قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، إنّ “من المعقد جداً العمل في مقابل هذا النوع من العمليات (الفدائية في الداخل المحتل)، بحيث لا يوجد عنوان واحد للرد عليها. ورئيس حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السّنوار يعمل على الربط بين السّاحات، عكس الاستراتيجية الإسرائيلية”.
وصرّح معلّق الشؤون العسكرية في “القناة الـ 13″، أور هيلر، بأنّه “عندما يتم تحليل هذه العملية من الناحية العسكرية الصرفة، لا نجد أمراً صدر عن السنوار إلى المهاجمين، بل ربما عملوا بتأثير منه، لكن من المعقد جداً على إسرائيل الرد على العملية بهجوم في غزة، أو بعملية في جنين، على شاكلة نسخة ثانية من عملية السور الواقي”.
وتابع: “بحسب تقدير، سنرى حملة اعتقالات واسعة، ودخول منطقة جنين وبيوت عائلات المهاجمَين في قرية رمانا الفلسطينية، واعتقال أهلهما وإخوتهما، والتحقيق معهم، وهدم منازلهم، وإبقاء قطاع غزة هادئاً”.
اقرأ أيضا: مسؤول أمني إسرائيلي: “موجة” العمليات ستطول و اغتيال السنوار لن ينهيها
وكان الاحتلال الإسرائيلي أكمل التحضيرات لإمكان حدوث تصعيد، ليس فقط في الضفة الغربية المحتلة، وإنما أيضاً في قطاع غزة، من أجل “رفع مستوى الردود الإسرائيلية على العمليات الفلسطينية وإخماد هذه الموجة”، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الإسرائيلية”.
بدوره، رأى الباحث في “معهد ترومان”، التابع للجامعة العبرية، روني شاكيد، أنّ “الفؤوس الفلسطينية حقّقت نتائج أكثر خطورة من الصواريخ”، مضيفاً أنه “يجب التعامل مع كلام يحيى السنوار في منتهى الجدية. هو يؤمن بما يقول، وهذه هي أيديولوجيته”، مؤكداً أنّ “السنوار استغل كل الفراغ، ولم يصل فقط إلى القدس، وإنّما أيضاً إلى عرب إسرائيل (فلسطينيي الداخل المحتل) والضّفة”.
وأشار، في حديثه إلى قناة “كان” الإسرائيلية، إلى أنه “لا يوجد شيء اسمه إرهاب أفراد. هذه ظاهرة اجتماعية، وليست ظاهرة فردية”.
و قال الخبير العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية رون بن يشاي، بأنه “من الواضح وجود علاقة مباشرة بين خطاب قائد حركة حماس بغزة يحيى السنوار الأخير، وعملية “إلعاد” شرق تل أبيب، والتي نفذت ليلة أمس، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين بجروحٍ خطيرة.
وأضاف بن يشاي “لذلك حتى لو كان على إسرائيل خوض معركة في غزة، نتيجة أي إجراء عسكري ستتخذه لتدفيع السنوار ورجاله الثمن، فهذا الثمن يستحق عناء المعركة”. وفق قوله
وتابع: “إلى أن يأتي الوقت الذي يدفع فيه السنوار وقادة حماس في غزة ثمنًا مؤلمًا على تحريضهم، فإن الموجة الحالية من العمليات ستستمر، يجب إزاحة السنوار عن الساحة لا لمعاقبته فقط، بل لردع غيره”.
وواصل “إن رسائل التحريض التي أرسلها السنوار في خطابه الأخير أخطر بكثير، وأشد فتكا من البالونات، وحتى الصواريخ، التي تطلق من غزة”. حسب قوله
وأردف قائلا : “لكل حريق، عود ثقاب يشعله، لكن ليس العود هو الملام بل اليد التي تشعل عود الثقاب وتقربه من المواد القابلة للاحتراق، في عام 2001 كان ياسر عرفات هو من أشعل العود الذي أشعلت الانتفاضة الثانية، وبعد 20 عامًا، فعل يحيى السنوار الشيء نفسه”.