ونوّه الأمير فيصل بن سلمان، بمخرجات المبادرة التي تُعد خطوة علمية مميزة بمعايير مهنية وموضوعية لتوثيق ورصد التاريخ الشفهي في مختلف الجوانب السياسية والحركة التعلمية والتخطيط الحضري، والشؤون الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعادات والتقاليد والموروث الشعبي والمجال الرياضي، الأمر الذي يساهم بدوره في إثراء المكتبة الوطنية باعتبار ذلك قيمة ثقافية مهمة ترتكز على الرواة والمعمرين والمعاصرين من رجالات الدولة في مختلف المجالات، ومصدراً من المصادر التاريخية التي تتمتع بموثوقية عالية.
وأكد أمير منطقة المدينة المنورة، أن هذه المعلومات والشهادات في مبادرة التوثيق الشفهي ستكون مرجعاً للأجيال اللاحقة، كونها تُعد مصدراً مهماً يوازي أهمية المذكّرات المكتوبة، معرباً عن شكره لجميع من استجاب لدعوة المركز للمشاركة في هذه المبادرة.
كما دشّن أمير المنطقة، الموقع الإلكتروني لمبادرة التوثيق الشفهي بالإضافة إلى المجلد الأول من كتاب (التوثيق الشفهي) الذي يتضمن سيرة (17) راوياً من رواة التوثيق.
من جهته، أشاد الدكتور نزار بن عبيد مدني بهذه المبادرة القيّمة التي تشرف بالمشاركة فيها ضمن من تم التوثيق معهم، مبيناً أن كان يسترجع ذكرياته خلال تسجيل مشاركته عن تاريخ المدينة المنورة بصفته أحد أبنائها الذين عاصروا جزءاً من تاريخها المعاصر، مقدماً عظيم شكره وامتنانه لسمو أمير المنطقة على إطلاق هذه المبادرة ورعايتها ضمن جهود سموه لحفظ تاريخ المدينة المنورة وتراثها.
وكان حفل تكريم المشاركين في مبادرة التوثيق الشفهي قد استُهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن المبادرة الثقافية والتي شهدت جمع وتوثيق الذكريات والروايات الشخصية للأفراد الذين يمتلكون معرفة وخبرات خاصة بالثقافة والتراث المرتبط بتاريخ منطقة المدينة المنورة.
إثر ذلك، أوضح مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة الأستاذ الدكتور فهد بن مبارك الوهبي، في كلمته خلال الحفل، أن المبادرة تأتي امتداداً لما يوليه سمو أمير منطقة المدينة المنورة من دعم وعناية بتاريخها وتراثها، مشيراً إلى أن هذه المبادرة نجحت في توثيق جوانب عديدة من تاريخ المدينة المُشاهَد، وسجّلت 213 ساعة مرئية ستبث تِباعاً عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة شارك فيها حتى الآن (137) راوياً، مشيراً إلى أن جميع هذه المرويات قد حُولت إلى مادةٍ مكتوبة وجرى جمعها في كتاب (التوثيق الشفهي لأهل المدينة المنورة) ليبقى هذا الكتاب وثيقة تاريخية أصيلة يستقي منه الباحثون والمؤرخون مادة علمية ثرية.
وفي نهاية الحفل كرّم الأمير فيصل بن سلمان، الشخصيات المشاركة بمبادرة التوثيق الشفهي، والتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.