استعرضت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، سيناريو لهجوم مشترك محتمل من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، وقالت إنّ “إيران تمتلك إيران 8 منشآت معروفة، ويقدر أنّ هناك المزيد من المنشآت السرية، تدفع إيران من خلالها المسار العسكريّ والسريّ لبرنامجها النووي، والذي يهدف إلى السماح لها بتطوير رأسٍ نوويٍّ يتم تركيبه على صاروخٍ باليستيٍّ”.
وأضافت: “هناك نقطتان رئيسيتان سوف يعطل استهدافهما بشكل كبير ويبعد القدرة على تطوير القنبلة: منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، جوهر البرنامج النووي، حيث يوجد أكثر من 9000 جهاز طرد مركزي، والموقع في فوردو، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم، حيث يعتزم الإيرانيون بناء مجموعة من 3000 جهاز طرد مركزي”.
وتابعت: “كل من هذه المنشأتين تعملان في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى سيصل إلى 90 في المائة في المستقبل، وهو ما يكفي لإنتاج قنبلة ذرية”.
وبحسب القناة “هناك أيضًا منشآت سرية، غير معروفة أوْ معروفة للبعض في مجتمع الاستخبارات في الغرب، وهي منشآت يمكن فيها في المستقبل تجميع القنبلة الذرية”.
وقالت: “نظرًا لأنه في هذه الحالة لا توجد حاجة لمساحة كبيرة وقاعات بها آلاف أجهزة الطرد المركزي، فمن السهل إخفاء هذه المواقع، وعلى عكس تخصيب اليورانيوم الذي يترك توقيعًا استخباراتيًا، فإنّه من الصعب تعقبها ومعرفة ما إذا كانت إيران أو متى ستتخذ قرار تجميع القنبلة”.
وتابعت: “الآن بدأت إيران في حفر المنشأة في نطنز تحت الأرض أيضًا، وتقوم بحفر الأنفاق في الجبال المجاورة وتعتزم نقل أجهزة الطرد المركزي إلى قاعات محمية في الأرض”.
وأضافت: “وعليه، فإنّ البعد الزمني مهم للغاية في الإعداد واتخاذ القرار بقصف المنشآت النووية. فكلّما زادت إيران من تعميق منشآتها تحت الأرض، سيكون من الصعب على المهاجمين تحقيق نتيجة فعالة من شأنها تكبيد إيران ثمنًا باهظًا. ومع ذلك، حتى هذه النافذة الزمنية، النفق تحت الأرض وتجميع جهاز التفجير، تقدر بعدة سنوات، وهناك وقت للعمل بالنسبة لإسرائيل“.
وعن خطة الهجوم الإسرائيلية، أوضحت القناة: “أولاً، سيتعيّن على إسرائيل التخطيط لأهداف مركزة يؤدي ضربها إلى تأخير المشروع النووي الإيرانيّ بشكل كبير، فلن تكون قادرة على مهاجمة جميع المنشآت في وقت واحد، ثم يتعيّن عليها بناء أسطول من الطائرات والمسيرات يمكن أنْ يصل مداها إلى 1600 كيلومتر والعودة بأمان”.
ومضت بالقول “تشير التقديرات إلى أنّ مثل هذا الهجوم سيضم نحو مائة طائرة – مقاتلة وطائرة إنذار متطورة لإدارة المهمة والتزامن بين الطائرات المهاجمة وطائرات الحرب الإلكترونية وطائرات التزود بالوقود جوًا وطائرات دون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية والهجوم وقوات الإنقاذ المحمولة جوا (669)، في حالة علق طيارون في أرض العدو”.
وقالت القناة إنّ الهجوم سيتطلّب أيضًا “تخطيط مسارات الدخول والخروج، وبناء القدرة على الوصول دون افتضاح الأمر حتى لحظة القصف نفسه. وكذلك التخطيط للهروب عندما تشتعل المنطقة، وتقليل فرص إصابة الطائرات المهاجمة بنيران المضادات الأرضية أو الطائرات المقاتلة التي ستنطلق باتجاهها”.
وتابعت القناة: “تمتلك البحرية الإسرائيلية طائرات شبح من طراز F35 والتي سيتعيَّن عليها اختراق عمق أراضي العدو دون أنْ يتم كشفها، وتدمير نظام الدفاع الجوي الإيراني، وتحقيق التفوق الجوي لصالح طائرات F16 وF15 المحملة بالقنابل التي ستتبعها”.
كما أكّدت القناة العبريّة أنّ أهّم ما في هذه العملية هو التسلح، وتضيف: “تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة وقامت أيضا بتطوير قنابل مخترقة للتحصينات، والتي، وفقًا للتقارير الأجنبية، تخترق إلى أعماق تصل إلى نحو عشرين مترًا في عمق الأرض، ويمكن لضرب قنبلة تلو الأخرى في نفس النقطة أنْ تعمق الاختراق إلى عشرات الأمتار المطلوبة للوصول إلى المخابئ الإيرانية”.
وتابعت: “هناك حاجة أيضًا إلى نوع آخر من التسلح، القنابل الانزلاقية التي سيتم استخدامها لضرب العديد من البطاريات المضادة للطائرات المنتشرة حول كل من المنشآت النووية“.
مع أمريكا أم دونها؟ هذه نقطة ضعف لإسرائيل، لأنه كلما واصلت إيران تعميق منشآتها في الأرض، تطلب الأمر قدرات للهجوم، لا تملكها تل أبيب، وفق القناة.
وتابعت: “لا تمتلك إسرائيل طائرات هجومية يمكنها حمل قنابل من هذا الحجم، ويستخدم سلاح الجو الأمريكي قاذفة بي 52 الشبح والقاذفة الإستراتيجية B-52 لحمل هذه القنابل. لم تنقل الولايات المتحدة مثل هذه القنابل إلى أيٍّ من حلفائها.
وكشفت القناة أنّه “يوجد تعاون دائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، يهدف إلى بناء خطط عملياتية لهجوم مشترك على إيران. وقد تدربت الطائرات الأمريكية والإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط عدة مرات على نماذج عملياتية للهجوم على إيران، والتي تضمنت التزود بالوقود جوا، وتقسيم مهام القصف”.
وتابعت: “هذا مهم للغاية في مجال التأهب والاستعراض المشترك للقوة والقدرة العملياتية، ولكن بهذه الطريقة تقرب الولايات المتحدة إسرائيل منها، وتكاد تمنعها من العمل بمفردها ضد إيران”.
وخلُصت القناة إلى القول إنّه “إذا أرادت إسرائيل أنْ تتصرف بمفردها، فيمكنها، لكن النتيجة لن تكون مشابهة لما تستطيع الولايات المتحدة القيام به. لكنه خيار قائم، يتم بناؤه وإتقانه هذه الأيام”.
وكان لافتًا للغاية أنّ السيناريو لم يتطرّق البتة إلى نتائج العدوان على إيران وردّ فعل طهران على ذلك، علمًا أنّ الخبراء والمحللين في تل أبيب يؤكّدون أنّ الردّ الإيرانيّ سيكون مزلزلاً ولا يستبعدون اندلاع الحرب المتعددة الجبهات ضدّ الكيان.