كما هو متوقع كشف استطلاع إسرائيلي واسع أن ثلثي الإسرائيليين يؤيدون إعدام منفذّي العمليات الفلسطينية حتى بعدما يتم تحييدهم وتوقفهم عن تشكيل أي تهديد على الآخرين.
ويرفض معظم هؤلاء سماع من يوجّه الانتقادات للجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين، الذي يستعرض فظائع الحرب على غزة يتم قطع خطابه وإنزاله عن منصة الكنيست بل إخراجه من القاعة.
وخلال المؤتمر السنوي للأمن القومي والديمقراطية الذي ينظّمه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية الأربعاء كشف استطلاع عن أن 63% من الإسرائيليين يؤيدون إزالة “القيود الأخلاقية والقانونية” في مجال استخدام القوة.
ويؤيد هؤلاء قتل كل منفذ عملية فلسطينية في الميدان حتى لو كان جريحا وعاجزا عن فعل أي شيء وترتفع النسبة إلى 80% لدى أنصار الائتلاف الحاكم. وسط تجاهل مريح ومفضوح لواقع الإبادة في غزة والتدمير والتهجير في لبنان يشير الاستطلاع إلى أن 60% من الإسرائيليين يزعمون أن “الحفاظ على الطهارة” هو الذي يحول دون قيام الجيش الإسرائيلي بواجباته.
وطبقا للقيمين على الاستطلاع فإن مرد مثل هذا الموقف اللاأخلاقي هو السابع من أكتوبر ومفاعليه في نفوس الإسرائيليين علاوة على تطرفهم ونزوعهم نحن المزيد من التطرّف وشيطنة الفلسطينيين في السنوات الأخيرة.
في محاضرته عن الحرب تطرق النائب المعارض غادي ايزنكوت قائد جيش الاحتلال الأسبق للنتائج، وقال إن تأييد مثل هذا القتل بمثل هذه الحالة غير أخلاقي.
ايزنكوت الذي فقد ابنه وولدين من أبناء إخوته في الحرب اتهّم بعض القيادات الإسرائيلية بتأجيج خطاب الكراهية والهرب من المسؤولية واستذكر أن نتنياهو كان قد هاتف والد الجندي اليؤور ازاريا وشدّ على يديه بعد سماع انتقادات لقيام ولده الجندي بإعدام الشاب عبد الفتاح الشريف من الخليل وهو مصاب وينزف ممددّا على الأرض عام 2016.
هناك أهداف غير معلنة للحرب على غزة
وأكد ايزنكوت في كلمته أن نتنياهو يتمتع بمعرفة عميقة في مجالات شتى لكنه محاط بأشخاص لا يفقهون بالأمن واحتياجاته وحمل على “مستشار الأمن القومي وقال إنه مجرد لافتة ولا تأثير أو وجود له. كما أكد مجددا أنه علاوة على الأهداف المعلنة للحرب تمت إضافة غايات غير معلنة من قبل سموتريتش وبن غفير ووزراء في الليكود مما يفسّر عددا من القرارات الحكومية الخاصة بـ”اليوم التالي” وبالرهائن.
واتهم ايزنكوت الحكومة بالكذب وبالتخطيط لبناء حكم عسكري وتجديد الاستيطان داخل قطاع غزة.
وتابع “اختلفت خطة الحرب اليوم عما كانت عليه في البداية وهناك أشخاص كثر في الكابينت منهم مساعدون للوزراء مما يحول دون إدارة نقاش جدي وهناك أشخاص لا يريدون لهذه الحرب أن تنتهي وسيبقى عدم استعادة المخطوفين أحياء فشلا كبيرا للأبد”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قد كشفت الأربعاء عن تورّط جيش الاحتلال ببناء قواعد عسكرية داخل القطاع للبقاء لمدة طويلة هناك منبها لمخطط الاستيطان، حيث قال معد التحقيق دكتور رونين بيرغمان إن هناك خططا خاصة باستعادة المستوطنات.
يشار إلى أن صحيفة “غلويس” قد كشفت أمس عن استشراء الكراهية في صفوف الإسرائيليين تحت عنوان “هكذا غيرّت السنة الأخيرة خطاب الإسرائيليين”. منوهة لقلة تسامح الإسرائيليين لليهود “الحريديم” الرافضين للخدمة العسكرية ولإهمال عائلات المخطوفين وطمس قضيتهم.
وتابعت “أدت هذه الفترة للتعريف البدائي.. أشرار مقابل أخيار”. ويرجح الباحثون الاجتماعيون والنفسيون الذين تحدثت لهم الصحيفة أن استشفاء الإسرائيليين من داء الكراهية مسيرة طويلة.
وكان النائب أيمن عودة رئيس كتلة تحالف الجبهة/التغيير قد استعرض تراجيديا المدنيين الفلسطينيين في غزة نتيجة القصف الوحشي الإسرائيلي وخاطب نتنياهو بالقول إنك منذ 30 عاما وأنت تقوم بدور “القاتل المثابر للسلام” وإدخال الشعبين في بئر عميقة من الكراهية واليأس وهدم الثقة المتبادلة. هذا هو حلمك”.
وسارع رئيس الكنيست لوقفه عن الحديث وأخرجه عنوة من القاعة بدعوى أنه استخدم مصطلحا تحريضيا دمويا ضد نتنياهو.