التوثيق التراثي
أبانت مشرفة نادي فكر الثقافي في الأحساء الأديبة فاطمة العلي، ضرورة توظيف الرواية في التوثيق التراثي والتاريخي، وقد تأثرت الرواية المحلية، بشكل عام بذلك، حتى بات ذلك نوعًا من الخصوصية فيها، وأعطت الروائيين الفرصة لذلك، وهي متوافرة في المصادر التراثية والتاريخية، ورصيد جيد للروائيين في طرحها بأسلوب جاذب بذلك، وربط أحداث الماضي بالحاضر والمستقبل، والعمل على تحقيق التوأمة بينها، مع مراعاة الاستشراف بالمستقبل، ومنجزات الحاضر، علاوة في ذلك على إضفاء الواقعية، ومحاكاتها لأحاسيس ومشاعر الجميع، وتصويرها بطريقة أكثر تأثيرًا من غيرها، فضلًا عن أن ذلك دليل لتسلح الروائي بالثقافة الواسعة في شتى التخصصات، ومعالجته لقضايا معاصرة.
روايات سعودية
قالت: تكمن أهم روايات غازي القصيبي في لمسها المجتمع السعودي في ذلك الوقت وتقاطعه مع الأحداث التاريخية الكبرى وتأثره بها، وبرز العديد من الروائيين السعوديين في العصر الحديث أمثال الدكتور محمد حسن علوان، الذي قال فيه غازي القصيبي: (استطاع أن يحول قصة حب عادية إلى ملحمة)، وذلك في رواية سقف الكفاية، التي أخذت حيزًا كبيرًا لدى القراء السعوديين، أيضًا في إظهار جانب من جوانب المجتمع السعودي وقدرة علوان في التطرق لموضوع ذي حساسية عالية بجرأة ومباشرة غير معهودتين في ذلك الوقت، (تذكروا هذا الاسم جيدًا قبل أن يفرض نفسه عليكم فرضًا..) وقد نجح في ذلك، لافتة إلى أن الروائيات السعوديات فالأسماء لا تُحصر أيضًا، رغم المجتمع المحافظ والفترات الحساسة التي ظهرن فيها إلا أنهن قدمن أعمالاً بارزة في خارطة الرواية العربية، مستشهدة في ذلك بالروائية بدرية البشر، التي تتضمن أعمالها صورة حيوية للمجتمع السعودي المعاصر بما يتضمنه من قصص خاصة ومصائر شخصية.