رفضت إيران، اليوم السبت، اتهامها من قبل مجموعة السبع والجيش الأميركي، بالمسؤولية عن هجوم استهدف ناقلة نفط في بحر العرب الأسبوع الماضي، لتتهم بدورها إسرائيل بإعداد “سيناريو” يتزامن مع تولي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية، مهام منصبه.
وقدمت الولايات المتحدة الأميركية، وثائق إلى مجلس الأمن الدولي تقول إنها لطائرة إيرانية مُسيرة استخدمت في الهجوم على السفينة الإسرائيلية “ميرسر ستريت” في بحر عمان، الأمر الذي دفع إيران إلى تجديد نفيها الضلوع في الهجوم، مؤكدة أن الوثائق الأميركية “مزوّرة” مع تهديدها بردّ “مدمّر” على أي هجوم.
وعلق مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، على إثارة الحادث في مجلس الأمن، قائلا في تغريدة عبر “تويتر”: إن “إسرائيل وحماتها قدموا اليوم معلومات مزورة حول الحوادث الأخيرة في مياه المنطقة لإقناع مجلس الأمن بإدانة إيران، لكنهم فشلوا”، مضيفًا “نرفض هذه المزاعم بشدة وعلى مجلس الأمن التصدي لمغامرات إسرائيل في المنطقة ورفض خداعه وتزوير الوثائق”.
وتعرضت الناقلة “ميرسر ستريت” التي يشغلها رجل أعمال إسرائيلي، الى هجوم قبالة سواحل سلطنة عمان في 29 تموز/ يوليو، أدى لمقتل اثنين من أفراد طاقهما هما روماني وبريطاني. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالمسؤولية عنه، وهو ما تنفيه طهران.
وانضمت مجموعة السبع، الجمعة، إلى موجّهي أصابع الاتهام إلى الجمهورية الإسلامية، تزامنا مع نشر تقرير للقيادة العسكرية الوسطى في الجيش الأميركي، يتضمن “أدلة” على استخدام طائرات مُسيّرة “صنعت في إيران” في الهجوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان: “ندين بشدة البيان الذي لا أساس له الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والذي وجهوا فيه اتهامات لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وربط المتحدث بين توقيت الهجوم وتولي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية، المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، منصبه خلفا للمعتدل حسن روحاني. ورأى خطيب زاده أن الهجوم “تم إنتاجه كسيناريو قبل أيام فقط من حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف أنه “بالنسبة إلى الخبراء ومن يعرفون تاريخ هذه المنطقة، ليس بأمر جديد على النظام الصهيوني أن يصمّم مؤامرات كهذه في مراحل مختلفة”.
ونصّب رئيسي، الثلاثاء الماضي، من قبل المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى، الخميس الماضي.
وانتقد خطيب زادة، اليوم، وجود “زبائن مستعدين للقيام فورا باستنتاجات غير واقعية وغير منطقية”، في إشارة ضمنية إلى الدول التي انضمت إلى إسرائيل في تحميل إيران المسؤولية عن الهجوم.
وأتى بيان خطيب زادة بعيد نفي متحدث عسكري في طهران “أدلة” أميركية عن استخدام مسيّرة إيرانية في الهجوم. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي: “يقول الأميركيون إنهم عثروا على أجزاء من مُسيّرات إيران في المياه، وهذا هو دليلهم”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”، في وقت سابق، اليوم.
أضاف: “لكن أي مختبر حدد (أن المُسيّرة) تعود لإيران؟”، متابعا “هذا هو الأسلوب الأميركي، نسج القصص واستخدامها لاتهام إيران… هذا هو الأسلوب الذي اختاروه للضغط على إيران”.
وكان وزراء خارجية دول مجموعة السبع، قالوا في بيان مشترك، أمس، الجمعة، إن “كل الأدلة المتوافرة تشير بوضوح إلى إيران”، داعين “جميع الأفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بنّاء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة”.
وأضاف وزراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، فضلا عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن “سلوك ايران، فضلا عن دعمها لقوى تتحرك واحدة تلو أخرى وأفرقاء مسلحين غير منتمين إلى دول، يهددان السلام والأمن الدوليين”.
كما أعلنت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، التي يقع الخليج والشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، أن تحقيقها خلص إلى أن طائرتين مُسيرتين مفخختين هاجمتا الناقلة وأخطأتا الهدف، قبل أن تهاجم ثالثة “محمّلة بمتفجرات ذات استخدام عسكري” السفينة اليابانية التي تشغلها شركة “زودياك ماريتايم” المملوكة برجل أعمال إسرائيلي، ومقرها لندن.
وأكد الجيش الأميركي، في بيان، أن الخبراء الأميركيين حصلوا “على قطع عدة من هذه الطائرة الثالثة”، و”خلصوا، استنادا إلى أدلة”، إلى أنها “صنعت في إيران”، مرفقة ذلك بصور لبقايا الحطام.
ورأى شكارجي أن “توفير أدلة مزيفة ليس أمرا شديد الصعوبة، وبما أن للصهاينة سجل من توفير الأدلة المزيفة، التسبب بانفجار على متن سفينة ليس أمرا شديد الصعوبة كذلك”.
وشدد على أنه بحال “واجهنا أعداءنا، كما فعلنا في عين الأسد، سنعلن ذلك بوضوح”، في إشارة إلى قاعدة عسكرية في غرب العراق تضم جنودا أميركيين، استهدفتها طهران بضربات صاروخية في كانون الثاني/ يناير 2020، ردا على اغتيال واشنطن اللواء في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.