سجلت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في العالم تراجعا في حزيران/يونيو للشهر الثالث على التوالي مع تدني أسعار القمح للمرة الأولى، حسب ما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) اليوم، الجمعة.
وأثارت اضطرابات الإمدادات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 والعقوبات الدولية على موسكو، مخاوف من أزمة جوع عالمية.
وتعد مناطق زراعة الحبوب في روسيا وأوكرانيا بمثابة “سلة خبز” رئيسية للعالم، مع حصة ضخمة من الصادرات العالمية للعديد من السلع الرئيسية مثل القمح والزيت النباتي والذرة.
وبعدما سجل رقما قياسيا في آذار/مارس في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، تقلص مؤشر “فاو” لأسعار المواد الغذائية الذي يرصد التطورات الشهرية لأسعار سلة من المواد الغذائية الأساسية في العالم، بنسبة 2,3% مع تدني معظم المؤشرات المتعلقة بالحبوب والزيوت النباتية والسكر في حزيران/يونيو.
ولا يزال أعلى بنسبة 23,1% مقارنة بحزيران/يونيو 2021.
وأوضح ماكسيمو توريرو كالن رئيس قسم الاقتصاد في المنظمة أنه “بالرغم من تراجع مؤشر فاو لأسعار المواد الغذائية في حزيران/يونيو للشهر الثالث على التوالي، فقد بقي قريبا من السعر القياسي غير المسبوق الذي بلغه في آذار/مارس هذه السنة”.
وتراجعت غالبية الأسعار في حزيران/يونيو، بما يشمل الحبوب والزيوت النباتية والسكر.
وتقلص مؤشر “فاو” لأسعار الحبوب 4,1% مع تراجع سعر القمح بنسبة 5,7%، للمرة الأولى منذ آذار/مارس.
وقالت “فاو” إن “التراجع في حزيران/يونيو نجم عن التوافر الموسمي بفعل المحاصيل الجديدة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، وتحسن ظروف الزراعة في بعض الدول المنتجة الكبرى، وتوقعات الإنتاج الأعلى في روسيا الاتحادية”.
ومن المتوقع أن يكون إنتاج روسيا من القمح، والذي يمثل مع محصول أوكرانيا ربع إمدادات العالم من هذه الحبوب، جيدا بشكل استثنائي هذا العام، بحسب “فاو”.
ومن المحتمل أن تصدّر روسيا ما يصل إلى 40 مليون طن في 2022-2023، وفق المنظمة.
وتراجع مؤشر الزيوت النباتية بنسبة 7,6% في حزيران/يونيو، وسط تراجع أسعار زيت دوار الشمس وفول الصويا وزيت النخيل.
وبالنسبة لأسعار زيت النخيل يعود التراجع إلى ارتفاع موسمي في الإنتاج وزيادة توافره من إندونيسيا.
ورغم التراجع عموما فإن “العوامل التي تسببت أساسا بارتفاع الأسعار عالميا، لا تزال قائمة” بحسب توريرو كالن.
وتلك العوامل بشكل خاص هي “طلب عالمي قوي وطقس سيء في بعض الدول الرئيسية، وارتفاع كلفة الإنتاج والنقل وتعطل سلاسل الإمداد بسبب كورونا والتي تفاقمت بسبب الغموض الناجم عن الحرب الدائرة في أوكرانيا”.
في المقابل، ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 1,7 في حزيران/يونيو مسجلة رقما قياسيا جديدا.
وقالت “فاو” إن كلفة جميع أنواع اللحوم وخصوصا الدجاج، ارتفعت بسبب نقص هذه السلع على وقع الحرب في أوكرانيا وتفشي انفلونزا الطيور.
ورفعت المنظمة توقعاتها بشأن الانتاج العالمي من القمح في 2022 وصولا إلى 2,8 مليار طن، أي أقل بنسبة 0,6% عن 2021.