في أجواء تملؤها الألفة وروح الانتماء، اجتمع أطفال اليمن بأزيائهم التراثية البديعة خلال فعاليات “أيام اليمن” في حديقة السويدي، حيث استطاعوا، ببراءتهم وأناقة أزيائهم التقليدية، أن ينقلوا تراث اليمن العريق إلى الحضور من مختلف الجنسيات ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار “انسجام عالمي”.
وبأزياء تفيض بالألوان والزخارف التقليدية، أطل الأطفال بملابس تعكس التنوع الثقافي لليمن؛ من “المعوز” الذي يرتديه الأولاد والمزين بخطوط وألوان نابضة، إلى الفساتين المطرزة التي ترتديها البنات وتمثل مناطق متنوعة من اليمن، مثل صنعاء وتعز وحضرموت، إذ حملت هذه الملابس تفاصيل دقيقة تعكس خصوصية الثقافة اليمنية، حيث أصبحت ألوان الأزياء التقليدية لغة تعبر عن عمق الانتماء وامتداد الجذور.
وقدمت الفعاليات للأطفال فرصة خاصة للتعبير عن فخرهم بجذورهم من خلال مشاركتهم في العروض التراثية والرقصات الشعبية، التي أبهرت الزوار وجعلت الأطفال نجوم المشهد وسط حضور لافت للعائلات اليمنية التي وقفت تلتقط الصور لأطفالها وتشاركهم لحظات الفرحة، كما احتشد الجمهور لالتقاط الصور مع الأطفال الذين ارتسمت على وجوههم ابتسامات عفوية، تعكس عفوية الطفولة وجمال الاندماج في ثقافة اليمن.
وأبرزت هذه الأجواء التفاعلية التمازج بين الأطفال وزوار الفعالية من السعوديين والمقيمين من ثقافات مختلفة، في مشهد يعزز روح التعايش والانفتاح الذي تعكسه المبادرة، حيث قدم الأطفال خلال الفعالية تجسيدًا جميلاً للتراث اليمني، ليؤكدوا أن الهوية والثقافة يمكنهما العبور للأجيال القادمة، معبرين في ذات الوقت عن انسجامهم مع المجتمع السعودي، حيث باتت المملكة “وطنًا ثانيًا” يشمل الجميع بتراثهم وحكاياتهم الفريدة.