نقلت شبكة “أن بي سي نيوز” عن مسؤول أميركي كبير قوله إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على وضع خيارات سياسية داخلية بشأن الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال مسؤول أميركي كبير لشبكة “أن بي سي نيوز” إن إدارة بايدن تضع خيارات لتفعيل سياسة حل الدولتين بعد الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة، وهي خطوة يمكن أن توفر قوة سياسية وقانونية ورمزية للفلسطينيين، وتزيد من الضغط الدولي على إسرائيل للانخراط في مفاوضات جادة، من أجل سلام طويل الأمد”.
وبحسب “أن بي سي نيوز”، فإن من شأن تقديم هذا الاعتراف قبل أي اتفاق شامل نهائي بين الطرفين أن يمثل تحولاً واضحاً في موقف واشنطن، في الوقت الذي تتعامل فيه مع قضية ذات حساسية غير عادية في الداخل والخارج”.
ويؤكد العديد من السياسيين المخضرمين أنه مع استمرار ارتفاع عدد القتلى في غزة، فإن الحديث الأميركي عن حل الدولتين لا معنى له، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة في تمويل وتسليح إسرائيل، والدفاع عنها بوجه أي انتقادات دولية بسبب حملتها العسكرية، التي استشهد فيها أكثر من 27 ألف فلسطيني.
وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في مقابلة هاتفية مع شبكة “أن بي سي نيوز”: “إن الإعلان الأميركي لن يعني شيئاً إلا إذا ارتبط بثلاثة أمور؛ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، والاتفاق على الشكل الذي ستبدو عليه حدود الدولة الفلسطينية”. وتابع: ” لكن ما يحدث في الواقع هو أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لتشجيع إسرائيل في عدوانها”.
ويتفق مع هذا الرأي أحمد الطيبي، المستشار السابق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات حيث يقول: “يمكن للرئيس بايدن، بل وينبغي عليه، أن يوقف الحرب، ويمنع الحرب، لكنه مع ذلك يفعل شيئًا آخر – فهو يزود إسرائيل بالسلاح من أجل مواصلة الحرب”. وعبر الطيبي عن شكوكه حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فعلاً إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف: “الفلسطينيون يراقبون ما تفعله الولايات المتحدة في غزة”.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، صرح الخميس الماضي لوكالة “أسوشييتد برس”، بأن بلاده يمكن أن تعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة، ودون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين حول حل الدولتين.
وأدلى كاميرون بهذه التصريحات خلال زيارة قام بها الخميس إلى لبنان بهدف تهدئة التوترات الإقليمية. وقال إنه لا يمكن أن يتم الاعتراف بدولة فلسطين ما دامت حركة حماس موجودة في غزة، “لكن الاعتراف يمكن أن يتم أثناء استمرار مفاوضات إسرائيل مع القادة الفلسطينيين”.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين المستقلة، بما في ذلك في الأمم المتحدة، “لا يمكن أن يأتي في بداية العملية، لكن لا يتعيّن بالضرورة أن يتم في نهاية العملية”.
وقال كاميرون: “قد يكون هذا أمرا نبحثه عندما تصبح هذه العملية.. عندما يصبح هذا التقدم نحو الحل، أكثر واقعية. ما يتعين علينا القيام به هو منح الشعب الفلسطيني أفقا نحو مستقبل أفضل، مستقبل تكون له فيه دولة خاصة به”. كما ذكر أن هذا الاحتمال “حيوي للغاية للسلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة”.
ودعمت بريطانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى فكرة قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل كحل للصراع، لكنها قالت إن “استقلال فلسطين يجب أن يتم في إطار تسوية يتم التفاوض عليها”. لم تجر مفاوضات جوهرية منذ 2009.