل يأتي على شكل قصيدة وطنية انتمائية، يضمنها المدح.

ختام الأمسية

وفي نهاية الأمسية، شارك عدد من الحضور بكلمات وفاء في حق الأديب أحمد مطاعن، من أبرزها مداخلات كل من مدير فرع هيئة الصحفيين في منطقة عسير، مرعي عسيري، وعبدالله بن حميد، ومسفر الحرملي، وأحمد الحميد، واختتمت بتكريم المشاركين.