انعكست إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على الجمهور الإسرائيلي سلبا، حيث أُطلقت دعوات للنزول إلى الشوارع وعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معتبرين أنه “باع الجيش للحريديم”.
وبحسب الوزير السابق في حكومة الحرب بيني غانتس فإن “إقالة غالانت سياسة على حساب أمن الدولة”.
وقال رئيس كتلة “الديمقراطيين” يائير جولان تعليقا على إقالة وزير الدفاع “انزلوا إلى الشوارع الآن!”، ودعا عضو الكنيست جلعاد كاريب إلى عزل نتنياهو قائلا: “حان الوقت لإخراج نتنياهو من القلعة”.
ودعت مقرات حركة “أحرار في بلادنا” الإسرائيلية والمنظمات الاحتجاجية كافة المواطنين إلى النزول فورا إلى الجسور والتقاطعات والشوارع حاملين علم إسرائيل، وقالوا: “لن نسمح للسياسة الدنيئة بالسيطرة على الدولة”.
وقال نشطاء إسرائيليون إنه “عندما يحاول رئيس الوزراء إخفاء الجرائم في مكتبه، وتقديم الهدايا للمتدينين، فيجب أن يتم إرساله إلى منزله وللأبد”، مؤكدين أن إقالة غالانت “خيانة للمحاربين والجنود وقبل كل شيء، خيانة لشعب إسرائيل وأمن المواطنين”، مشددين على أن “نتنياهو يشكل تهديدا أمنيا لدولة إسرائيل”.
وأضافوا: “نتنياهو اتهم غالانت بأنه مساعد للعدو.. أنت العدو الذي يخفي بواسطة الرقابة مدى تضرر إسرائيل على يد إيران، وللعلم فقط، إسرائيل تضررت بشدة من الهجوم الإيراني ويمنع الحديث عن ذلك، ولهذا السبب يرتعد نتنياهو خوفا من إيران، نتنياهو كاذب، إيران تمتلك قنابل نووية، لقد فشل في كل القضايا الأمنية.إنه خائف من قنابل إيران النووية لذلك لا يهاجم إيران حقا”.
وأكدوا أن “نتنياهو أضاع حياة جنود الجيش الإسرائيلي الذين خدموه هو وزوجته الديكتاتوريين، والآن سيحاولان إقالة رئيس الأركان ورئيس الشاباك، إنهم يطاردون مقاتلينا، لقد بعاهم اليوم للحريديم ومن أجل أن تبقى زجته على كرسي الحكومة!.. هكذا أنقذوا الحكومة مرة أخرى من التفكك، لكنهم فككوا الأمن والجيش”.
وحذرت حركة “من أجل جودة الحكم” من أن “هذه الإقالة ستلحق أضرارا جسيمة بالأمن القومي والإدارة السليمة، وكل ذلك لتأهيل التهرب من المسؤولية”.
ومن جانبها، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة: “نطالب وزير الدفاع الجديد بالتعبير عن التزام صريح بإنهاء الحرب وتنفيذ صفقة شاملة لتحرير الأسرى”، مشيرين إلى أن إقالة غالانت، محاولة من قبل نتنياهو لعرقلة صفقة تبادل الأسرى.
وقال رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان تعليقا على إقالة غالانت في وقف الحرب: “جمهورية الموز. بدلا من الاهتمام بأمن البلاد أولا ووضع مصلحة المواطنين والجنود أولا، قرر رئيس الوزراء إقالة وزير الدفاع وبدء جولة جديدة من التعيينات أثناء القتال، وكل ذلك من أجل مواجهة سياسية مخزية”.
وأضاف: “إذا كان من الممكن استبدال وزير دفاع خلال الحرب، فمن الممكن أيضا استبدال رئيس وزراء فشل في واجباته وأهمل أمن البلاد وبالتأكيد إنشاء لجنة تحقيق حكومية”.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن “إقالة غالانت في منتصف الحرب هو عمل جنوني. نتنياهو يبيع أمن إسرائيل ومقاتلي الجيش الإسرائيلي مقابل بقاء سياسي مشين. الحكومة اليمينية المتطرفة تفضل المراوغين على من يقوم بخدمة البلاد. إنني أدعو شعب إسرائيل وجميع الوطنيين إلى النزول إلى الشوارع الليلة للاحتجاج”.
هذا وعلق وزير الدفاع المقال يوآف غالانت على قرار إقالته قائلا عبر صفحته على منصة “إكس”: “أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى مهمتي في الحياة”.
ووفقاً للقناة 12، علق مسؤولون أمنيون على القرار بالقول: “عدم مسؤولية بالدرجة الأولى. تهديد كبير بهجوم غير مسبوق من إيران، والتضحية بالبلاد”.
وقالت وسائل إعلام عبرية: “في الأحزاب الحريدية، من وراء الكواليس، يهنئون بإقالة غالانت. وقال مسؤولون في (حزب) يهودية التوراة هذا المساء إنهم كانوا يأملون في هذا النوع من التحرك ويستعدون الآن لاحتمال أنه سيكون من الأسهل تمرير قوانين التجنيد أو غيرها من القوانين المهمة للأحزاب الحريدية وكان غالانت أكثر صرامة تجاههم”.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق الشوارع المحيطة بمنزل نتنياهو، وإغلاق شارع أيالون في تل أبيب، خوفا من المظاهرات الاحتجاجية.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن الحشود الغاضبة خرجت في إسرائيل متجهة نحو مفترق كابلان وسط تل أبيب.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء يوم الثلاثاء، إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت رسميا، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس بدلا منه، فيما سيحل جدعون ساعر في محل كاتس وزيرا للخارجية.