بدأت الفصائل الفلسطينية التي وافقت على لقاء القاهرة باللقاء من اجل بحث مسألة خيار الوحدة الاستراتيجية في مواجهة الاحتلال والتي دعت لها القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس أبو مازن بعد معركة مخيّم جنين الاخيرة،والعنوان الكبير التي تريد السلطة و م ت ف طرحه على الطاولة هو المنّ والتفضل على الفصائل الفلسطينية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل فيها الفصائل الفلسطينية التي ترغب بذلك ضمن برنامج تنفيذي لسياسة وقيادة السلطة وإدارة شؤون الشعب الفلسطيني اليومية ضمن برنامج سياسي قائم على الاعتراف بالشرعية الدولية والقاضي ضمنا الاعتراف باسرائيل مقابل التأكيد على الابقاء على سلاح شرعي واحد وحيد في الضفة والقطاع وهو سلاح السلطة،ونزع او اخفاء سلاح المقاومة في أي رقعة تخضع لبرنامج هذه الحكومة سواء في قطاع غزة والضفة التي ستكون مجبرة أيّ هذه الحكومة على الاعتراف بالشرعية الدولية وبالتالي بإسرائيل.وهذا لن،ولن يتحقق،فهو مرفوض رفضا قاطعا خاصة في ادبيات حماس والجهاد والشعبية والقيادة العامة والصاعقة ولجان المقاومة الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي الثوري.
إن تعيين وزير خالي القرار السياسي،مقابل ذلك الثمن الكبير والباهض وهو الاعتراف بإسرائيل ونزع السلاح طامة كبرى خاصة في ظل واقع توحش الحكومة الاسرائيلية،وما تمارسه تلك الحكومة من بطش وتهويد ومصادرة واعتداء وتنكيل بحق الارض والشعب،بحق البشر والشجر والحجر الفلسطيني على كل الارض الفلسطينية دون رادع من احد في هذا العالم الظالم الذي لم ولن يلقي بالا لهذه المظلومية الفلسطينية والتي ما زالت تصرخ منذ اكثر من سبعين عاما،ويراد لها عبر هذه السياسة ان تصرخ عقودا اخرى الى ما شاء الله لتحقيق نظرة القيادة الفلسطينية التي ترى في المقاومة الشعبية السلمية علاجا ناجعا في مواجهة المحت،وتحقيق الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
إن هذا التسخيف الذي تحاول القيادة الفلسطينية ومن خلفها الحكومة المصرية بثه وتثبيته كثمن للوحدة التي تراها هي انه الحق،والطريق الانسب في مواجهة الاحتلال دون أن تضع أي من مطالب الفصائل التي تؤكد وتشرع وتمارس المقاومة بكافة الوسائل كرد فعل طبيعي في مواجهة صلف الاحتلال لهو تسخيف قهري ينم عن الدكتاتورية السياسية التي لا تحترم ولا تستمع لرأي الاخرين مهما كان وزنهم أو ثقلهم،وإذا كان الجدل عما يؤيده اغلبية الشعب فلنعد الى الاحتكام لصندوق الانتخابات في المستويات الثلاث الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني،وممارستها في القدس كشكل من اشكال المقاومة حيث ينتزع التصويت انتزاعا من بين انياب الاسرائيلي دون انتظار ايجاد جهة عالمية ضاغطة على اسرائيل الامر الذي لن يتحقق ابدا،وهذا ممكن أي اجراء انتخاب في القدس بشكل نضالي مقاوم اثبت أهل القدس ابداعهم في عدة مواجهات حتى كادوا ان يعلنوا بعض الاحياء مناطق محررة من قوات الاحتلال والمستوطنين لساعات.
أما العتب،بل والسخط على من يدعون رفضهم ومعارضتهم لهذه السياسة،ويدركون أن القيادة الفلسطينية الحالية لم ولن تغير موقفها،وأنها تقودهم لعدد جديد من اللقاءات الفاشلة مسبقا،يشاركون في مثل هذه اللقاءات التي اعدت مسودة قرارها الصادر عنها مسبقا،وما الاتيان بهم الا لسماع هذه القرارات ليكونوا شهود زور على حقائق دامغة،وسياسات متكررة ملَّ منها الصغير والكبير.
وفي المحصلة،ما يجري هو اضافة شكل من اشكال الدوامة السياسية الخرقاء المتعبة التي كان من ردة فعلها ظهور المجموعات المقاومة من عرين الاسود وكتيبة جنين وغيرها بسبب تلك السياسات الفاشلة في مواجهة العدو،والتي ما زالت تمارس وترفض التغيير القادم من الشعب،والسعيّ على اعادة تخديره وتسكينه رغم ما فيه من الم البطش والعذابات الهائلة ارضاء للشرعية الدولية التي لم ولن تقدم لنا لا دواء ولا شفاء.
كاتب فلسطيني