رأى رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، إيهود أولمرت، أنّه لا مجال لتحقيق أهداف الحرب التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو، وأضاف في مقالٍ نشره على موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّه أمام الكيان خياران لا ثالث لهما، الأوّل إنهاء الحرب دون إعادة المخطوفين، والثاني وقف إطلاق النار نهائيًا مع إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم (حماس) منذ هجوم السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الفائت، مُطالبًا في الوقت عينه بوقف الحرب فورًا مُقابِل إعادة الأسرى.
وأكّد أولمرت أنّ إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدوليّ، وفي المُقدّمة من الحليفة الرئيسيّة، الولايات المُتحدّة، التي ستزيد من ضغوطها على نتنياهو لوقف الحرب، على حدّ تعبيره.
واختتم أولمرت مقاله قائلاً: “لقد وصلنا إلى ساعة الحسم، وقف الحرب مع المخطوفين أحياءً، أوْ وقف الحرب بسبب الضغوطات علينا، مع المأسورين أمواتًا”، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، أعرب قادة بجيش الاحتلال الإسرائيليّ عن دهشتهم من التشكيلات والخطط العسكرية، ومستوى التنظيم الذي تنفذه كتائب القسام، الجناح العسكريّ لحركة (حماس) على الأرض في خانيونس.
ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، في تقرير عن قائد الفرقة 98 العميد دان غولدفوسن قوله، “إنّه تشكيل حربي كامل ومنظم، وراءه تفكير عسكري كبير، يربط الخنادق بالأنفاق، ووسائل قتالية محصنة على الأرض، ونقاط مراقبة، وإطلاق نار، وقنص من أماكن مرتفعة“.
ونقلت الصحيفة أيضًا عن ضباط وصفتهم بأنّهم أصحاب خبرة، دهشتهم من التشكيلات القتالية، التي بنتها حماس على مرّ السنين، وقالت الصحيفة، إنّ حركة حماس لا تزال قادرة على إسقاط أسلحة فتاكة من الطائرات بدون طيار التي تطلقها.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت إلى أنّ الأسبوع الحالي، أصاب صاروخ مضاد للدروع طويل المدى للقسام، من طراز كورنيت سيارة هامر تابع للجيش في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتلهم، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أنّ تقديرات الجيش، أنّ العشرات من وحدات الكورنيت، التي تكون فعالّة في نطاق 5 كيلومترات، تمّ تدميرها.
علاوة على ذلك، شدّدّت الصحيفة على أنّ الجنود في حادثة أخرى، قفزوا مذعورين، بسبب الانفجارات التي صمت الآذان على بعد أمتار قليلة منهم، حين بدأت قاذفة كبيرة مخفية تمطر الصواريخ باتجاه تل أبيب، جرى تفعيلها عن بعد.
ورغم زعم الفرقة 98 أنّ لديها الوقت الكافي لإنجاز مهامها في خانيونس، إلّا أنّها تعترف، أنّها لن تتمكّن من الوصول إلى كلّ نفقٍ، أوْ مقاتلي القسام، أوْ حتى منصات الصواريخ كافة في النهاية.
وقال غولدفوس: “نحن نتعامل مع نظام تحت الأرض، متطور للغاية، وبه خنادق قتالية ومخابئ محصنة“.
وكشفت الصحيفة النقاب عن أن الفرقة فقدت في عمليات طوفان الأقصى 70 قتيلاً، فضلاً عن 20 قتيلا فقط خلال العدوان البري على قطاع غزة.
وكشفت الصحيفة أيضًا عن أنّ وحدة الكوماندوز (دوفدوفان)، خسرت من جنودها، على يد المقاومة في غزة ، أكثر من نصف إجمالي قتلاها منذ إنشائها قبل 38 عاما.
وتعد هذه الوحدة، رأس حربة لجيش الاحتلال، ويقاتل أفرادها، في الظلّ منذ ما يقارب أربعة عقود، وحصلوا على أوسمة وشارات شرف على خلفية عمليات سرية، يبقى الكثير منها طي الكتمان والسرية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الوحدة، خلال 38 عامًا، فقدت 18 جنديًا، لكنها منذ عملية طوفان الأقصى، خسرت 10 جنود دفعة واحدة، منهم 3 خلال الاشتباكات مع كتائب القسام في العدوان البري على خانيونس.
ولفتت إلى أنّ أحد القتلى يحمل رتبة مقدم بينما الآخرون يحملون رتبة رقيب.
ورأت الصحيفة، أنّ الوحدة تشارك مع وحدة ماجلان وإيغوز، وهي وحدات نخبة، في معارك خانيونس، وهو مؤشر على ضراوة وصعوبة هذه المعارك.