أطلق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم حملة بعنوان “ما ينسكت عنه”، تسلط الضوء حول الابتزاز الإلكتروني للأطفال بمختلف أشكاله.
وذكر المجلس أن الابتزاز له عدة أوجه منها الابتزاز الإلكتروني كما أن له عدة أشكال من خلال الألعاب الإلكترونية أو منصات التواصل الاجتماعي، كالابتزاز العاطفي بطلب صور وفيديوهات أو معلومات شخصية من الطفل يستعملها المبتز للتأثير على مشاعر الطفل والتحكم به، وأيضاً الابتزاز الأخلاقي ويكون بطلب فعل عمل غير أخلاقي أو أي عمل آخر لا يرغب الطفل بعمله كطلب اللقاء به، وآخرها الابتزاز المادي ويكون بطلب تحويل أموال أو هدايا للمبتز.
وأضاف المجلس في حملته أن عملية الابتزاز تتم من خلال خمس نقاط رئيسة هي: أولاً يبدأ المبتز بالتعرف على الطفل بالتدريج، وغالباً ما يتم التظاهر بأنه شخص بنفس عمره، ثانياً يقوم المبتز بجمع المعلومات حول اهتمامات الطفل وحياته الشخصية، ثالثاُ يبدأ المبتز تدريجياً ببناء علاقة وثيقة بالطفل، رابعاً يقوم المبتز بجمع الصور والفيديوهات من الطفل، وأخيراً يبدأ المبتز بالتأثير على ثقة الطفل بأهله.
وأردف المجلس بأن هناك خمس علامات قد تدل لأولياء الأمور على تعرض أطفالهم للابتزاز الإلكتروني منها: تغييرات في النوم وزيادة القلق والعصبية، وفقدان الطفل للمتعة بالأنشطة، وتجنب قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وطلب أموال بكميات غير مألوفة، وأخيراً قضاء وقت أكثر في استخدام الإنترنت وبشكل سري بعيداً عن الآخرين.
وشدد المجلس في حملته على أن التصرف الصحيح في التعامل مع الطفل في حال تعرض للابتزاز، أن يتم التحدث مع الطفل بأسلوب لطيف والاستماع إليه لمراجعة ما حدث له لتفادي تكراره مستقبلاً، وعدم الانفعال مع المحاوله بعدم إشعار الطفل بالذنب أو التهديد، وإيقاف التواصل مع الشخص المبتز، والقيام بحظره مع عدم حذف أي محادثة بينهم، والاحتفاظ بأي دليل مثل صور للمحادثات التي تتضمن الطلبات والابتزاز، والقيام بتغيير كلمات المرور لجميع حسابات الطفل، وأخيراً التبليغ لدى وحدة الجرائم الإلكترونية والمنصة الإلكترونية التي تمت عملية الابتزاز بها.
وركزت الحملة على حماية الأطفال من الابتزاز باتباع عدة نقاط منها: إظهار الاهتمام ومشاركة الأطفال ألعابهم، والتحقق من تصنيف أعمار الألعاب الإلكترونية قبل الشراء، وكن على علم بكل ما يتم استخدامه على الإنترنت ومن من يتواصل طفلك وفعل خاصية رقابة الوالدين على جهاز طفلك، والقيام بتوعية الطفل بكيفية معرفة إذا الكاميرا تعمل أم لا، وتحديد وقت معين لاستخدام الأجهزة وتوضيح ذلك للطفل، ووضع جاهز الكمبيوتر في مكان مفتوح أو بين العائلة وعدم وضعه في غرفة النوم، وتحديد وقت معين لاستخدام الأجهزة وتوضيح ذلك للطفل.
وذكرت الحملة أن هناك ثلاث نقاط لابد من تذكير الأطفال بها عند استخدام الإنترنت وهي: تحديد ما يسمح مشاركته عبر الانترنت، بحيث لاتكون صوراً شخصية من داخل المنزل أو للطفل أو صوراً وفيديوهات مخلة بالآداب سواء إذا أرسلت للأقارب أو للغرباء، وأيضاً أهمية الخصوصية وعدم نشر معلومات خاصة بالطفل أو بالعائلة مقل أرقام الهواتف أو بيانات السكن أو المدرسة، وختاماً الابتزاز يعتبر جريمة فيجب مصارحة الوالدين بها على الفور لحلها.
وفي إحصائية حديثة نشرها مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي أوضحت أن ما يقارب 500 ألف مبتز يمارسون نشاطاتهم عبر الإنترنت مع الأطفال بين الأعمار 12 و 15 عاماً حول العالم بشكل يومي، وذكرت الإحصائية أن 50 % من ضحايا الابتزاز هم من الأعمار بين 12 و 15 عاماً، ويتم ذلك من خلال مواقع المحادثات عبر الإنترنت.
وذكرت الإحصائية أن طفلين من كل عشرة تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 11 عاماً على دراية بخطر الابتزاز ويخشون بأن تظهر معلوماتهم الخاصة لدى الغرباء حيث يحرصون على إخفاء بياناتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن حملة “ما ينسكت عنه” هي سلسلة من الحملات التوعوية انطلقت أول حملة تحت عنوان (قضية التحرش بالطفل) والآن تنطلق حملة “الابتزاز الإلكتروني للأطفال”، وذلك سعياً من المجلس في نشر الوعي بين جميع المجتمعات في دول مجلس التعاون الخليجي والحرص على رفع نسبة الوعي في مختلف الاتجاهات الصحية والنفسية والاجتماعية.