إسرائيل تتمسك باستهداف المستشفيات – جريدة الوطن السعودية

في تصعيد غير مسبوق، توسّع العدوان الإسرائيلي من شوارع غزة المحاصرة إلى أجواء اليمن، مستهدفًا المنشآت الصحية والبنية التحتية المدنية. بين قصف مستشفى كمال عدوان ودمار مطار صنعاء الدولي، حيث تكررت الاعتداءات التي طالت المستشفيات في غزة، والتي من المفترض أن تكون أماكن أمان، ومطارات اليمن، التي تُعد شرايين حياة لملايين المدنيين. مما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا حول العدوان الإسرائيلي وداعميه.

اعتداءات المستشفيات

في غزة، أفادت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى كمال عدوان، أحد آخر المستشفيات العاملة شمال القطاع، وقامت باعتقال مديره، الدكتور حسام أبو صفية، مع عشرات الموظفين. وبحسب الوزارة، أجبرت القوات الإسرائيلية المرضى والطاقم الطبي على الخروج من المستشفى تحت تهديد السلاح، بعد إجبارهم على خلع ملابسهم في أجواء شتوية قاسية.

وتعرض المستشفى للقصف المتكرر، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مما أدى إلى تدمير أقسام حيوية فيه، كان آخرها قسم الجراحة والمختبر الطبي. وأكد مسؤولون في وزارة الصحة أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الطاقم الطبي وإصابة آخرين.

محاولات النفي

فيما نفت إسرائيل استهداف المستشفى مباشرة، مكررة ادعاءاتها بوجود مقاتلي حماس داخل المنشأة، قالت إنها تستهدف البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في المنطقة، وهو ما نفاه مسؤولو المستشفى بشدة.

فالهجمات المتواصلة على القطاع الصحي تأتي في إطار عدوان إسرائيلي مستمر منذ أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل أكثر من 45.400 فلسطيني، نصفهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 108.000 آخرين. كما خلف العدوان دمارًا واسعًا في المناطق الشمالية من القطاع، مما أجبر عشرات الآلاف على النزوح القسري.

البنية التحتية

لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على غزة، إذ امتدت لتطال منشآت حيوية في اليمن. يوم الخميس الماضي، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مطار صنعاء الدولي أثناء هبوط طائرة مدنية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، بينهم أفراد طاقم الأمم المتحدة.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن الغارات ألحقت أضرارًا جسيمة بمرافق المطار، بما في ذلك برج المراقبة وصالة المغادرة. وشهد الهجوم وجود المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي كان على وشك مغادرة المطار عند وقوع الضربات.

وأعلنت إسرائيل أن الهجمات تأتي ردًا على إطلاق صواريخ من قبل الحوثيين على مناطق داخل إسرائيل. كما استهدفت غارات أخرى ميناء الحديدة، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، بينهم مدنيون كانوا في المنطقة وقت القصف.

ردود الفعل

أثارت الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات في غزة واليمن استنكارًا واسعًا من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.

حيث حذرت المملكة العربية السعودية من أن استمرار التصعيد سيقود إلى تعقيد الأوضاع وتفجرها بشكل أكبر، وتدعو لضرورة العمل على إيجاد السبل اللازمة لنزع فتيل التوتر.

ودعت الأمم المتحدة إلى احترام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المنشآت الطبية والمدنيين. وطالبت بفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات.

وفي حين يستمر العدوان الإسرائيلي، يبقى المدنيون، سواء في غزة أو اليمن، هم الضحايا الأكبر، في مشهد إنساني قاتم يفتقر إلى أدنى معايير الحماية والكرامة الإنسانية.

الاعتداءات الإسرائيلية:

في غزة:

1. اقتحام مستشفى كمال عدوان شمال غزة واعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية مع عشرات الموظفين.

2. إجبار المرضى والطاقم الطبي على الخروج تحت التهديد بعد خلع ملابسهم في ظروف قاسية.

3. قصف المستشفى المتكرر أدى إلى مقتل 5 من أفراد الطاقم الطبي وتدمير أقسام حيوية.

4. استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، مخلّفًا أكثر من 45.400 قتيل، نصفهم من النساء والأطفال.

في اليمن:

1. قصف مطار صنعاء الدولي أثناء هبوط طائرة مدنية، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة العشرات.

2. تدمير برج المراقبة وصالة المغادرة في المطار واستهداف البنية التحتية للميناء الحيوي في الحديدة.

3. الغارات الإسرائيلية جاءت ردًا على صواريخ أطلقها الحوثيون.

4. استمرار الحوثيين في استهداف إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، في تصعيد يفاقم التوتر الإقليمي.

ردود الفعل:

استنكار دولي واسع، ودعوات أممية لاحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمنشآت الطبية.

المطالبة بفتح تحقيق مستقل في الانتهاكات ضد المدنيين في غزة واليمن.