فيما تتواصّل الإنذارات عن إمكانية تسلل طائرات دون طيّارٍ من لبنان إلى الأراضي الإسرائيليّة، وفيما تستمّر صفارّات الإنذار بتحذير السُكّان في شمال البلاد من إمكانية تسللها أوْ سقوط صواريخ، أعلنت إسرائيل رسميًا، صباح اليوم الأحد، أنّ إسرائيليين اثنيْن أصيبا بجراح بعد سقوط طائرة دون طيّارٍ تمّ إطلاقها من لبنان، وذلك في منطقة صناعية قرب مدينة عكا، تُدعي (منقطة بار ليف الصناعيّة)، على اسم القائد الثامن لهيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال دافيد بار ليف، وأفادت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، نقلاً عن مصادرها، أنّ المسيرة التي أطلقها حزب الله تجاه عكا انفجرت في مصنع للصناعات العسكريّة.
انفجرت إحدى الطائرات المسيرة التي أطلقت من لبنان تجاه عكا في المنطقة الصناعية (بارليف)، حيث انفجرت المسيرة بمصنع تابع للصناعات العسكرية الإسرائيلية. الجيش الإسرائيلي يحقق في سبب عدم تفعيل الإنذار في منطقة بارليف الصناعية، حيث ضربت الطائرة المسيرة، وقال موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ أنّ الحديث يدور عن مصنع (باز) التابع للصناعات العسكريّة في الكيان.
واظهرت مقاطع مصورة تمّ نشرها على وسائط التواصل الاجتماعيّ، طائرة مسيرة، وهي تحلق في سماء منطقة بارليف الصناعية قرب عكا قبل أنْ تنفجر دون أنْ تتمكن المنظومات الدفاعية الجويّة الإسرائيلية من اعتراضها وإسقاطها.
وفي السياق عينه، أعلنت طواقم الإسعاف الإسرائيليّة، المُسّماة (نجمة داود الحمراء)، عن إصابة شخصين بجروح ما بين متوسطة وطفيفة، بشظايا متفرقة من انفجار طائرة مسيرة قرب عكا، لافتةً إلى أنّ أحد الجرحى في الـ 31 من عمره، أمّا الثاني فهو في الـ 61 من عمره، مُضيفةً أنّ عددًا آخر من الإسرائيليين أصيبوا بحالات من الهلع وتمّ نقلهم للمستشفيات.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ طائرة مسيرة انفجرت في منطقة بارليف الصناعية، بين عكا وكرمئيل، حيث سقط إصابتين في المكان، على ما ورد في بيان مقتصب للشرطة.
ودوت صافرات الإنذار في نهاريا ومحيطها وفي مدينة عكا خشية تسلل مسيرات متفجرة أطلقت من الأراضي اللبنانية.
وأكّدت وسائل الإعلام العبريّة أنّ الجيش الإسرائيلي يحقق في سبب عدم تفعيل الإنذار في منطقة بارليف الصناعية، حيث ضربت الطائرة المسيرة.
من ناحيتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان) أنّ التقديرات تشير إلى أنّ المصنع المستهدف كان معروفًا لحزب الله وتمّ استهدافه بشكلٍ مقصودٍ، حيث نجحت الطائرة التي أطلقت من الأراضي اللبنانيّة في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيليّة، وفق ما نقلت عن مصادرها الأمنيّة.
وأعلن حزب الله في بيانٍ رسميّ مسؤوليته عن إطلاق المسيّرة نحو المصنع العسكريّ الإسرائيليّ، وجاء في البيان: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، شنّ مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 7:40 من صباح اليوم الأحد هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على شركة (يوديفات) للصناعات العسكرية جنوب شرق عكا”.
على صلةٍ كانت وسائل إعلام إسرائيلية، أكّدت الأربعاء الفائت، أنّ الجيش الإسرائيليّ لديه نقاط ضعف في التعامل مع الطائرات المسيّرة التي تطلق نحو الكيان، مشيرة إلى حادثة من الحوادث العديدة في هذا الإطار وهي رصد طائرة من دون طيار مشبوهة تسلّلت من لبنان، يوم الثلاثاء، واختفت عن الرادارات فحذّر المستوطنون للانتقال إلى الأماكن المحصّنة، حتى لا تتكرّر حادثة قاعدة (غولاني) في بنيامينا.
في هذا الصدد؛ قال الكاتب ومعلّق الشؤون العسكرية في موقع (WALLA) العبريّ، أمير بوحبوط: “إنّ هناك فجوة عملاتية في التعامل مع التهديدات ذات المستوى المنخفض للطائرات المسيّرة، وهذه الفجوة لم تظهر اليوم، بل منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، عندما دخلت مجموعة من حماس عبر طائرات شراعية إلى المستوطنات الإسرائيلية من دون اكتشافها من سلاح الجو ولا حتى اعتراضها”.
كما لفت بوحبوط إلى أنّ مهمة تحديد وتتبّع واعتراض الطائرات المسيّرة معقّدة للغاية، حيث يطلق حزب الله طائراته المسيّرة من مناطق ذات تضاريس طوبوغرافية يصعب تتبّعها باستخدام منصات إطلاق متحرّكة في الغالب، لذلك تخترق المجال الجوي الإسرائيليّ في وقتٍ قصيرٍ.
وشدّد في الختام على أنّ الفشل المتكرر في التعامل مع الطائرات المسيّرة يعود إلى التقاعس في بناء قوّةٍ جويّةٍ على مرّ السنين، على الرغم من أنّ تهديدات الطائرات المسيّرة ظهرت، بشكلٍ واضحٍ، خلال الحرب في سوريّة وكذلك خلال الأزمة الأوكرانيّة، على حدّ قوله.