أسطح المباني.. خيارات للترفيه والاستثمار

دعا مهندسون ومصممون داخليون، وكذلك مهتمون، إلى ضرورة الاستفادة من أسطح المنازل، بما فيها القديمة منها، وتحويلها لأماكن جاذبة بتكاليف مالية «منخفضة»، مع توسيع المساحات التي يمكن للأسرة الاستفادة منها عبر تحويل السقف إلى مكان جميل للجلسات العائلية.

وقد وضع هؤلاء جملة من الخيارات، للاستفادة من أسطح المنازل والفيلات السكنية والمباني التجارية، وتحقيق الاستثمار الأقصى لكل مساحات المبانى.

وتنوعت أغراض تلك الخيارات ما بين الترفيهي والسكني والاستثماري، مع تأكيد توفير أكبر قدر من الخصوصية.

خلايا الطاقة الشمسية

دعا محمد الغزال إلى تركيب ألواح خلايا الطاقة الشمسية على أسطح المنازل، وبالأخص في المنازل ذات المساحات الواسعة، للإسهام في توليد الطاقة الكهربائية للمنزل من خلال الطاقة الشمسية، مؤكدا أن ذلك يحقق فوائد عدة تعود على مالك المنزل، وتحقق كفاءة عالية في إنتاج الطاقة الكهربائية، وانخفاض معدلات تلوث البيئة، وخفض تكاليف الكهرباء.

تقلبات الأجواء

أوضح المهندس ناصر عمار البطاط أن جلسات «السطح» في منطقتنا الحارة أفضل من الجلسات الأرضية، لأنها أكثر برودة. كما أنها تؤمن الخصوصية عن أعين المجاورين، إلى جانب أنها الموقع الأكثر مناسبة للعزلة والاسترخاء.

وأشار إلى أن كثيرين يحاولون الاستمتاع والاستفادة من مساحة السطح بتحويله إلى صالة تليفزيون أو مكتب خاص أو صالة للألعاب الرياضية، ويحرصون على أن تحتوي تلك المساحة على نافذة كبيرة من الزجاج قابلة للسحب تطل على المساحة المتبقية من السطح الواسع.

ونصح «البطاط» بأن تكون جلسة السطح المكشوفة من مواد قابلة للغسل، وغير مجمعة للغبار بسبب تقلبات الأجواء، مع ميله أكثر إلى الجلسات المغلقة القابلة للانفتاح على الخارج.

العزل المائي

أبان المهندس هاني الضويان أن دول الخليج استفادت في السابق من أسطح المنازل كملاذ معيشي للنوم وكفراغ معيشي، ومع مرور الوقت تمت الاستفادة مما نسبته 50% من مساحة البناء في الدور الأخير، وأخيرا، وفي أيام حجر جائحة «كورونا» شهدت الأسطح استفادة في الجانب الترفيهي، لأغراض الشوي والجلسات ووضع مظلات، بينما حوّل البعض جزءا من مساحة السطح، لتكون بمنزلة حديقة بها مجموعة من الأشجار.

ولفت إلى أنه يمكن الاستفادة من الأسطح في أغراض الزراعة، مع دراسة الجوانب الإنشائية عند إجراء التصاميم الهندسية، وكذلك عند إنشاء «مسبح»، لأهمية دراسة جوانب العزل المائي بشكل جيد، للحد من تسريبات المياه بسبب الزراعة أو المسبح.

وبيّن «الضويان» أن البعض يفضل الاستفادة من الأسطح في الأغراض الاستثمارية مثل إنشاء شقق سكنية للإيجار.

