لا تزال أوروبا تصطلي بعشرات آلاف الإصابات بمتحورة أوميكرون، ما اضطر عدداً من دولها أمس، إلى تشديد الإجراءات الاحترازية؛ فيما تسعى شركات الأدوية واللقاحات الى تسريع ظهور منتجات جديدة من شأنها لجْم أوميكرون، خصوصاً أن معظم الدول الأوروبية تعوّل على إمكان الاحتفال بأعياد الميلاد التي ستحل السبت القادم. وكانت أبرز الدول التي أعلنت تدابير مشددة (الثلاثاء) ألمانيا، والسويد، والبرتغال، وأسكتلندا. وقالت السلطات الصحية السويدية إن ارتفاع الإصابات بأوميكرون قد يتواصل حتى منتصف يناير المقبل. وذكرت وكالة الصحة العامة السويدية أن السيناريو الأسوأ قد تصل فيه الحالات الجديدة الى ما لا يقل عن 15 ألف إصابة جديدة يومياً بحلول منتصف يناير، خصوصاً أن اللقاحات المتاحة لا توفر حماية تذكر ضد عدوى السلالة المتحورة الجديدة. وشملت الإجراءات السويدية منع تجمهر أكثر من 50 شخصاً في المناسبات الخاصة. وقالت رئيسة الوزراء ماجدلينا أندرسون، إن على بلادها التأقلم مع الواقع الجديد. وأضافت: أدرك أن الناس ضاقوا ذرعاً بذلك، وأنا منهم. ولكن لدينا الآن سلالة فايروسية جديدة. ما يعني أننا نواجه وضعاً جديداً. وأعلنت الدنمارك (الثلاثاء)، أنها سجلت 13558 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية؛ وهو رقم قياسي هناك. وقال وزير الصحة الدنماركي ماغنوس هونيك، في تغريدة، إن أوميكرون غدت مهيمنة على الإصابات في البلاد، وتواصل تفشيها في المجتمع الدنماركي. أما حكومة البرتغال؛ فأعلنت أمس الأول، أنها قررت فرض سلسلة من عمليات الإغلاق، بسبب ارتفاع ملحوظ في الحالات الجديدة، التي يعتقد أن نصف عددها بسلالة أوميكرون. ويشمل الإغلاق الأندية الليلية، والعودة للعمل من المنزل. وسيصبح لزاماً على من يرغب في دخول دور السينما، والمطاعم، وملاعب الرياضة إبراز نتيجة سالبة لفحص حديث. وقررت أسكتلندا فرض قيود على عدد المشاركين في المناسبات الحاشدة لمدة ثلاثة أسابيع من اليوم التالي لعيد الميلاد. وقررت ألمانيا منع أكثر من 10 أشخاص من التجمهر، داخل الأماكن أو خارجها. كما قررت إغلاق جميع الأندية والمراقص.
وعلى صعيد الأدوية واللقاحات؛ أعلنت الباحثة بجامعة أكسفورد ساندي دوغلاس أمس، أنه تجري خطوات تمهيدية، بتعاون بين علماء أكسفورد وشركة أسترازينيكا الدوائية، لابتكار نسخة من اللقاح الإنجليزي مصممة خصيصاً لاستهداف أوميكرون، بحسب صحيفة «فايننشال تايمز» أمس. وأكدت أن اللقاحات القائمة على استخدام جزء من فايروس نافق يمكن تعديلها سريعاً أكثر مما يتصور كثيرون، لمواجهة السلالات الفايروسية المتحورة وراثياً. وبعد إعلان المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها في أكتوبر الماضي أن بعض البالغين المصابين بمشكلات في المناعة، بسبب حالاتهم الصحية، أضحوا يستحقون الحصول على جرعة تنشيطية رابعة من لقاحي موديرنا وفايزر بيونتك؛ وكان رئيس شركة فايزر ألبرت بورلا ذكر الشهر الجاري أنه ستكون هناك حاجة قريباً الى جرعة رابعة من لقاح فايزر بيونتك لمواجهة خطر أوميكرون. وفي سياق ذي صلة؛ قال مسؤولو مستشفيات ومسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي إنهم يشعرون بقلق من إفادة مستشفيات بأن اثنين من كوكتيلات الأجسام المضادة لإنقاذ المرضى من التردي الصحي لحالاتهم أخفقافي التصدي لأوميكرون.