إبادة الابتسامة والأمل الحوثي.. ومحارق الموت

لجأت مليشيا الحوثي إلى تكثيف حملات التجنيد الواسعة لاستقطاب الأطفال وأبناء القبائل اليمنية، واستغلت المساجد والمدارس لدعوة السكان في المناطق تحت سيطرتها للمشاركة الإجبارية في تعزيز جبهاتها المتهاوية؛ بعد تزايد خسائرها البشرية وهزائمها في جميع الجبهات، خصوصا جبهة مأرب التي سقط فيها آلاف القتلى أخيرا، بعد فشل هجومها الأخير.وجاء إدراج الأمم المتحدة أخيرا جماعة الحوثي على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال؛ بعد الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية حيث قتلت وشوهت 250 طفلا يمنيا في إحصائية أعلنت عنها الأمم المتحدة.. ويقول تقرير خبراء الأمم المتحدة المقدم لمجلس الأمن في يناير الماضي، إن وزارة الدفاع اليمنية أسرت نحو 200 طفل في ساحة المعركة وهم يقاتلون مع مليشيا الحوثي خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2020، وتمت إعادة معظمهم بعد تأهيلهم إلى عائلاتهم، وأُحيل البعض منهم للتأهيل في منظمات غير رسمية.

إن استغلال مليشيا الحوثي للأطفال في الأعمال القتالية أمام مرأى ومسمع العالم يتطلب من المنظمات العالمية المعنية بالأطفال ومنظمات حقوق الإنسان أن لا تدعم القرار الأممي القاضي بوضع مليشيات الحوثي على القائمة السوداء فحسب، بل إعادة تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية على غرار «حزب الله» و«الإخوان المسلمين»، خصوصا أن المليشيا الانقلابية زجت بالآلاف من الأطفال المجندين مع افتقادهم للخبرة ضمن تصعيد واسع في مختلف جبهات القتال، وتزج بهم إلى المحارق دون أي اكتراث للمصير الذي ينتظرهم ومعاناة أسرهم وتستخدمهم كوقود وحجارة للحرب الطائفية.وعلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفل إدانة هذه الجرائم النكراء بحق الطفولة في اليمن، والضغط على مليشيا الحوثي لوقف عمليات تجنيد الأطفال وضمان حقهم في الحياة بشكل طبيعي أسوة بأقرانهم في مختلف دول العالم.

ولقد احتفل العالم، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الأطفال الذي تمت تسميته بيوم اليد الحمراء الذي كان بمثابة صرخة لإنقاذ آلاف الأطفال الذين تقتادهم مليشيا الحوثي من منازلهم ومدارسهم بعد أن غسلت أدمغتهم بالأفكار المتطرفة إلى محارق مفتوحة في أكبر عملية استغلال للأطفال في الأعمال القتالية بتاريخ البشرية، فضلا عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل بحق الطفولة في اليمن بعد تعرض المليشيات الحوثية لخسائر قاسية ونفاد مخزونها البشري بعد زجها بالآلاف من عناصرها في هجمات انتحارية، ما دفعها لتكثيف تجنيد الأطفال الذين يعصبون جباههم بقطع خضراء، ويعلمونهم مزاعم «الانتقام» وزرع ثقافة الموت ضمن حزمة فنون نفسية متقدمة في ما يسمى «المدارس العصرية»، وهي مدارس مسائية استحدثها الانقلابيون شمالي اليمن وتستهدف تجنيد وغسل أدمغة الأطفال.وتجسد التسجيلات المرئية واقع وخطر تفخيخ المليشيا الحوثية للأطفال بالإرهاب والتطرف، ولعبت الفتيات المسميات بـ«الزينبيات» كعنصر رئيسي في اختراق الأسرة والصغار لزرع معمق لثقافة «الانتقام» في بنية المجتمع اليمني من إحدى الزينبيات بأداء عرض مسرحي كـ«أم» فيما يؤدي الطفل المسلح دور «الابن»، ووسط صخب موسيقى حماسية تقوم الفتاة بتحفيز الطفل للذهاب للمشاركة في جبهات القتال حماية للمرجعية الطائفية، فضلاً عن استعراض مشاهد «حرب التعبئة» للمليشيا المدعومة إيرانيا، مثل حزب الله والحشد الشعبي، التي تزين الموت بغسل عقول الآلاف من الأطفال بعمر الزهور بالأفكار الإرهابية المتطرفة المستوردة من قم. ويسعى الحوثيون الذين تلقوا توجيهات من حسن إيرلو مندوب الملالي لدى الحوثي الحاكم الفعلي للمليشيا الانقلابية لأدلجة الأجيال القادمة الشبابية والأطفال لضمان الولاء الدائم للمرجعية الطائفية على مدى العقود القادمة على ما تتبناه مرجعية قم مع أطفال وشباب مليشيات «الحشد الشعبي» و«عصائب أهل الحق» و«حزب الله» و«فاطميون» و«زينبيون». وأنشأت مليشيا الحوثي داخل اليمن أكثر من 2000 مدرسة بمحافظات صنعاء تهدف لاستغلال أقارب ضحايا الأطفال المجندين الذين سقطوا قتلى في جبهاتها لإثارة نزعة «الانتقام» ولاستقطابهم للتجنيد والقتال بصفوفها بزعم المظلومية والانتصار لمزاعم المرجعية الطائفية مع تقديم الدعم المادي للمجندين.