استقبال الضيوف

أوضح ناصر الزيد، مالك مبنى سكني قيد الإنشاء، أن المهندس الذي صمم مبناه، وكذلك المصممون الداخلون، وضعوا له خيارات عدة للاستفادة من السطح، من بينها إنشاء وتنسيق حديقة منزلية، لإضفاء جمال ورونق، حيث إن هناك نباتات جمالية وأحواض بمساحات وأشكال متعددة، أو منطقة آمنة لألعاب الأطفال أو للشواء، أو جلسات عائلية، لمشاهدة التليفزيون، أو بناء غرفة، للاستفادة منها في أغراض عدة مثل مستودع أو غرفة للمذاكرة الدراسية بعيدة عن ضوضاء الدور الأرضي.

وأشار إلى أن المكاتب الهندسية ومكاتب التصاميم الداخلية تعمل على توفير عدة نماذج، للاستفادة من السطح بالنسبة للراغبين في بناء المساكن، من بينها تحويل جزء من السطح لصالة استقبال الضيوف، وإقامة المناسبات العائلية، وبناء خيمة، وكذلك تنفيذ غرفة «زجاجية» يخترقها الضوء.

الاكتفاء الذاتي

ذكر حسين الحجي، مهتم بالزراعة، أن كثيرا من المهتمين بالزراعة حولوا أسطح منازلهم إلى مزارع «صغيرة» تغطي مساحة واسعة من السطح، لزراعة الفواكه والخضراوات، وزراعات مائية «حديثة»، وصمموا بيوتا زراعية «محمية» للأشجار المثمرة والنباتات العطرية ونباتات الزينة، وباتت تلك المزارع ملاذا ترفيهيا وعمليا، لممارسة الزراعة بشكل بسيط ومسلٍ، وتأمين كميات من الفواكه والخضراوات بجودة عالية للأسرة في المنزل، محققة «الاكتفاء الذاتي» بمحاصيل زراعية نظيفة وآمنة صحيا وخالية من المبيدات الحشرية أو الكيمائية، وقد تكون هناك زراعات عضوية داخل هذه الأسطح، وتلك الفكرة منتشرة في المنازل ذات المساحات الصغيرة في البلدات القريبة من الواحة الزراعية بالأحساء كبديل للحديقة المنزلية، التي قد تكون متوافرة في المنازل ذات المساحات الكبيرة.

وقال الحجي: «تلك الاستفادة فيها عدد من المزايا والإيجابيات في الجوانب البيئية والصحية، وتعزز مبادرة «السعودية الخضراء»، علاوة على سهولة تنفيذها وانخفاض تكاليفها، وإضفاء لمسة جمالية على السطح الذي يصير حينئذ متنفسا للأسرة في المنزل، إلى جانب خفض درجات الحرارة في المنزل، والحفاظ على نسبة الأكسجين في الهواء من خلال عملية التمثيل الضوئي، وشغل أوقات الفراغ بما هو مفيد في اكتساب حرفة الزراعة».

العمل عن بُعد

أوضح هاني القطيفي، وهو صاحب تجربة في استثمار أسطح المنازل، أنه مع ازدياد الأعمال والتسويق والتجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد في كثير من الأنشطة، ومع اتجاه البعض إلى إلغاء متاجرهم، عملوا على استخدام «أسطح» تلك المنازل في أغراض العمل والتجارة، إذ إنها المواقع الأكثر هدوءا في المنازل، والأفضل لخصوصية العمل، حيث عمّد كثير منهم إلى بناء غرف بمساحات مناسبة، ووضعوا فيها مكاتب، وجهزوها بمتطلبات العمل، ومارسوا عبرها عملهم، خصوصا أن العمل عن بُعد أثبت جدواه، وحقق عددا من الإيجابيات والمزايا.

استثمار الأسطح

ـ مساحات واسعة ومهدرة بلا استثمار

ـ يمكن تحويلها إلى حدائق

ـ يمكن الاستفادة منها كمكاتب

ـ تم تحويلها إلى صالات للجلسات والألعاب

ـ استثمرها البعض في بناء «مسبح» مع مراعاة التصاميم الهندسية

ـ تمتاز بأنها أكثر مناطق البيت هدوءا