كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” نقلاً عن مصدر مطّلع أنّ مصدر التوتر بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، فيما يخصّ افتتاح القنصلية الأميركية شرقي القدس المحتلة، يكمن في عدم التنسيق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير خارجيته، يائير لابيد، من جهة وبين الإدارة في واشنطن من جهةٍ أخرى.
وبحسب المصدر، فقد أعطى وزير الخارجية لابيد نظيره الأميركي، أنتوني بلينكين، تعهداً مسبقاً، بافتتاح القنصلية الأميركية في القدس، موضحاً أنّ لابيد تعهّد، في إحدى المكالمات الهاتفية، بتنفيذ الخطوة بعد وقتٍ قصير من تشكيل الحكومة.
وأشار المصدر إلى أنّ موقف لابيد هو “الانتظار في مسألة فتح القنصلية إلى ما بعد تمرير ميزانية الدولة في الكنيست، بسبب التركيبة الحساسة للحكومة”، كما وافق بلينكين على موقف لابيد، وباشر على إعادة العمل لافتتاح القنصلية على أساس التريث ريثما تتم الموافقة على الميزانية في الكنيست، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أنّه “وبعد حوالى شهر من تشكيل الحكومة، بدأت الاتصالات بين مستشاري رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، والإدارة حول هذه المسألة. وأوضح الطرف الإسرائيلي في هذه المحادثات أنّ بينيت يعارض من حيث المبدأ فتح القنصلية بغض النظر عن التوقيت السياسي، وحتى بعد إقرار الميزانية في الكنيست، على نحوٍ فاجأ الإدارة الأميركية وسبب لها خيبة أمل”.
وبحسب المصدر السياسي الإسرائيلي فإنّ بلينكن تقصّد الإعلان الأسبوع الماضي، أنه ينوي فتح القنصلية، وهو يقف إلى جوار لابيد، وسط علمه بمعارضة “إسرائيل” للخطوة ليمرر الرسالة بأن “لابيد قام بتضليله”.
من جهته، نفى لابيد صحة هذا الادعاء وأكّد “موقفه المعارض لافتتاح القنصلية الأميركية في القدس على طول الخط”. كما نفى لابيد صحّة الخبر الذي يفيد بأنّ القنصلية سيتم افتتاحها من قبل الإدارة الأميركية من جانبٍ واحد، في حال لم تتوصل الأخيرة الى اتفاق مع “إسرائيل” بهذا الصدد.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ لابيد “عارض فتح القنصلية في شرقي القدس، وقال خلال اجتماعٍ مع نظيره الأميركي إنّ هذه الخطوة قد تفكك الحكومة الإسرائيلية”.
الجدير بالذكر أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، عاد إلى “إسرائيل” نهاية هذا الأسبوع من زيارته السياسية إلى الولايات المتحدة، التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنّها “فشلٌ تام”.
وقبل أيام صرّح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّ بلاده ستمضي بفتح قنصلية أميركية في القدس بهدف تقوية علاقتها بالفلسطينيين.
ونقل موقع “واللاه” الإسرائيلي، في أيلول/سبتمبر الماضي، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال اجتماعهما في البيت الأبيض قبل حوالى أسبوعين أنّه لا ينوي التخلي عن خطته لإعادة فتح القنصلية الأميركية في مدينة القدس.
وفي 25 أيار/مايو الماضي، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، خلال لقاءٍ جمعه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أنّ بلاده “ستسعى لإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس”، بعد أن أغلقتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2019.