إسرائيل: لا نملك القدرة العسكريّة للهجوم على إيران وإذا نُفذّ سيفشل وستكون نتائجه كارثيّةً علينا

كَشَفَ المحلل الإستراتيجيّ الإسرائيليّ يوسي ميلمان النقاب اليوم الثلاثاء عن أنّ إسرائيل لا تملك قدرة عسكريّة لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مشدّدًا نقلاً عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب على أنّه في حال تنفيذ الهجوم فإنّ عواقبه ستكون وخيمةً على كيان الاحتلال، ولذا اقترح في تحليل نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة على صناع القرار في تل أبيب تبنّي إستراتيجيّة جديدة وشجاعة لمُواجهة البرنامج النووي الإيراني، لأنّ الإستراتيجيات والسياسات التي اعتمدها كيان الاحتلال باءت حتى اللحظة بالفشل، كما قال نقلاً عن ذات المصادر.
 المُحلِّل المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب أكّد أنّ الحلّ الأمثل لمُواجهة برنامج إيران النوويّ يقضي بسعي إسرائيل جاهدة من أجل التوصل لتفاهمٍ مع الولايات المتحدة لمنحها مظلة نووية، وأيضًا أنْ تُفصِح عن ذلك علنًا، مؤكّدًا على أنّ هذه هي الإستراتيجية المطلوبة الآن، مع استئناف المحادثات النووية في فيينا بين إيران والقوى العظمى، وأضاف أنّه يُمكِن توسيع اقتراح المظلّة النوويّة ليشمل حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، كما نقل عن مصادره في تل أبيب.
 وأشار إلى أنّ “المظلة النووية” تعني أنّ أي تهديد نووي تشكلّه إيران تجاه إسرائيل، حتى لو كان تلميحًا، سيواجه بتهديدٍ أمريكيٍّ مُضادٍ ضدّ إيران باستخدام الأسلحة النوويّة، كما هو الحال مع كوريا الجنوبية التي تواجه غريمتها النوويّة، أيْ كوريا الشماليّة، موضحًا أنّ نشر المظلة النووية هو الضمان النهائي لردع برنامج إيران النووي، ولخطر تطوير سلاح نوويّ، والذي بواسطته ستُهدّد إسرائيل وتنتزع منها تنازلات، وفق أقواله.
 المحلل وصف تصريحات رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الأمن بيني غانتس ورئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي حول استعدادات إسرائيل لهجوم عسكري تصريحات فارغة وغير ضرورية، لافتًا إلى أنّ القائد الذي يخدع العدو ويستعمل الخداع النفسي والحرب ضده يعتبر حكيمًا، والقائد الذي يخدع الجمهور هو مخادع، والزعيم الذي يخدع نفسه هو أمر خطير، على حدّ قوله.
وكشف المُحلّل النقاب عن أنّه من أجل مهاجمة إيران، يجب أنْ تمر طائرات سلاح الجو عبر أجواء دولتيْن عربيتيْن: العراق والأردن، وبّما أيضًا السعودية، ولذا سيكون مطلوبًا أنْ قوّات سلاح الجوّ مسلحةً بأقصى حمولة من القنابل والصواريخ، مع أقصى قدرة تحمل، وستحتاج لإعادة التزود بالوقود الجوي، ممّا سيُبطئ العملية ويزيد من مخاطر الفشل، كما أكّد.
وكشف النقاب عن أنّه لأمر مؤسف أنْ تنفق عشرات المليارات من الشواقل في تدريب القوة الجويّة الإسرائيليّة على هجوم لن يقع، وشدّدّ على أنّ العدوان الإسرائيليّ سيلقى إدانةً دوليّةً كاسحةً، ربّما لدرجة فرض عقوبات، والأسوأ من ذلك، أنّها ستعطي إيران الشرعية لإعادة تأهيل برنامجها النوويّ، مُشيرًا إلى أنّ العملية العسكريّة الإسرائيليّة حتى لو نجحت في مهاجمة المواقع النووية وإلحاق الضرر بها، فقد تقرر إيران عدم إعادة تأهيلها والمطالبة بدلاً من ذلك بنزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط، كما قال.
وخلُص إلى القول إنّه في حالة الهجوم والمطالبة بتفكيك إسرائيل من الأسلحة النوويّة لن تستطيع الولايات المتحدة الاستمرار في الدفاع عن إسرائيل، كما فعلت حتى الآن في كلّ محفلٍ دوليٍّ، بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بحسب المصادر في تل أبيب.