“إعلان بايدن”.. هل هو خطاب نهاية الحرب في غزة؟

ذكرت  اذاعة جيش الاحتلال، مساء اليوم الجمعة، أن تفاصيل إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن للصفقة الليلة هي نفس الخطوط العريضة التي وافق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من حيث المبدأ كجزء من مناقشات مجلس الوزراء الحربي، والذي كان محظور علينا نشر التفاصيل ولكن الآن سمح لنا بالنشر.

ولفتت الإذاعة إلى “أن هذه في الواقع خطة إسرائيلية أمريكية لإنهاء الحرب، حتى لو لم يقل مكتب رئيس الوزراء ذلك صراحة.”

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية قوله، أن المقترح الجديد بشأن غزة قدم إلى حركة حماس أمس الخميس.

وأشار المسؤول إلى أن  كل مرحلة من مقترح غزة تمتد لنحو 42 يوماً، لافتا إلى أن المقترح الجديد مطابق تقريباً لما اقترحته حماس قبل أسابيع.

وقال المسؤول الرفيع بأن رسالة الرئيس بايدن واضحة بوجود خريطة طريق وهي الأفضل لإنهاء الصراع، مضيفا: “حماس قالت إنها تود وقف إطلاق النار وهذا المقترح هو طريقهم الوحيد لإثبات ذلك.

وأكد المسؤول أن بايدن طالب قادة إسرائيل بالتمسك بالمقترح رغم الضغوط التي قد يتعرضون لها، مبينا أن دول عربية وعالمية و”إسرائيل” لن تسمح لحماس بإعادة التسلح.

وأضاف المسؤول: “آن الأوان لرفع الصوت عاليا ومطالبة الطرفين بالموافقة على الاتفاق، وقال: ” لا أعتقد أن هذا المقترح كان ممكنا قبل 3 أشهر وخريطة الطريق نوقشت بالتفصيل.

وأكد المسؤول أن هذا الاتفاق يتطابق مع ما وافقت عليه حماس في السابق، لافتا إلى أن بايدن اهتم بطرح تفاصيل الاتفاق لكي لا يغير من لا يريدون انتهاء الحرب ما جاء فيه.

وتابع:” واثقون من إمكانية التحرك للمرحلتين الثانية والثالثة متى توقف إطلاق النار بالمرحلة الأولى، مشيرا إلى أن المقترح مماثل لما وافقت حماس عليه مع تعديلات بسيطة.

وجاء عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عقب خطاب بايدن، أن “حكومة إسرائيل موحدة في رغبتها استعادة المختطفين بأسرع وقت، وهي تعمل على تحقيق هذا الهدف”.

وأضاف “لذلك كلف رئيس الحكومة الفريق المفاوض بتقديم مقترح من أجل تحقيق هذا الهدف، مع الالتزام بأن الحرب لن تنتهي إلا بتحقيق كل أهدافها، بما في ذلك استعادة جميع المختطفين والقضاء على قدرات حماس الحكومية والعسكرية”.

وأشار مكتب نتنياهو إلى أن “المقترح الدقيق الذي قدمته إسرائيل بما في ذلك الانتقال من مرحلة لأخرى، يتيح لإسرائيل الحفاظ على هذه المبادئ”.

 و في السياق، قال مصدر في حماس للتلفزيون العربي،  سنتعامل بإيجابية مع أي مقترح يشمل وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا من غزة مع التزام إسرائيلي.

ودعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، في خطاب ألقاه مساء الجمعة إسرائيل وحركة حماس إلى التوصل وإبرام صفقة تفضي إلى وقف الحرب على قطاع غزة وإطلاق سراح الأسرى.

واستعرض بايدن خلال خطابه مقترحا مكونا من ثلاث مراحل قدمته لإسرائيل للوسطاء من أجل وقف إطلاق النار بشكل كامل ومستدام وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى وعودة النازحين الفلسطيينين إلى منازلهم وإعادة إعمار القطاع.

واعتبر أن إسرائيل عرضت “خارطة طريق” جديدة نحو سلام دائم في غزة، وحض حماس على قبول الاتفاق لأنه “حان وقت انتهاء هذه الحرب”.

وفي أول خطاب رئيسي له بشأن حل النزاع المستمر منذ 8 شهور، قال بايدن إن الاقتراح يبدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع من وقف إطلاق النار، والتي تشهد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المناطق المأهولة في غزة.

وتابع في خطاب متلفز من البيت الأبيض “حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي”، مضيفا “لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة” لاغتنام فرصة السلام.

وأردف أن “إسرائيل عرضت اقتراحا جديدا شاملا. إنها خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”.

ودعا الديمقراطي البالغ 81 عاما حماس إلى قبول المقترح، قائلا إن الحركة الفلسطينية “يجب أن تقبل الصفقة”.

وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع تتضمن “وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين”.

ولفت إلى إن الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية.

وأضاف الرئيس الأميركي “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح، وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي، وقفا دائما للأعمال العدائية”.

ولم يتطرق الرئيس الأميركي بإسهاب إلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، لكنه أقر بأن الفلسطينيين يعيشون في “جحيم مطلق”.

يأتي إعلان بايدن عن الاقتراح بعد تعثر محاولات متكررة لإنهاء الحرب، فيما تصر حماس على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائما.

وقالت الحركة في وقت سابق الجمعة إنها أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على اتفاق تبادل “شامل” إلا إذا أوقفت إسرائيل “عدوانها”.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، أن المطالب الأساسية لحركته بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل غير مطروحة للتفاوض.