أوروبا تستضيف زعماء جنوب شرق آسيا

أحيا الاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا 45 عامًا من العلاقات الدبلوماسية في قمة طغت عليها الانحرافات السياسية في أوروبا، بدءًا من الحرب في أوكرانيا إلى فضيحة الرشوة.

واستضاف قادة الاتحاد الأوروبي نظرائهم من رابطة دول جنوب شرق آسيا، أو الآسيان، في إشارة إلى النهوض الاقتصادي في آسيا، لكن الاجتماع يأتي في وقت تتزايد فيه الصعوبات في الكتلة الأوروبية التي تضم 27 دولة.

موقف قوي

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت للصحفيين في بروكسل «علينا أن نتأكد من أن لدينا موقفًا قويًا في علاقتنا مع الآسيان»، «نحن نتحدث عن سلاسل التوريد في جميع أنحاء العالم، نحن نتحدث عن إمكانات النمو».

ويبحث الاتحاد الأوروبي عن إمكانيات التجارة والاستثمار في معظم أنحاء العالم، وخاصة في الاقتصادات الناشئة، بعد أن تضرر اقتصاده من جراء جائحة (COVID-19) قبل أن تتفاقم الحرب في أوكرانيا من المشاكل وعرّضت الكتلة لخطر الركود.

وأثرت إمدادات الطاقة الروسية المعطلة على الأسواق المالية وزادت التضخم، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة المستهلك لكل شيء من الغذاء إلى التدفئة، إلى جانب البحث عن مصادر جديدة في الخارج وفي الداخل، يزن الاتحاد الأوروبي تخصيص أموال إضافية لمساعدة الشركات في أوروبا على التعامل مع أسعار الطاقة المرتفعة ومواجهة فورة الدعم الأمريكية.

حد أقصى

ولكن كفاح الكتلة لفرض حد أقصى لسعر الغاز الطبيعي الروسي وقضية فساد في البرلمان الأوروبي صرف الانتباه عن قمة الاتحاد الأوروبي(ÁSEAN) التي استمرت ليوم واحد يوم الأربعاء، ولم يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب الآسيان التي تضم 10 دول، كان زعيم المجلس العسكري في ميانمار – مين أونج هلاينج – غائبًا لأن الاتحاد الأوروبي رفض دعوته.

والدول الأعضاء الأخرى في الآسيان هي بروناي، وكمبوديا، وإندونيسيا، ولاوس، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة وتايلاند، وفيتنام، الأعضاء الذين يمثلون معًا 660 مليون شخص، هم من بين أكبر 10 اقتصادات في العالم.

وكان على رأس جدول الأعمال الدفع من أجل علاقات أعمق بالبنية التحتية بين الاتحاد الأوروبي، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا، حيث تسعى أوروبا إلى مشاريع في إطار برنامج «البوابة العالمية» الذي يعد بمثابة رد أوروبي على «مبادرة الحزام والطريق» الصينية.

وقال رئيس الوزراء الإستوني كاجا كالاس: «في العالم العالمي الذي نعيش فيه اليوم، من المهم جدًا أن نكون مرتبطين بالدول ذات التفكير المماثل».

كما ركز الجانبان على خلق المزيد من الطاقة النظيفة لمكافحة تغير المناخ وتعميق العلاقات الاقتصادية من خلال زيادة التجارة، دفع الاتحاد الأوروبي قبل أكثر من عقد من الزمان من أجل اتفاقية التجارة الحرة مع الآسيان ككل، وأفسح المجال أمام صفقات مستهدفة مع أعضاء منفردين.

ويفاوض الاتحاد الأوروبي على اتفاقيات تجارية مع سنغافورة وفيتنام، ويجري محادثات مع إندونيسيا بشأن اتفاق مماثل.. تم تعليق مفاوضات التجارة الحرة الأوروبية مع تايلاند وماليزيا والفلبين.