هآرتس – بقلم: نوعا لنداو “ثمة موضة جديدة تغرق الصحف في البلاد، إلى درجة يبدو فيها أن تم الإعلان سراً عن فئة خاصة بجائزة سوكولوف: كشف صور لعرب مع عرب لا نحبهم. لقد كشف لنا موقع “الصوت اليهودي” أن لنير أبو هزاز، مستشارة رئيس لجنة الخارجية والأمن رام بن براك، التقطت صورة في دورة مع رجال دين مسلمين، كان تم التحقيق معهم سابقاً بتهمة التحريض. وفي الأسبوع الماضي بشرتنا جمعية “حتى هنا”، التي حصلت على منصة في “أخبار 13” بأن “شخصية كبيرة في “راعم” التقطت صورة مع عباس وبينيت، وشاركت في مؤتمر في غزة مع شخصية كبيرة من حماس”.
ليست التفاصيل والحقائق هي جوهر القصة في هذين الحدثين، بل التأثير العاطفي الذي يجب على المشاهدين إكماله وحدهم، إذا التقى شخص عربي (أ) مع شخص عربي (ب)، ارتبط بمصطلحات “تهمة التحريض”، “غزة” أو “حماس”، فعندها من الواضح أن أ. يؤيد الإرهاب أو أنه هو نفسه إرهابي.
على سبيل المثال، لنأخذ تفاصيل تحقيق “حتى هنا” التي بثتها اييلا حسون. التحقيق هكذا: تم توثيق غازي عيسى، الشخصية الكبيرة في “راعم”، في صورة مع منصور عباس ونفتالي بينيت ويئير لبيد في المفاوضات الائتلافية. نفس هذا الشخص (عيسى) يدير جمعية تتبرع للأرامل والأيتام والمحتاجين في… غزة. هنا يمكننا الاعتقاد: أنقذونا. شخص يحول التبرعات إلى غزة تم توثيقه مع بينيت ولبيد. ولكن ما المشكلة؟ هل الجميعة غير قانونية؟ هل من المفاجئ والصادم أن العرب في إسرائيل (ويهود أيضاً) يساعدون ضحايا الحرب في غزة؟ عيسى هذا كان هو نفسه في غزة. وقد تم توثيقه هناك مع شخصية كبيرة في حماس، غازي حمد.
المعلومات تجمعت في الرأس: عربي، في غزة، يلتقط صورة مع شخص من حماس، إذن هو مخرب. ولكن يحتاج الأمر إلى تصريح للدخول إلى غزة. هل تم الادعاء بأنه لم يحصل عليه؟ لا. وحسب رأي من صدموا، مع من تلتقي جهات أمنية إسرائيلية أحياناً؟ ومن يجرون اتصالات حول وقف إطلاق النار؟ مع المعارضة أم مع ممثلي حكومة حماس؟ وإلى من يتم تحويل الأموال القطرية؟ لم يبلغونا أيضاً بأن حمد كان رجل الاتصال الرئيسي في عملية إطلاق سراح جلعاد شاليط، وأن إسرائيل تجري معه اتصالات منذ سنوات. جيد. لليهود مسموح. اييلا حسون توجه انتقادها لعيسى: أرامل وأيتام، نفهم ذلك (شكراً). ولكن لماذا تقدم الشخصية الكبيرة الشكر لك؟ ولماذا لا تشكر الجمعية التي تحول الأموال للمحتاجين؟
إليكم الجزء الأكثر إشكالية كما يبدو. رجال وزارة المالية جلسوا مع عباس في مبنى مقر الجمعية. من هنا تم القيام بقفزة نظرية كبيرة: إذا كان المقر موجوداً هناك، فبالتأكيد تم تحويل أموال دولة إلى غزة. الدليل؟ لا يوجد. بعد ذلك سيتبين كل شيء: تنتظرنا مناورة أخرى في الحرب على تعويق الميزانية. في النهاية، قالت حسون: “صورتان، في كفار همكابيا وفي غزة، ما الرابط بينهما؟ ربما السؤال الدقيق هو: من الذي يربط بينهما؟ الجواب “العرب”. هذا يجب أن يتوقف. فبدلاً من إحضار الأدلة على الادعاء الدراماتيكي بأن أموالاً ائتلافية تحوّل لحماس في غزة، حصلنا على صور وموسيقى دراماتيكية وأسماء أشخاص عرب.
الأنباء الجيدة أن هناك المزيد والمزيد من الإسرائيليين يرفضون تقبل هذه الألاعيب ويطورون شكوكاً صحية. وفي قضية عيسى وقضية أبو هزاز هناك من لا تكفيهم الموسيقى الدراماتيكية من أجل التجريم، ومن الجيد أن الأمر هكذا. الأسباب كثيرة: التركيبة الغريبة للحكومة الجديدة تلزم مؤيديها بأن يفكروا أكثر بقليل بشكل منطقي حول الألاعيب ضدها، والنفاق الكبير لليكود الذي أدارت حكومته نفسها اتصالات مع عباس وحماس، يساعد على ذلك. في النهاية، ستؤدي هذه الظروف الاستثنائية أيضاً إلى الإدراك بأن الواقع الفلسطيني أكثر تعقيداً من التجريم بالإرهاب على إرهاب صور مع عرب لا نحبهم.