يشهد «رالي جميل» مشاركة 33 فريقا متنافسا من كافة أنحاء العالم، وقد تشرف الرالي بدعم من الدكتورة ثريا أحمد عبيد، التي تُعتبَر من أبرز الشخصيات الرائدة في مجال تمكين المرأة بالمملكة، والمعروفة بإنجازاتها المهمة على الصعيد الدولي، حيث شغلت العديد من المناصب البارزة منها المدير التنفيذي لدى «صندوق الأمم المتحدة للسكّان» مع درجة أمين عام مساعد للأمم المتحدة، الذي تم تعيينها فيه سنة 2001. وقبل هذا، كانت قد تولّت منصب مدير شعبة الدول العربية وأوروبا في «صندوق الأمم المتحدة للسكّان»، كما أسّست أول برنامج تنمية للمرأة في غرب آسيا. وهي أيضاً من بين 30 سيدة سعودية جرى تعيينها كعضو في «مجلس الشورى السعودي» في العام 2013.
وكجزء من شعار «كسر التحيّز» الذي يحمله «يوم المرأة العالمي» لهذه السنة، شدّدت الدكتورة عبيد على السبب الذي دفعها لتقديم دعمها الكامل لمبادرة «رالي جميل»، وأبرزت الدور الذي يلعبه هذا السباق في تعزيز مسيرة التغيير التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات.
وقالت ضمن هذا الإطار: «تمكين الإنسان هو أساساً قدرة الإنسان على اتخاذ قرارات حياتية دون ضغوط سلبية تمنعه من ممارسة هذا الحق، وبذلك يكون الإنسان مسؤولاً عن قراراته ونتائجها سلباً أو إيجاباً ويتعامل مع ظروف حياته من منطلق المسؤولية الشخصية وعلاقة ذلك بالمجتمع الذي يعيش فيه. من هذا المنطلق، تساهم مبادرة «رالي جميل» في إعطاء الفرصة المتساوية للمرأة لأن تشارك في نشاط اختارته بنفسها ودرّبت نفسها على التميّز فيه ودخلت عالم المباريات الوطنية والعالمية. وهذه المشارَكة هي أحد أنواع التعبير عن قدرة المرأة بإرادة مستقلّة أن تختار طريقها وأنشطتها، أي تختار مسار حياتها مع قبول وتشجيع لها من أسرتها الصغيرة في منزلها والكبيرة في وطنها».
وتابعت بقولها: «يقوم «رالي جميل» في هذه المناسبة بإظهار المرأة في مملكتنا في إطار نشاط لم نرها تشارك به من قبل، وبذلك تكون مبادرة «رالي جميل» إضافة لتنوُّع قدرات المرأة السعودية ومشاركتها في أنشطة كانت محظورة عليها، ونؤكّد من خلالها قدرة الشابة في مملكتنا على دخول مجالات غير تقليدية.»
وأكّدت قائلة: «لقد خطت الشابة السعودية خطوات كبيرة وسريعة في هذه السنوات الأخيرة، فكانت تحلم بمثل هذا المناخ الذي يسمح لها في إظهار قدراتها وتنوُّع اهتماماتها ومشاركاتها. ولقد تعلّمتُ الكثير عن مدى هذا التغيُّر من خلال الحوار مع كثر من شابات الوطن. تعلّمتُ أن الشابة في هذه المرحلة تتوق لتحقيق رؤيتها الحياتية في التعليم والعمل والحركة الاجتماعية بتنوُّع أنواعها، ومشاركتها في «رالي جميل» ليست إلا واحدة من هذه الرؤية الشخصية في دخول ميادين مختلفة على مستوى الوطن ودولياً. وأتمنّى لكل شابة النجاح في مسيرتها الشخصية مع التأكيد على ضرورة أن ينتفع وطنها من تمكينها وريادتها. وهذا هو هدف «رؤية المملكة 2030» بالنسبة للمواطن عامة والمرأة خاصة تمكين المواطن من تقرير مسيرة حياته. ويبقى الأمر لله سبحانه وتعالى».
إلى جانب الدعم البارز الذي حظي به من الدكتورة ثريا أحمد عبيد، يلقى «رالي جميل» الدعم أيضاً من «رالي ريبيل» الذي يُعتبَر الرالي الملاحي الأول للنساء في الولايات المتحدة الأمريكية ويتم خلاله اختبار مهارات المشارِكات على مدى 8 أيام من المنافَسات الحامية، حيث يتوجّب على السائقات القيادة إلى عدّة إحداثيات مخفية، مع السعي لتسجيل الأوقات المناسِبة وقطع المسافات الصحيحة بالاعتماد فقط على خرائط وبوصلة وكتيّب الرالي.
علاوة على هذا، حظي «رالي جميل» برعاية عدّة جهات بارزة في المملكة، من بينها تويوتا كالسيارة الرسمية، كما يلقى الرالي الدعم من JME بصفتها راعٍ فضّي للحدث، و«عبداللطيف جميل للزيوت»، التي تُعدّ المزوِّد الأضخم لزيوت السيارات في المملكة العربية السعودية، وذلك بصفتها راعٍ برونزي.
ومع تسجيل 33 فريقا من كافة أنحاء العالم اشتراكها في الرالي الذي يعقد خلال الفترة الممتدّة بين 14 و16 شعبان (17 و19 مارس) وهو رقم فاق كل التوقعات فإنه يركّز على المهارات الملاحية بدل أن يكون مجرّد اختبار للسرعة، وهو مفتوح للمشارَكة أمام كل متسابقة سعودية أو من أي دولة أخرى يبلغ عمرها 18 سنة وما فوق وتحمل رخصة تسمح لها بالقيادة في المملكة. ويُشار إلى أنه ليس هناك حاجة لأي نوع من التجهيزات الخاصّة للمركبات، بل يتوجّب أن تكون غير معدَّلة، وأن تضم ميّزة الدفع الرباعي (4×4) أو الدفع بجميع العجلات (AWD).
تجدر الإشارة إلى أنه تم للآن تسجيل عدد كبير من الفرق للمشارَكة في الرالي. وتحضيراً لهذه الفعالية البارزة بعالم رياضة السيارات، خضعت المتنافِسات لدورات قيادة وملاحة مركَّزة على مدى يومين في «فندق ومنتجع مكارم النخيل» بمدينة جدّة السعودية.
وقبيل انطلاق هذا الرالي الفريد والأول من نوعه في المنطقة بعد أيام قليلة، ينشط المنظِّمون بقوّة لاستقطاب الأشخاص من ذوي الاهتمام برياضة السيارات ودعوتهم لزيارة المملكة وتشجيع الفرق المتنافِسة المختلفة. كما يتم تحفيز الجمهور المحلّي على الانخراط مباشرَة في الحدث والاستمتاع بمشاهدة سباق متميّز من المنتظَر أن يصبح فعالية سنوية بارزة ضمن رزنامة رياضة السيارات في مجلس التعاون الخليجي، وأن يحظى بكثير من الإقبال والاهتمام المحلّي والإقليمي والدولي. ويعتبر الرالي مبادرة من «عبداللطيف جميل للسيارات» التي تنشط بشكل فعّال منذ بداية الفعالية لتمكين تنظيم حدث تاريخي مميّز بجانب باخشب لتطوير رياضة السيارات.