إعلام عبري: “الشاباك” يضع شروطا للانخراط في مكافحة الجريمة بالمجتمع العربي

يعتزم المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، وضع شروط للموافقة على المشاركة في مكافحة الجريمة في المجتمع العربي، بما يضمن له الحصول على غطاء قانوني لعملياته في هذا الإطار، وعدم الكشف عن أدواته وقدراته حتى أمام الهيئات القضائية ذات الصلة، علما بأن إدخال الشاباك إلى الحيز المدني ليس من ضمن صلاحياته القانونية.

ورغم التقارير التي أشارت إلى رفض الشاباك “التورط” في مكافحة الجريمة المستفحلة في المجتمع العربي، ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي أن المداولات المقررة مساء اليوم لبحث هذه المسألة، ستركز على محاولة إيجاد “مخرج” قانوني يتيح مشاركة الشاباك في محاربة عصابات الإجرام، رغم المعارضة الحقوقية الواسعة في المجتمع العربي لهذه الخطوة.

وسيشارك في المداولات المقررة اليوم كل من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، ورئيس الشاباك، رونين بار، وممثلي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وسيبحثون مسألة الجريمة المنظمة والزيادة الحادة في عدد جرائم القتل في المجتمع العربي.

ونقل موقع “واللا” عن مصادر مطلعة على مشاورات أولية عقدت قبل المداولات الموسعة، أن الهدف من هذه المباحثات هي التوصل إلى “مسار وسط، يسمح للشاباك بالتعاون مع الشرطة”، في محاربة الجريمة في المجتمع العربي. وقالت مصادر في أجهزة الأمن إن “هدف الشاباك هو تقوية الشرطة وليس إضعافها”.

من جهة أخرى، شددت المصادر على أن الشاباك “لا يريد الكشف عن قدراته في مجال الاستخبارات والتي تهدف إلى إحباط هجمات إرهابية وحوادث أمنية وعمليات تجسس”. وقدر مسؤولون أمنيون أنه في نهاية المطاف سيتم العثور على “حلول وسط مُعرّفة ومحدّدة وواضحة لجميع الأطراف، والتي سيتمكن أفراد الشاباك من خلالها من مساعدة الشرطة”.

في المقابل، قالت المصادر إنه “ومع ذلك، لن تكون هذه الحلول بديلاً عن الاستثمار في القوى العاملة والتكنولوجيا لدى الشرطة، لصالح مكافحة المنظمات الإجرامية”.

وبحسب تقديرات مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية فإن “الشاباك سيوافق على مساعدة الشرطة في الأحداث التي يكون فيها تداخل بين الجنائي والقومي، بشرط إصدار موافقات قانونية مناسبة”.

والحالات التي قد يتدخل فيها الشاباك في التحقيقات الجنائية تشمل “القبض على سلاسل الإنتاج والتجارة في الأسلحة والذخيرة والوسائل القتالية”، و”إلحاق الضرر برموز حكومية مثل حرق مراكز شرطة، أو إطلاق النار على مكاتب حكومية أو سلطات محلية، وما إلى ذلك”.

وبحسب “واللا” فإن الشاباك ساعد الشرطة بالفعل في سياق التحقيق في قضية استهداف سلطات محلية في منطقة الشمال بإطلاق النار، وكذلك اعتقال مشتبهين بالتورط في سرقة 26 ألف رصاصة من قاعدة الجيش الإسرائيلي “تسيئيليم” في النقب جنوبي البلاد.

وستجري خلال هذه المداولات مناقشة ما إذا كانت هناك حاجة إلى تعديل قانون الشاباك، أم أنه بالإمكان استغلال ثغرة في القانون الحالي من أجل الإيعاز للشاباك بالمشاركة في محاربة الجريمة، وذلك استنادا إلى البند 7 في هذا القانون، الذي يصف غايات عمل الشاباك.

ويعتبر الشاباك جهاز أمن وقائي، وينص البند 7 على أن “نشاطا في مجال آخر تقرره الحكومة، وبمصادقة لجنة الكنيست لشؤون الجهاز، تكون غايته الحفاظ ودفع مصالح وطنية هامة لأمن الدولة القومي”.

وفي وقت سابق، اليوم، تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة، إلى جرائم القتل المتصاعدة في المجتمع العربي، وكرر إصراره على إشراك الشاباك في التحقيقات في هذه الجرائم.

وقال نتنياهو إن “جرائم القتل في المجتمع العربي أصبحت كارثة للدولة. وقسم كبير من الجريمة هي المنظمات الإجرامية التي تنغص حياة المواطنين العرب، يفرضون الإرهاب، الخوف، يجبون الإتاوة التي تحولت إلى كارثة اقتصادية، وليس في الوسط العربي فقط”.

وأضاف أن الحكومة “مصرة على محاربة رأس الأفعى للمنظمات الإجرامية”. وأشار إلى أنه سيعقد اليوم “اجتماعا خاصا من أجل دمج الشاباك في مجهود مركز ضد عائلات الإجرام”. وكان نتنياهو قد أعلن عن إشراك الشاباك في التحقيقات في أعقاب جريمة القتل في يافة الناصرة التي راح ضحيتها 5 قتلى، الخميس الماضي.

ويؤيد وزير القضاء، ياريف ليفين، تعديل قانون الشاباك، من خلال إضافة أمر طوارئ مؤقت، ولكن بالإمكان تمديده، إلى القانون شريطة أن يكون هذا الأمر محدد وليس واسعا، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم؛ في حين يتحفظ مسؤولون في وزارة القضاء والمستشارة القضائية للحكومة والمدعي العام الإسرائيلي، عميت أيسمان، من توسيع غايات الشاباك تحسبا من المس بالديمقراطية.

ويعتبر مسؤولون في الجهاز القضائي أن “الشاباك يقدم مساعدات للشرطة الآن بكل ما يتعلق بمخالفات جنائية في الوسط العربي، مرتبطة بمخالفات أمنية. ورغم ذلك، يتحفظ الشاباك من إشراكه في متابعة وفك رموز جرائم جنائية في الوسط العربي بشكل روتيني. وذلك لأنه لا يريد أن يستخدم كقوة شرطية في الوسط العربي، وذلك تحسبا أيضا من كشف أساليب العمل الخاصة به. وبدلا من تجنيد الشاباك من أجل مساعدة الشرطة، ينبغي تعزيز قدراتها والقوى البشرية المهنية فيها”.

وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الشاباك وافق، في إطار سياسة غير رسمية ومن دون تعديل القانون، على الضلوع في تحقيقات متعلقة بأحداث هبة الكرامة، في أيار/مايو العام 2021، التي اندلعت ردا على الاعتداءات على الفلسطينيين في القدس المحتلة وبشكل خاص في المسجد الأقصى وفي موازاة العدوان على غزة حينها. لكن الشاباك شارك بالأساس في تحقيقات ضد مواطنين عرب وليس ضد مواطنين يهود هاجموا مواطنين عرب.