عبّرت محافل أمنية رفيعة في تل أبيب اليوم الجمعة عن قلقها العارم من التطوّر الكبير الذي يُميِّز حزب الله اللبنانيّ في مسألة الطائرات بدون طيّار، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ هذه الطائرات ستكون من أهّم الأسلحة في الحرب القادمة التي قد تندلِع بين المنظمّة اللبنانيّة ودولة الاحتلال الإسرائيليّ، كما أكّدت.
وتابعت المصادر عينها قائلةً، كما نقل عنها خبير الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، تابعة قائلةً إنّ استخدام الطائرات المُسيّرة هدفه الأساسيّ جمع المعلومات الاستخباريّة، وأيضًا لتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ تتطلّب الدقّة، وأنّه في الاحتكاك اليوميّ بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ يقوم حزب الله اللبنانيّ باستخدام الطائرات بدون طيّار لمهمّات جمع معلوماتٍ تكتيكيّةٍ، أيْ جمع المعلومات للتحضير لتنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ دقيقةٍ في أرض العدوّ.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر الإسرائيليّة في حديثها للصحيفة العبريّة، فإنّه في ذات الوقت يقوم حزب الله بواسطة هذه المُسيّرات بمُراقبة نشاط الجيش الإسرائيليّ على طول الحدود مع لبنان، وفي مُقدّمتها قوّة الجيش في الردّ على عمليات الحزب، وبالتالي، شدّدّت المصادر، فإنّ هذا النوع من الطائرات سيكون من أهّم الأسلحة التي سيتّم استخدامها في الحرب القادمة بين دولة الاحتلال وحزب الله.
المصادر المُطلعّة لفتت أيضًا إلى أنّ وحدة (الرضوان) التابِعة للحزب، والتي تُعتبر من أهّم الوحدات النخبويّة في حزب الله وأكثرها سريّةً هي التي تقوم بمهمة تفعيل المُسيّرات، وأنّ نشاطها ازداد كثيرًا في السنوات الأخيرة بعد إعادة أفرادها من سوريّة، مُشيرةً في ذات الوقت إلى أنّه لا يمضي أسبوع دون أنْ يقوم حزب الله بتفعيل المُسيّرات لأهدافٍ عسكريّةٍ ضدّ إسرائيل، بحسب المصادر في تل أبيب.
وأوضحت المصادر أيضًا أنّ حزب الله يستخدِم اليوم طرق وأساليب حربيّة كان قد تعلّمها من الجيشيْن الروسيّ والإيرانيّ خلال مُشاركته في الحرب التي كانت دائرةً في سوريّة، لافِتةً إلى أنّ الأطراف المُتحارِبة في سوريّة استخدمت الطائرات بدون طيّارٍ لإلقاء القنابل اليدويّة والمُتفجرّات من الجو، على حدّ تعبيرها.
في السياق عينه، كشف تقرير جديد لمركز “ألما” البحثيّ الإسرائيليّ أن حزب الله يمتلك نحو 2000 طائرة مسيرة، العديد منها طوّرتها إيران، وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة نقلاً عن المركز، أنّ حزب الله يستخدم الطائرات بدون طيار منذ تسعينيات القرن الماضي.
وتابعت: “استخدم حزب الله مسيراته في سوريّة وكذلك ضد إسرائيل”، لافتة إلى أنّ حزب الله أطلق مسيرة باتجاه إسرائيل، قبل حرب لبنان الثانية عام 2006.
وفي هذا الصدد، أبدى معلقون وخبراء في إسرائيل قلقهم البالغ إزاء الصور التي كان عرضها حزب الله لطائرة مسيرة دون طيار.
وشدّدّ التلفزيون العبريّ شبه الرسميّ (كان) في تقاريره المُوسّعة عن الطائرات المُسيرّة على أنّ الصور التي تمّ عرضها تُعزز الإدراك الذي يفيد أننّا المرّة القادمة سنُواجِه على الحدود حزب الله مختلفًا تمامًا، عن الذي عرفناه في العام 2006، على حدّ وصفه.
وتابع التلفزيون قائلاً: “سنُواجِه حزب الله مدربًا أكثر مع تجهيزات مختلفة، مُضيفًا أنّه في الواقع لم يعد حزب الله منظمة بل جيشًا بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وفي الجيش الإسرائيليّ يدركون ذلك جيدًا”، كما أكّد التلفزيون العبريّ.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0