قالت مؤسسة “أكشن أيد” الدولية إن 80% من سكان قطاع غزة باتوا نازحين، حيث لا يوجد مكان آمن يأوون إليه في ظل اشتداد القصف على جميع أنحاء القطاع.
وقالت المؤسسة في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن الأشخاص الذين نزحوا إلى مدينة خان يونس، المنطقة المكتظة بالسكان، جنوب قطاع غزة، يواجهون القرار المستحيل المتمثل في الإخلاء مرة أخرى أو التعرض لخطر الموت أو الًإصابة بسبب البقاء في هذه المدينة التي تتعرض لقصف مكثف.
وتشير التقديرات، وفق “أكشن أيد”، إلى أن “حوالي 80% من سكان غزة، نحو 1.9 مليون شخص، هم نازحون داخليًا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حيث نزح معظمهم إلى جنوب القطاع بعد أن تلقوا أوامر بالإخلاء ومغادرة الشمال، وتم إبلاغهم بأن الجنوب سيكون آمنا، ولكن حتى قبل تكثيف الهجمات خلال نهاية الأسبوع الماضي، كانت المنطقة تتعرض لقصف منتظم خلال الأسابيع القليلة الماضية”.
وأوضحت المؤسسة الدولية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء لمنطقة تغطي 20 بالمئة من مدينة خان يونس، والتي كانت موطنًا لـ 117,000 شخصا قبل الأزمة، وتستضيف الآن 50,000 نازح في 21 مركز إيواء، كما تم الطلب من الأشخاص الذين يعيشون في منطقة أخرى شرق المدينة، والتي تشكل 19% من غزة، المغادرة والتوجه جنوبًا إلى رفح أو مواقع أخرى، حيث لا يستطيع السكان مسح رمز الاستجابة السريعة (كيو آر كود) الموجودة على المنشورات التي أسقطتها طائرات الاحتلال والتي تشير إلى المناطق المسماة آمنة بسبب ضعف خدمات الإنترنت وتوقفها في معظم الأوقات، “أما الذين يختارون المغادرة، فإنهم يسلكون طريق محفوف بالمخاطر، مع إنعدام ضمان تمتعهم بالحماية أثناء نزوحهم، والإحتمال الوحيد هو مواجهتهم لظروف أكثر اكتظاظا وغير صحية في وجهاتهم”.
وتابعت أن “الأشخاص الذين نزحوا إلى الجنوب يعيشون بالفعل في ظروف صعبة للغاية في ظل نقص الماء و الغذاء والملابس الدافئة، والبنية التحتية الحيوية على تقف على حافة الإنهيار. وإن تجميع المزيد من الناس في منطقة أصغر لن يسبب فقط زيادة بؤسهم، بل سوف يواجهون خطر الإصابة بالأمراض، ما يتسبب في كارثة إنسانية أكبر. كما لم تدخل إلى غزة سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات منذ انتهاء الهدنة المؤقتة يوم الجمعة، لم تصل معظم المساعدات الى المحتاجين بسبب شدة القصف، كما توقف توزيع المساعدات في مدينة خان يونس بشكل كبير يوم الأحد بسبب القصف العنيف”.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في مؤسسة آكشن إيد -فلسطين رهام الجعفري “لقد ترك عشرات الآلاف من الأشخاص منازلهم في الشمال بالفعل ونزحوا عدة مرات، ويواجهون خطرًا شديدًا أثناء نزوحهم إلى جنوب غزة حيث يعتقدون أنهم سيكونون آمنين. ولكن لا يوجد مكان آمن في غزة. ويحاول الأشخاص الذين لجأوا إلى خان يونس وإلى مناطق أخرى في الجنوب مرة أخرى النجاة من القصف المتواصل على الرغم من أنهم يمرون في ظروف صعبة، ومن المتوقع الآن أن ينزحوا مرة آخرى، فأين سيذهبون؟ هل سيصدقون بوجود مكان في غزة آمن؟ لن تكون هناك ممرات أو أماكن آمنة حقيقية في قطاع غزة، كما لن يتم إيقاف إسقاط القنابل ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. يعاني سكان غزة الكثير، وهم بحاجة ماسة إلى الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار الآن”.