قال أنطون أبو عاقلة، شقيق الصحفية شيرين أبو عاقلة، إن كل “التقارير والإثباتات”، تؤكد تورّط “إسرائيل”، بشكل مباشر في مقتلها في مايو/أيار الماضي.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن أبو عاقلة قوله اليوم الجمعة: “إن العائلة تُركز في هذه المرحلة على المحكمة الجنائية الدولية، التي تلقّت نسخ من التحقيقات الفلسطينية التي جرت في حادثة القتل الشهر الماضي، في جنين بشمالي الضفة الغربية”.
وقال: “نحن نعتمد بشكل كلي على المحكمة الجنائية الدولية، وسيكون هناك تحرك من طرفنا، ولكن ما زال من المبكر الحديث ولا يمكنني الإدلاء بتفاصيل، لأننا لم نبدأ بأي شيء، ولكن نحن ندرس عدة اتجاهات”.
وجدد جيش الاحتلال، الجمعة، رفض تحمّل مسؤولية إطلاق النار على الصحفية أبو عاقلة، وإن كان لم يستبعد ذلك.
وكانت السلطة الفلسطينية وقناة الجزيرة الفضائية، قد أعلنتا خلال الأسابيع الأخيرة تقديم نسخ من التحقيق الذي أجرته النيابة العامة الفلسطينية في مقتل أبو عاقلة بجنين إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث قال إن الجيش الإسرائيلي تعمّد إطلاق النار على أبو عاقلة لقتلها.
ومساء الخميس، نشرت شبكة الجزيرة القطرية، صورة للرصاصة التي قُتلت بها مراسلتها في فلسطين، شيرين أبو عاقلة.
وأفاد تحقيق أجرته الشبكة ونشرته على موقعها الإلكتروني، أن “الرصاصة انطلقت من بندقية من طراز (M4)”.
وبيّن التحقيق أن “الرصاصة كانت من عيار 5.56 ملّم التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أن “تشوّهاً أصاب الرصاصة بعد دخولها رأس شيرين وارتطامها بالخوذة التي كانت ترتديها”.
وأعادت الجزيرة في تحقيقها محاكاة الحادثة باستخدام تقنيةٍ ثلاثية الأبعاد لمعرفة المزيد عن نوع الرصاصة المستخدمة، وعيارها الناري، ونوع البنادق التي تُطلق هذا النوع من الرصاص.
وقالت إن التحليل استند إلى “آراء خبراء عسكريين، ويوضّح أن الرصاصة المستخدمة في اغتيال شيرين (أبو عاقلة) من النوع الخارق للدروع”.
وفي هذا الصدد قال أبو عاقلة لوكالة الأناضول: “التقرير (الذي أجرته قناة الجزيرة) شفاف وواضح ومثبت، وقد اعتمدوا على خبراء وعلى النتائج المخبرية لفحص الرصاصة وطبعا تشريح الجثة، ففيها تفاصيل واضحة تُبين انه تم اغتيال شيرين برصاصة غير متوفرة إلا لدى الإسرائيليين”.
وردا على سؤال، حول تشكيك الجانب الإسرائيلي بنتائج التحقيق، قال: “لا يهمني أي شيء من الطرف الإسرائيلي، ولا تعليق لدي عليهم”.
وبشأن رفض إسرائيل حتى اللحظة، التقارير التي تُحمّلها مسؤولية قتل أبو عاقلة، قال شقيقها أنطون: “هذا شيء متوقع، الطرف الإسرائيلي قدّم عدة روايات مختلفة، وهذا دليل على تورطهم في اغتيال شيرين، ولم يتمكنوا من إثبات أي قصة من طرفهم”.
وأضاف أبو عاقلة: “كل الروايات التي قدموها (الجانب الإسرائيلي) تختلف من واحدة الى أخرى، ولا يوجد أي إثبات بعدم تورطهم، بل على العكس، كل الإثباتات التي رأيناها وتقارير الجزيرة وواشنطن بوست ومحطة سي أن أن الأمريكية ووكالة أسوشيتدبرس، كلها تثبت تورط إسرائيل بشكل مباشر في اغتيال شيرين”.
وكان جيش الاحتلال قد تمسّك برفضه، تحمّل مسؤولية إطلاق النار، على الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وإن كان لم يستبعد ذلك.
وقال الجيش، الجمعة، في تصريح مكتوب ردا على سؤال لوكالة الأناضول عن تقرير بثته قناة الجزيرة: “في أعقاب التحقيقات التي تم عرضها في الأيام الأخيرة بصورة منحازة يكرر الجيش الإسرائيلي دعوته إلى الفلسطينيين نقل الرصاصة التي أُطلقت على الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة”.
وأضاف: “تجري السلطة الفلسطينية من حين إلى آخر تحقيقات مشتركة مع إسرائيل، حيث يرمز رفض الفلسطينيين نقل الرصاصة وإجراء تحقيق مشترك، إلى دوافع الجانب الفلسطيني”.
واعتبر الجيش أن ما حدث كان “حادثا عملياتيا، جرى خلال حملة اعتقالات في مخيم جنين، حيث اندلع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحين فلسطينيين”.
وأضاف: “يؤكد التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، أنه لم يتم إطلاق النار على الصحفية بشكل متعمد، وأنه لا يمكن تحديد ما إذا كانت أصيبت بنيران المسلحين الفلسطينيين الذين أطلقوا النار بالقرب منها بصورة عشوائية، أو بنيران جندي من الجيش الإسرائيلي بشكل خاطئ”.
وأبو عاقلة، هي صحفية فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية، تقول تحقيقات فلسطينية إنها قُتلت في 11 مايو/أيار الماضي، برصاص جيش الاحتلال في جنين، بشمالي الضفة الغربية، أثناء تغطيتها الأحداث هناك لصالح قناة الجزيرة القطرية.