فيما وصلت الجهود الأمريكية إلى حالة من اليأس والإحباط جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع حربه في غزة واقتحام مدن الضفة الغربية وفرض اشتراطات معطلة لجهود الوساطة، تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي عجزاً مالياً وفشلاً إدارياً وسياسياً.
وأقرت وزارة المالية الإسرائيلية اليوم (الإثنين) بتسجيل عجز في الميزانية قدره 12.1 مليار شيكل (3.24 مليار دولار) في أغسطس، مشيرة إلى زيادة نفقات الحرب على غزة، في حين قال مسؤولون أمريكيون لموقع «أكسيوس»، إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته ويبحث كبار مساعدي الرئيس جو بايدن في ما إذا كان هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد خصوصاً أن الطرفين، إسرائيل و«حماس»، يتخذان مواقف أكثر صرامة في المفاوضات.
واتهمت حركة حماس اليوم نتنياهو وحكومته بتعطيل الاتفاق، مرجعة أسباب الفشل في تحقيق اختراق في المفاوضات إلى ما وصفته بـ«شروط نتنياهو الجديدة» التي إعادة المفاوضات إلى المربع الأول.
لكن زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس قال إن نتنياهو لن يعيد الإسرائيليين المحتجزين في غزة أحياء، لأنه منشغل ببقائه السياسي، محذراً من توسع الحرب لتشمل شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل الفشل في إعادة المحتجزين.
بدوره، قال ممثل الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن الاتحاد يجري مفاوضات بشأن استئناف بعثته لمراقبة الحدود المصرية ـ الفلسطينية، كي تتمكن بعثة مراقبة الحدود التابعة له، التي كانت متمركزة على الحدود بين مصر وغزة لسنوات عديدة، من العودة وفتح نقطة عبور يمكن من خلالها إجلاء الجرحى الذين لم يتمكنوا من تلقي المساعدة.
وطالب بوريل بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت، مشدداً بالقول: «نسمع اليوم أنه على وشك التحقق، ثم في اليوم التالي يقولون إنه قد يتحقق غداً، بينما تلوم إسرائيل حماس، وتلقي حماس باللوم على إسرائيل».
فيما قال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي: كلما اقتربنا من اتفاق في قطاع غزة نواجه سياسات استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد. مضيفاً: لقد أنفقنا مبالغ ضخمة لإنشاء سياج أمني وتدمير الأنفاق عند الحدود مع قطاع غزة والادعاء بدخول السلاح لغزة من جهتنا محض أكاذيب.
من جهة أخرى، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم، إن إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عام في قطاع غزة يمثل أولوية، مندداً بالتجاهل الصارخ من إسرائيل للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي سياق، قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن عدد قتلى العدوان الإسرائيلي على مواقع عدة في محيط مدينة مصياف بريف حماة ارتفع إلى 14، إضافة إلى 43 جريحاً بينهم 6 حالات حرجة، فيما أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة الإسرائيلية استهدفت منطقة البحوث العلمية بمصياف، وموقع حير العباس، وموقعين آخرين بمنطقة الزاوي في ريف مصياف، مما أدى إلى اندلاع حرائق في المواقع المستهدفة ونجم عن ذلك تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية، وأقر جيش الاحتلال بتنفيذ غارات على سورية فجر اليوم.