أكد مكتب إعلام الأسرى أن الاحتلال صعد خلال العام 2021 حملات الاعتقالات بحق المواطنين من مدينة الخليل، والتي تعتبر من أكثر المدن الفلسطينية التي تتعرض للاستنزاف البشري بعد مدينة القدس حيث رصد (800) حالة اعتقال من المدينة خلال العام المنصرم.
وأوضح إعلام الأسرى أن قرى وبلدات مدينة الخليل تعرضت خلال العام الماضي لمئات عمليات المداهمة والاقتحام وحملات التفتيش والاعتداء على المواطنين بما فيهم النساء والأطفال، دون وجه حق، كما صادروا أجهزة اتصال وحواسيب خلال عمليات الاعتقال و أموال ومصاغ ذهبية بحجة أنها مخصصة لدعم المقاومة.
ووصل الأمر الى اعتقال عائلات بأكملها كما جرى مع عائلة الخضور من قرية بني نعيم قضاء الخليل حيث اقتحمت قوات الاحتلال منازل العائلة واعتقلت 7 من أبنائها بينهم 5 أشقاء، وهم مصطفى الخضور (40 عاماً) بعد إطلاق الكلاب البوليسية عليه، ثم اعتدى عليه الجنود بالضرب المبرح وسال الدم من أنفه وفمه، وابنه “خالد” والأسير المحرر “محمد الخضور” بعد الاعتداء عليه أمام زوجته وأطفاله كما اعتقلت نجله يوسف (22 عاماً) ونتيجة الاعتداء عليه بالضرب تم نقله الى المستشفى.
واعتقل الشاب “خليل خضور” بعد الاعتداء عليه بالضرب أمام أطفاله، كما اعتقل “فادي خضور”، بعد التحقيق مع زوجته وابنته ميدانياً، كما اعتقلت قوات الاحتلال في ذات الحدث الشاب “عبد الله خضور”، وهو أسير محرر قضى 9 سنوات في سجون الاحتلال.
اعتقالات متنوعة
وأضاف إعلام الأسرى أن الاحتلال لم يتورع عن اعتقال المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اعتقل الشاب “حسام أبو حسين” وهو يعاني من مرض الثلاسيميا و يعيش بكلية واحدة وقد نقل الى مستشفى الرملة نتيجة تردي وضعه الصحي، ورغم ذلك تم إصدار قرار اعتقال إداري بحقه .
كذلك اعتقلت الشاب اوس موسى الصليبي (20 عاما)، من بلدة بيت أمر شمال الخليل وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعاني من إعاقة سمعية، كما اعتقلت الشاب “عماد عودة” من ذوي الاحتياجات الخاصة قرب دوار “عصيون” وقامت بتقييده وابقائه تحت أشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة.
كما طالت الاعتقالات العديد من المسنين أبرزهم المسن الفلسطيني سليمان الهذالين (70 عاماً) من قرى مسافر يطا جنوب الخليل، حيث اعتقل أكثر من مرة خلال العام بحجة التصدي لمخططات الاستيطان في الخليل.
فيما اعتقلت الشاب أسامة فنون 23 عاماً من مدينة الخليل، بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه وسط الخليل، قرب الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء في المدينة، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة بالقدم، ونقله إلى سجن “عيادة الرملة”.
واعتقل المحاضر في جامعة الخليل، الدكتور حذيفة نبيل الجعبري عقب مداهمة منزله في حي نمره.
أحكام بالمؤبد
و أصدرت محكمة عوفر العسكرية أحكاما بالسجن المؤبد مدى الحياة بحق 3 أسري من الخليل وهم الأسير قاسم عارف عصافرة بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عاماً إضافة الى غرامة مالية باهظة بلغت حوالي نص مليون دولار، وعلى الأسير “نصير صالح عصافرة ” حكماً بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 20 عاماً ودفع مبلغ 450 ألف دولار، واتهمهم الاحتلال بقتل مستوطن، وكان هدم منازلهم قبل عامين.
كذلك أصدرت محكمة عوفر حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة بحق الأسير يوسف سعيد الزهور اضافة الى 15 عاما، وغرامة مالية بلغت حوالي نص مليون دولار، وهو متهم بالمشاركة في تنفيذ عملية عتصيون، وهدم الاحتلال منزله.
اعتقال الأطفال
وبين إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت اعتقال القاصرين ما دون الثامنة عشر من الخليل بحجج مختلفة، حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين (103) حالة اعتقال من بينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم 12 عاما ، منهم الطفل سند محمد مقبل (11 عاما)، من بلدة بيت أمر واعتقل بعد تسليم نفسه لمركز تحقيق عتصيون بعد استدعائه للتحقيق، حيث تم عزله في زنازين انفرادية لمدة 13 يوماً، وتعرض خلال اعتقاله للضرب والتعذيب، ولم تسمح لوالده بحضور التحقيق معه، وقام أحد المحققين بضربه خلال نقله إلى غرفة أخرى حيث أصيب بالإغماء جراء ذلك.
بينما تعرض الطفل مالك أبو هشهش (16 عاماً) من مخيم الفوار للضرب المبرح بطريقة وحشية، خلال اعتقاله، وتم تقييد يديه وتعصيب عينيه ونُقل إلى معسكر قريب للجيش، وخلال تواجده في المعسكر تم ضربه وشتمه وإهانته بأقذر المسبات، كما تعمد جنود الاحتلال الدعس على رأسه وركله في بطونه، قبل نقله الى معتقل “مجدو”.
