تناول الإعلام الإسرائيلي أسئلة صعبة خلّفتها عملية الجندي المصري على الحدود، التي قُتل فيها 3 جنود إسرائيليين، مشيرةً إلى أنّ الأسئلة “تبدأ من التسلل، إلى قتل الجنود من دون إزعاج، إلى المفاجأة مرةً أخرى وقتل جندي ثالث”.
وقال مراسل “القناة 12” الإسرائيلية تامير ستاينمن: “لقد بقينا مع الأسئلة الصعبة المتعلقة بالحادثة”، متسائلاً: “كيف يحدث أن لا يكتشف أحد الشرطي المصري الذي تسلّل إلى إسرائيل وقتل بلا أي ازعاج مقاتلان من الجيش الإسرائيلي، وبعد ذلك مضى وقت طويل حتى اكتشف الجيش أنّ هناك حادثاً استثنائياً”.
وتابع أنّ “أكثر من ساعة مرّت إلى أن فهموا أنّ مقاتلين أُصيبا، وعندما وصلوا إلى المنطقة وبدأوا بعملية التفتيش وهم مستعدون، وإذ بنفس الجندي المصري يفاجئهم مرة أخرى ويتسبب بقتيل آخر”.
بدوره، قال رئيس شعبة العمليات السابق في “جيش” الاحتلال الإسرائيلي لـ”القناة 12″، إسرائيل زيف، إنّه “يجب التحقيق بعملية الجندي المصري، فهي حادثة سيئة جداً مع نتائج لا تُحتمل”.
وأضاف أنّه “يجب التحقيق بالكثير من الأمور، منها مشكلة الوقت، بحيث كان الردّ بطيئاً”، لافتاً إلى وجود “مشكلة أيضاً بالسيطرة، إذ يوجد وسائل تكنولوجية في مكان الحادث”.
لا يمكن فصلها عن “تعدد الساحات”
وبشأن تداعيات هذه العملية على “إسرائيل”، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ العملية على الحدود المصرية “تُضعف الردع الإسرائيلي”، مشيرةً إلى أنّه “لا يمكن فصلها عن الفترة الزمنية التي نتحدث فيها، ألا وهي تعدد الساحات وتسخين كل الجبهات”.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان هذا النوع من العمليات لم تستعدّ لها “إسرائيل”، قال المعلق السياسي، آري شابيط، لـ”القناة 13″، إنّ هذه العملية هي “حادث صعب وغير جيد”.
وأشار إلى أنّ حادثة من هذا النوع مع هكذا نتائج “تثير للأسف علامات تساؤل، إذ لا يمكن فصل العملية عن فترة نحن نتحدث فيها عن ساحات متعددة، أي إنّ أعدائنا يحاولون أن يسخنوا كل الجبهات”.
وأكّد أنّ هذا النوع من الأحداث هو “جزء من تأكّل الردع الإسرائيلي، وهو أيضاً جزء من عملية التسخين التدريجي للمياه، لذلك من المهم معرفة ما حدث، فبالرغم من أنّه حادث موضعي، إلاّ أنّه يُضعف شيئاً من صورة ردعنا الذي من المهم جداً تقويته وتجديده”.
وفي وقتٍ سابق، علّق مسؤولون في “الجيش” الإسرائيلي على حادثة الحدود المصرية بالقول إنّ “مفهوم الدفاع للجيش الإسرائيلي انهار”، مشيرين إلى أنّ “الجندي المصري كان باستطاعته العودة الى الأراضي المصرية لكنه انتظر في إسرائيل ساعات لتنفيذ عمليات أخرى ضد الجيش الإسرائيلي”.
جاء ذلك في وقتٍ ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ عملية إطلاق النار من جانب الشرطي المصري “كانت مخطَّطة”، مشيراً إلى عدم وجود “صلة مباشرة بين عملية إحباط المخدِّرات وعملية إطلاق النار، التي قتلت ثلاثة إسرائيليين”، ومضيفاً أنّ الشرطي المصري “نجح عملياً في التسبب بهذه النتائج القاسية”.
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الأمنية “للقناة 12” الإسرائيلية، يوسي ميلمان، إنّه “إذا تبين أنّ الجندي المصري عبر الحدود وانتظر الجنود الإسرائيليين، فهذا فشل مضاعف للجيش الإسرائيلي”، مضيفاً أنّ “التحقيق المشترك لن يجيب على الأسئلة الصعبة”.
وأشار إلى أنّ “من الصعب جداً أن يعبر الشرطي المصري الحدود، وإن كان عبر الحدود، فإنّ الفشل مضاعف”، متسائلاً: “كيف لم يكشفه عناصر المراقبة؟ وأين هي أجهزة الاستشعار في السياج، وأين هي الكاميرات الموجودة هناك، وما هي نية الشرطي الذي أطلق النار؟”
وصباح السبـت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ “شرطياً مصرياً قتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل”، مشيرةً إلى أنّ هناك “تنسيقاً يجري بين الجيشين الإسرائيلي والمصري بشأن الحادث”.
وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف جيش الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة لها، فيما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك مع الشرطي المصري ذاته.
وتحدّث الإعلام الإسرائيلي عن تفاصيل جديدة عن عملية إطلاق النار عند الحدود مع مصر، حيث كشف أنّ الشرطي المصري الذي نفّذ العملية، “نصب 3 كمائن على الأقل، وتمكّن من قتل جندي إسرائيلي من مسافة كيلومتر ونصف”.
وفي التفاصيل، أوضح الإعلام الإسرائيلي، أنّ المنفذ نصب على الأقل 3 كمائن، مرةً بعد تسلله (قتيلان)، ومرة ثانيةً عندما وصلت القوات في الصباح (القتيل الثالث)، والمرة الثالثة عند الاشتباك معه والذي انتهى بمقتله”.
وأفاد بأنّ “الشرطي المصري لم يدخل الحدود من فتحة في السياج ولم يتسلقه، بل دخل من خلال ممر طوارئ مخصص لمرور القوات الإسرائيلية إلى الجانب المصري من الحدود في حالة الحاجة”.
وتابع أنّه نحو الساعة 4:15 فجراً، كان هناك آخر اتصال مع الجنديين اللذين كانا في الموقع، وبعد 5 ساعات، أي نحو الساعة 9:00 صباحاً، عُثر عليهما مقتولان برصاص الشرطي”.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ “طائرة مسيّرة هي التي رصدت الشرطي لاحقاً، وكان على عمق كيلومتر ونصف داخل الحدود بعد تسلله، وبدأت المواجهة وتبادل إطلاق النار معه، وتمكن من قتل جندي”.