أدانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، القرار الذي صدر في وقت سابق اليوم، الأحد، عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بإدراج موقع تل السلطان في مدينة أريحا، على قائمة التراث العالمي.
جاء ذلك في بيان صدر عن الخارجية الإسرائيلية، مساء اليوم، وصف قرار اليونسكو بـ”الجائر”، وشددت على أن تل أبيب ستعمل بالتعاون مع “أصدقائها الكثيرين في المنظمة من أجل تغيير كل القرارات الجائرة الصادرة عنها”.
وأشار البيان الإسرئيلي إلى “رسالة الأمين العام للجنة التراث التابعة لليونسكو، التي تفرق بين تسجيل موقع من حقبة قبل التاريخ والمواقع اليهودية والمسيحية في المنطقة”.
كما لفت إلى ما وصفه بـ”الجهود الكثيرة والمخلصة التي تبذلها الأمينة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، من أجل موازنة القرار”.
واعبر أن “القرار الذي صدر اليوم يشكل دليلا آخر على استغلال الفلسطينيين لليونسكو وتسييس المنظمة”، وأضافات “ستعمل إسرائيل بالتعاون مع أصدقائها الكثيرين في المنظمة من أجل تغيير كل القرارات الجائرة التي اتخذت عن طريقها”.
وجاء قرار اليونسكو خلال الاجتماع الخامس والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لها والذي يعقد في الرياض في السعودية، بمشاركة وفد إسرائيلي، علما بأن تل أبيب كانت قد انسحبت من المنظمة الأممية في العام 2019.
وقال مساعد المديرة العامة لليونسكو، إرنستو أوتون، خلال جلسة عقدت لإدراج الموقع على القائمة، إن “الموقع المقترح للترشيح هو موقع تل السلطان الأثري الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويقع خارج موقع أريحا الأثري”.
وأكد دبلوماسي أممي أن “لا وجود لبقايا يهودية أو مسيحية في الموقع، إنه موقع لبقايا تعود إلى ما قبل التاريخ إلى ما بين 10 آلاف و700 عام قبل الميلاد”.
وأشار إلى أن ترشيح الموقع حصل قبل ثلاث سنوات قبل أن يدرج هذا العام، وأضاف “لم يصدر أي اعتراض من أي دولة عضو”.
وكانت إسرائيل انسحبت من المنظمة الأممية في العام 2019 متهمة إياها بالانحياز للفلسطينيين، لكن وفدا يمثلها شارك في اجتماع هذا العام في الرياض.
ويقع تل السلطان الذي يعتبر أقدم من أهرامات مصر في منطقة الأغوار، وهو تل بيضوي يحتوي على رواسب من النشاط البشري ما قبل التاريخ ويتضمن نبع عين السلطان بجواره.
وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة، فقد ظهرت في الموقع “مستوطنة دائمة في الفترة ما بين الألفية التاسعة إلى الثامنة قبل الميلاد وذلك بسبب التربة الخصبة للواحة وسهولة الوصول إلى المياه”.
ويقع الموقع على بعد عشرة كيلومترات إلى الشمال من البحر الميت، وكيلومترين شمال مركز مدينة أريحا.
ويعد موقع تل السلطان، أقدم مدينة زراعية مسوّرة في العالم، ويمتد تاريخها لأكثر من 8 آلاف عام، وتمثل نموذجا معماريا فريدا في العصور القديمة.
ولاقت خطوة اليونسكو ترحيبا فلسطينيا واسعا. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (“وفا”)، ترحيب الرئيس محمود عباس، بالقرار، واصفا إياه بأنه “بالغ الأهمية ودليل على أصالة وتاريخ هذا الشعب”.
أما وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة، الموجودة في الرياض، فأكدت أهمية القرار باعتبار أن الموقع يشكل “جزءا أصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية”.
وتزامن إعلان إدراج الموقع مع مؤتمر احتفالي في مدينة أريحا، إذ تم بث الإعلان عبر تقنية الفيديو. من جهته، قال وكيل وزارة الآثار والسياحة، صالح طوافشة، إن الوزارة قدمت ملفا كاملا عن الموقع للجنة الأممية.
وقال إرنستو أوتون خلال جلسة اليوم، إن “المواقع الأثرية الأخرى الموجودة في أريحا، والتي تغطي التراث اليهودي والمسيحي، لها أهمية تاريخية مهمة وتستحق الحفاظ عليها أيضًا”.