وضعت شخصيات عامة إسرائيلية وفلسطينية مقترحاً جديداً لكونفدرالية تتكوّن من دولتين، وهم يأملون أن تحدث انفراجة في جهود إحلال السلام في المنطقة.
تتضمن الخطة، وفق “أسوشييتد برس”، عدة مقترحات مثيرة للجدل، ومن غير الواضح إذا كانت تنال دعم القادة في أي من الجانبين، غير أنها يمكن أن تصبح جوهر النقاش حول النزاع في المنطقة، وسيتم عرضها على أحد المسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة، هذا الأسبوع.
وتقترح الخطة تشكيل دولة فلسطينية مستقلة في معظم الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. وسيكون لكلّ من إسرائيل وفلسطين حكومتان منفصلتان، غير أنه سيتم التنسيق بينهما على أعلى مستوى، في ما يخص الأمن والبنية التحتية وغيرهما من القضايا التي تمسّ الشعبين.
وستسمح الخطة المقترحة لنحو نصف مليون مستوطن يهودي في الضفة الغربية المحتلة بالبقاء هناك، مع ضم المستوطنات الكبيرة قرب الحدود إلى إسرائيل، في إطار تبادل الأراضي.
وسيُمنح المستوطنون المقيمون في قلب الضفة الغربية الخيار بين الانتقال إلى مكان آخر، أو الحصول على الإقامة الدائمة في دولة فلسطين. وسيُعطى نفس العدد من فلسطينيي الداخل خيار الانتقال إلى إسرائيل، بصفتهم مواطنين لدولة فلسطين، حاصلين على إقامة دائمة في إسرائيل.
وتتأسس المبادرة بشكل كبير على ما أوردته وثيقة جنيف، وهي خطة سلام مفصلة وشاملة تعود إلى عام 2003، وضعتها شخصيات بارزة من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بعضهم من المسؤولين السابقين. وتشمل خطة الكونفدرالية الجديدة، التي تقع في نحو مائة صفحة، توصيات جديدة وتفصيلية لكيفية التصدي لقضايا جوهرية.
واعتبر يوسي بيلين، مسؤول إسرائيلي سابق رفيع المستوى ومفاوض سلام ممن شاركوا في وضع مبادرة جنيف، أن إلغاء التفاوض بشأن الإجلاء الجماعي للمستوطنين قد يجعل الخطة قابلة للتنفيذ. وقال: “نعتقد أنه إذا غاب تهديد الدخول في مواجهات مع المستوطنين، فسيكون الأمر أسهل بكثير لأولئك الذين يريدون حلّ الدولتين. الفكرة نوقشت من قبل، لكن الكونفدرالية ستجعلها أكثر جدوى”، بحسب بيلين.
ولا تزال هناك عدة نقاط شائكة أخرى، كملف الأمن، وحرية التنقل خصوصاً بعد سنوات من العنف، والمفاوضات الفاشلة، وانعدام الثقة بين الجانبين.
وامتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية عن التعليق.
ووفق “أسوشييتد برس”، فإن الشخصية الفلسطينية الرئيسية وراء هذه المبادرة هي هبة الحسيني، المستشارة القانونية السابقة لفريق التفاوض الفلسطيني عام 1994، والتي تنحدر من عائلة مقدسية بارزة.
وأقرّت الحسيني بأن الاقتراح المتعلق بالمستوطنين “مثير للجدل بشدة”، لكنها قالت إن الخطة الشاملة ستلبي تطلعات الفلسطينيين الرئيسية في إقامة دولتهم المنشودة.
وأضافت “لن يكون الأمر سهلاً، علينا تقديم بعض التنازلات من أجل إقامة الدولة، وتحقيق الحق المنشود في تقرير المصير، وهو الذي نعمل عليه منذ عام 1948”. وقالت: “نحن نعكس العملية، ونبدأ بالاعتراف”.
ومن المقرّر أن يقدّم بيلين والحسيني خطتهما إلى نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأسبوع المقبل. ويقول بيلين إنهما عرضا مسودة الخطة على مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.
وصرح بيلين بأنه أرسل الخطة المقترحة إلى أشخاص لن يرفضوها من حيث المبدأ دون مراجعتها: “لم يرفضها أحد، ولكن هذا لا يعني أنهم موافقون عليها”.
ولفت إلى أنه لم يرسلها إلى “حماس”، وأضاف ممازحاً: “لا أعرف عنوانهم”.