أزمة أوكرانيا.. هل أخفقت الدبلوماسية ؟

يبدو أن جهود الوساطة والاتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدة قادة حول العالم آخرهم نظيره الأمريكي جو بايدن أخفقت في تهدئة التوتر أو الحصول على تعهد روسي بوقف التحركات العسكرية وعدم غزو أوكرانيا بعد أن حشدت أكثر من 100 ألف جندي على الحدود.

وبدأ الموظفون الأمريكيون في بعثة منظمة الأمن والتعاون بأوروبا اليوم (الأحد) مغادرة شرق أوكرانيا. وتأتي هذه التحركات استكمالا لعمليات الإجلاء التي بدأت أمس (السبت) من جانب عدة دول غربية وعربية، بعد تحذيرات وتوقعات أمريكية بأن الغزو الروسي لكييف سينطلق منتصف فبراير الجاري.

بالتزامن مع استنفار العالم أجمع على وقع الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، ووسط ارتفاع منسوب التوتر، تدور حرب كلامية شرسة بين موسكو والعديد من دول العالم في طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين الحديث مع نظيرته البريطانية إليزابيث تراس بـ«حوار الطرشان»، وغادر المؤتمر الصحفي المشترك دون أن ينتظرها كما فعل رئيسه فلاديمير بوتين مع ضيفه الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما أطلق مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف عبارة جديدة، إذ وصف التصريحات والمواقف الأمريكية بشأن الملف الأوكراني بـ«الهستيرية». وعلق على المكالمة التي جرت ليل السبت/الأحد بين بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن بقوله: «استمرت المحادثة أكثر من ساعة بقليل، وجرت في جو من الهستيريا غير المسبوقة من قبل المسؤولين الأمريكيين حول الغزو الروسي المفترض لأوكرانيا». وأضاف ساخرا: «ما زالوا لا يعلمون ما إذا كان سيكون هناك غزو أم لا».

وقللت موسكو خلال الأيام الماضية من مسألة الغزو، معتبرة أنها حملة تضليل أمريكية لا أساس لها، على الرغم من الحشود التي تزداد يوميا على الحدود الأوكرانية، التي باتت مطوقة من 3 جهات عمليا. وشهد الملف الروسي الأوكراني تصعيدا كبيرا خلال الأشهر الماضية، وسط معلومات أمريكية وأوروبية شبه مؤكدة بأن الغزو بات قريباً، ما دفع بايدن إلى تهديد روسيا بأن الثمن سيكون باهظاً إذا ما أقدمت على خطوة مماثلة.