اعتقال النساء
كما واصل الاحتلال خلال العام المنصرم استهداف النساء والفتيات من الخليل، حيث رصد التقرير 15 حالة اعتقال من الخليل، من بينهم السيدة المسنة “سعدية سالم فرج الله” 65 عاما من بلدة اذنا بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح قرب الحرم الابراهيمي بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن.
كما اعتقل الطفلة روند عبد الهادي الحموري (15 عاما)، على حاجز أبو الريش العسكري المقام على المدخل الرئيسي للبلدة القديمة غرب الحرم الإبراهيمي الشريف، واعتقل السيدة “هيام الرجوب” زوجة الأسير “سليم رجوب” من الخليل، واعتقل المواطنة أمل برادعيه، 40 عاماً مع زوجها بسام غنيمات من الخليل.
كذلك أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسيرة المحررة “نهيل أبو عيشة” 42 عاماً من الخليل خلال مشاركتها في وقفة احتجاج على سياسات الاحتلال في الحرم الإبراهيمي بالخليل، وأمضت 4 شهور في سجون الاحتلال قبل إطلاق سراحها، وكانت أمضت سابقاً 33 شهرًا في سجون الاحتلال.
كما أعاد اعتقال الأسيرة المحررة إحسان الدبابسة (33 عاماً) من الخليل من أمام المسجد الإبراهيمي، وأطلق سراحها بعد يومين، وهي أسيرة سابقة كانت اعتقلت 3 مرات وأمضت ما يزيد عن 3 سنوات ونصف في سجون الاحتلال.
اضراب عن الطعام
وخلال العام الماضي خاض 16 أسيرا من الخليل إضرابات فردية مفتوحة عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم الإداري أبرزهم الأسير هشام أبو هواش (40 عامًا) من الخليل، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 8 سنوات، وأعيد اعتقاله في أكتوبر 2020، وصدر بحقّه قرار اعتقال إداري، لمدة 6 شهور، وجدد له مرتين وخاض إضراب بطولي عن الطعام استمر 141 يوما قبل أن يعلق إضرابه بعد أن حقق انتصاراً في هذه المعركة على أن يطلق سراحه في 26 من شهر فبراير.
والأسير كايد الفسفوس (32 عاما) من دورا بالخليل، خاض اضرابا عن الطعام استمر 131 يوماً، والأسير مقداد القواسمة (24 عاما) من الخليل، واستمر إضرابه 113 يوما، والأسير سالم زيدات (40 عاما) واستمر 43 يوماً، والأسير رأفت الدراويش (28 عامًا) من دورا واستمر اضرابه (36) يومًا والأسير الغضنفر أبو عطوان من بلدة دورا استمر اضرابه لمدة (65) يومًا، والأسير عماد عبد العزيز البطران، استمر إضرابه 47 يومًا على التوالي.
قرارات إدارية
وواصلت محاكم الاحتلال خلال العام اصدار القرارات الإدارية بحق أسرى الخليل حيث رصد مكتب إعلام الأسرى إصدار محاكم الاحتلال الصورية (405) قرار إداري بحق أسرى الخليل بينهم (275) أسرى جدد لهم الإداري لفترات مختلفة، بينما (140) أسرى آخرين أصدرت بحقهم قرارات ادارية للمرة الاولى، تراوحت ما بين شهرين الى ستة أشهر غالبيتهم من الأسرى المحررين الذين اعتقلوا سابقاً لدى الاحتلال.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات ادارية القيادي في حركة حماس الشيخ الأسير “عبد الخالق النتشة” (62 عاماً) في حي جبل الرحمة، حيث جدد له الإداري عدة مرات، ورفضت محكمة الاحتلال الاستئناف الذي تقدم به محاميه ضد قرار تجديد الاعتقال الإداري بحقه، والأسير القيادي “رزق عبد الله الرجوب” (62عامًا) من مدينة دورا، والنائب في المجلس التشريعي الشيخ نايف الرجوب من مدينة دورا جدد له للمرة الثانية لمدة أربعة أشهر.
اعتقال النواب
كذلك واصلت قوات الاحتلال استهداف نواب الخليل في المجلس التشريعي الفلسطيني حيث اعتقلت ثلاثة منهم وهم النائب “نايف محمود الرجوب” في مدينة دورا جنوب الخليل، وقامت باعتقاله بعد تحطيم محتويات منزله، وبعد أسبوع أصدرت بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 شهور، وقبل أن تنتهي بيومين جددت له لمرة ثانية لستة أخرى.
والنائب حاتم رباح رشيد قفيشة من الخليل وقامت باعتقاله ونقلته الى التحقيق في عتصيون، وبعد أسبوع أصدرت بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 شهور، وتم التجديد له لمرة ثانية وبعد شهور أطلق سراحه.
والنائب “محمد ماهر بدر” 62 عاماً من الخليل حيث اعتقل بعد مداهمة منزله، رغم أنه يعاني من ضغط الدم المزمن ومشاكل في البروستات، و يحتاج الى أدوية خاصة ومتابعة طبية، وصدر بحقه قرار اعتقال إداري وجدد له لمرة ثانية، وبعد عدة شهور من الاعتقال أطلقت سراحه.
فيما اعتقلت وزير الحكم المحلي السابق في الحكومة العاشرة عيسى خيري الجعبري بعد مداهمة منزله، وأصدرت بحقه قرار اعتقال إداري لمدة 4 شهور، وأطلقت سراحه لاحقا.