قالت قناة “كان” الإسرائيلية الرسمية، مساء اليوم السبت، إن إسرائيل متخوفة من أن يؤدي توقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى الكبرى إلى إبعاد طهران بضعة أشهر فقط عن القنبلة النووية.
وبحسب ما أوردته القناة في تقرير لها: “تخشى إسرائيل من أن يبعد الاتفاق إيران بضعة أشهر من الحصول على كمية المواد اللازمة لصنع القنبلة على عكس الاتفاق الأصلي الموقع عام 2015 الذي أبقى إيران على بعد عام من هذا الهدف”.
ومضت القناة: “نص الاتفاق النووي القديم على أنه في مقابل رفع العقوبات، سيتم اتخاذ إجراءات معينة تجعل إيران على بعد عام من امتلاك قنبلة. لكن اليوم حتى لو تم تنفيذ ذلك، فبسبب التقدم الكبير للإيرانيين، فإنهم سيكونون على بعد أشهر قليلة فقط من إنتاج مواد كافية للقنبلة”.
وتقول بعض المصادر الأمريكية، إنه “من الأفضل أن تكون المسافة بضعة أشهر وليس أسابيع فقط كما يحدث إذا لم يتم التوقيع على اتفاق”، على ما نقلته “كان”.
وأُعلن الأسبوع الماضي أنه من المتوقع أن ينعقد المنتدى الاستراتيجي لإسرائيل والولايات المتحدة، بشأن القضية الإيرانية للمرة الثانية خلال شهر. وذلك على خلفية أنباء تفيد بحدوث تقدم في المباحثات النووية مع إيران في فيينا، وفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية حاضرة في المباحثات المطولة في فيينا.
وكانت آخر مرة انعقد فيها المنتدى قبل شهر واحد فقط أثناء زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان لإسرائيل.
وقبل أيام، كشفت القناة ذاتها، أن إسرائيل سمحت لضابط عسكري أمريكي بالمشاركة كمراقب في تمرين للقوات الجوية لمحاكاة هجوم على أهداف “بعيدة المدى”، بما في ذلك في إيران. وأجريت التدريبات العملياتية والسرية قبل نحو أسبوعين بعشرات الطائرات.
والاثنين الماضي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية في إيجاز للصحفيين، إن نافذة الفرصة السانحة لإجراء محادثات بشأن العودة المحتملة للاتفاق النووي آخذة في النفاد، مضيفا “من المستحيل مواصلة المحادثات إلى الأبد بسبب وتيرة البرنامج النووي الايراني”.
وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، قال إن إدارة الرئيس جو بايدن، أعادت إعفاء إيران من العقوبات مع دخول المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 المرحلة النهائية.
وأضاف المسؤول، أن المباحثات الفنية التي يسرها هذا الإعفاء ضرورية في الأسابيع الأخيرة من المحادثات. لكنه قال إن هذا ليس إشارة إلى أن واشنطن على وشك التوصل إلى تفاهم للعودة إلى الاتفاق، وفقا لرويترز.
ويشمل الإعفاء تحويل مفاعل الأبحاث الإيراني الذي يعمل بالماء الثقيل في أراك وتوفير اليورانيوم المخصب لمفاعل الأبحاث في طهران ونقل الوقود المستهلك والخردة إلى الخارج.
وبعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018 وإعادة فرض عقوبات صارمة بدأت إيران تدريجيا في انتهاك القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاقية.
كان الاتحاد الأوروبي، أكد الخميس، أن الجولة الثامنة من محادثات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ستُستأنف في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وتركز طهران، خلال المحادثات، على مسألة رفع العقوبات عنها، وتؤكد أنها لن تقبل باتفاق جديد أو تتعهد بأي التزام، أكثر مما ورد في الاتفاق في صيغته الأصلية.
وشهدت فيينا عدة جولات من المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الموقع عام 2015، والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد عام 2018.