إسرائيل: “الجهاد الإسلاميّ” ستخلط الأوراق و”تُلزِم” “حماس” بخوض جولة عسكريّة أخرى
2022 Apr,03
كشف المُستشرِق د. تسفي بارئيل، اليوم الأحد في تقريرٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، النقاب عن أنّ فرضية عمل جهاز الأمن العّام (الشاباك) تؤكِّد أنّ العمليات الفرديّة الأخيرة المنسوبة لتنظيم (داعش) الإرهابيّ، ليست صحيحةً، وأنّ الحديث يجري عن مبادرات فرديّةٍ وشخصيّةٍ التي تخدم فكرة المُقاومة.
المُستشرِق، الذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون العربيّة في الصحيفة العبريّة، أوضح أنّ محاولة تنفيذ العملية التي أحبطتها قوّات الأمن الإسرائيليّة أمس السبت، في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي كانت مُخططةً من قبل حركة (الجهاد الإسلاميّ)، هي التي من شأنها أنْ تُحدِث هزّةً خطيرةً في منظومة العلاقات مقابل (حماس)، وأنْ تدفع حركة المقاومة الإسلاميّة نحو المُواجهة مع مصر، ومن ثمّ تحضير الأجواء لزيادة العنف داخل إسرائيل، على حدّ تعبيره.
في السياق عينه، بثت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ تقريرًا عن أنفاق حماس، حيث وصف التقرير أنفاق حماس بالمشروع النوويّ للحركة. المُراسِل الذي أعّد التقرير أكّد أنّه “رأى بعينه أعمق وأطول نفق لدى حماس تمّ اكتشافه”.
وأضاف: “في رحلتي الخطيرة هذه نزلت من منحدر طويل، مزدحم وحار بالداخل، الهواء ضيق، والجو كله مشبع بالتراب، واتجهنا إلى النفق الأكثر جرأة والأعمق لدى حماس خلف السياج الحدودي الذي أقامه الجيش على حدود غزة، حيث يقع النفق على بعد 800 متر من الحدود”.
مُراسِل التلفزيون العبريّ تابع في تقريره قائلاً إنّ “المنطقة الحدودية المحيطة بالأنفاق على حدود غزة التي حفرتها حماس مرتبطة بالرادار وبالكاميرات وأجهزة الاستشعار، وجنود يراقبون كل عملية حفر أو طرق على الأرض، وبفعل هذه الإجراءات اكتشف الجيش هذا النفق في تشرين الأول (أكتوبر) 2020، في حين كان مقاتلو حماس في منتصف عملهم، وتمّ اكتشاف النفق الضخم بعمق 70 مترًا، تقريبًا مثل برج مكون من 30 طابقًا في الأرض، مبني من الخرسانة، ومصمم كجزء من خط هجوم حماس لقيادة المسلحين من جنوب قطاع غزة مباشرة إلى منازل التجمعات الاستيطانية عبر السياج الحدودي، وبالتالي يمكن تسميته بالمشروع النوويّ لحماس”.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، قال المراسل إنّ “هذا أعمق نفق وجدناه لحماس، لأن مقاتليها كانوا في طريقهم للوصول للبؤر الاستيطانية في غلاف غزة، وربما كانوا في طريقهم إليها فعليًا، لكن جنود الوحدة الخاصة دخلوا عبر هذا النفق إلى أحشاء الأرض، وعاشوا هناك أجواء الحر وشعور الاختناق، فضلاً عن الخوف الشديد، وبالتالي فقد وجدوا عالمًا مختلفًا تحت الأرض، مما تطلب منهم يقظة كبيرة، وحواسًا حادّةً”.
وشدّدّ التقرير على أنّه اتضح للطاقم الصحفي أنّ تصميم النفق يُمكِّن مقاتلي النخبة من حماس من البقاء داخله بضعة أيام للاستعداد، وتجهيز المعدات، ولهذا السبب عثر الجنود الإسرائيليون إبّان اكتشاف النفق على المنافذ الصغيرة التي يمكنهم الاعتماد عليها، الأمر الذي يؤكِّد أنّ العمل على حفر النفق استمر لسنوات، وتخلله إنفاق كمية كبيرة من المبالغ والموارد المالية، ويمكن الحديث عن ملايين الدولارات، بجانب ما يشمله من الجهد والمال والخطر الذي وضعوه في بناء هذه الأنفاق، كما أكّدت القناة الـ12 في تقريرها عن أنفاق حماس في قطاع غزّة.