أفغانستان.. والطريق للسلام والاستقرار

بانتهاء أجل الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان في 31 أغسطس الجاري، تدخل أفغانستان في مصير مجهول. فلا أحد يستطيع أن يضمن إن كانت حركة طالبان ستفي بتعهداتها للولايات المتحدة بشأن عدم دعم الإرهاب الدولي. ولا أحد يعرف إن كان استئثار الحركة بالحكم سيثير الفتنة بين المكونات العرقية والدينية لسكان أفغانستان، لتغوص البلاد في حرب أهلية دموية. ولا أحد يعرف مصداقية تصريحات المتحدثين باسم الحركة في شأن العفو عن العاملين مع الحكومة السابقة، وصون حقوق الإنسان وكرامته، خصوصاً حقوق المرأة. غير أن على قادة طالبان أن يدركوا أن الظروف التي جاءت بهم إلى الحكم اليوم ليست هي الظروف التي كانت سائدة غداة إقصائهم منه في عام 2001. وعليهم أن يدركوا أنهم من دون تأكيد حسن نياتهم، وانفتاحهم على الآخر، سيزجون ببلادهم تحت طائلة عقوبات اقتصادية دولية قاسية، ستجعل أفغانستان دولة فاشلة، مثل جارتها إيران. وإذا كانت الحركة قد طعّمت قيادتها بجيل جديد، فالمطلوب أن ينعكس ذلك في هيئة سياسات جديدة مقبولة لمؤيديها وخصومها؛ ومرونة وبراغماتية تجعل السلام والاستقرار المكسبين الرئيسيين لهذه البلاد التي أشقتها الحروب على مر تاريخها القديم والمعاصر.