وأكدت قوات الحرس الثوري الإيراني شبه العسكرية الهجوم، وقالت إنها استهدفت قواعد «الجماعات الإرهابية» بطائرات مسيرة وصواريخ، وهذه هي الأحدث في سلسلة من هذه الهجمات في الأسابيع الأخيرة، حيث تتهمهم إيران بتنظيم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة التي اجتاحتها خلال الشهرين الماضيين، وتستمر بانتهاك سيادة العراق.
انتهاك السيادة
وندد رئيس الوزراء الكردي مسرور بارزاني بالهجوم قائلا إنه «انتهاك» لسيادة العراق وإقليم كردستان، كما نددت بعثة الأمم المتحدة في العراق بالهجوم، قائلة إنه لا ينبغي استخدام العراق «كساحة لتصفية الحسابات». وأضافت بعثة الأمم المتحدة أن «الحوار بين العراق وإيران حول المخاوف الأمنية المتبادلة هو السبيل الوحيد للمضي قدما».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن العراق يخطط لاتخاذ «خطوات دبلوماسية» ردا على الهجمات الإيرانية، دون الخوض في التفاصيل. وبين إن القصف الإيراني يسيء إلى مبدأ حسن الجوار. وقال إن بعض الجيران يسيئون إلى العراق بشكل منهجي.
عدد القتلى
ولم يتضح على الفور عدد الضحايا من الصواريخ الإيرانية، في محافظة السليمانية شمال العراق في المنطقة التي يديرها الأكراد. وقال كوروش نصراتي المسؤول بالجماعة المعارضة المستهدفة، إن ثلاثة أشخاص قتلوا، وقال سامان برزنجي، وزير الصحة في إقليم كردستان، إن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. وقال مسؤول أمني من الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، إحدى الجماعات المنفية المستهدفة، إنهم تعرضوا لسقوط ضحايا لكنه لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. ولم يصرح للمسؤول بالتحدث لوسائل الإعلام وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. اتهام الجماعات
وكثفت إيران هجماتها التي تستهدف جماعات المعارضة الكردية المنفية في شمال العراق، في سبتمبر متهمة إياها بتنظيم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة، التي اجتاحت إيران خلال الشهرين الماضيين.
كما جدد اللواء محمد باكبور قائد القوات البرية بالحرس الثوري، الاتهام قائلا إن الجماعات الكردية لعبت دورا في الاحتجاجات في إيران. ونقل التقرير عن باكبور قوله إن «الجماعات الإرهابية نفذت أنشطة إرهابية في إيران انطلاقا من العراق». وزعم أيضًا أن إيران عثرت على أدلة تربط عناصر انفصالية بالاحتجاجات، دون تقديم دليل على هذا الادعاء. وتقول جماعات المعارضة الإيرانية إن طهران تحاول جعلهم كبش فداء، لصرف الانتباه عن الغضب المنتشر الذي يغذي الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
ومن جهه أخرى طالب باكبور العراق بنزع سلاحه، وأمر بنقل قواعد جماعة المعارضة لمسافة 120 كيلومترا أخرى من الحدود العراقية الإيرانية.
حكم الإعدام
وأصدرت محكمة الثورة الإيرانية حكما بالإعدام على متظاهر مناهض للحكومة، وحكمت على خمسة آخرين بالسجن، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية وسط اضطرابات مستمرة في البلاد.
ومن المرجح أن يمثل هذا الحكم أول حكم بالإعدام في محاكمات المعتقلين، لمشاركتهم في الاحتجاجات التي اجتاحت إيران خلال الأسابيع الماضية، للمطالبة بإنهاء حكم رجال الدين.
حيث أصدرت إيران بالفعل لوائح اتهام لمئات المحتجين المحتجزين، قائلة إنها ستعقد محاكمات علنية لهم.
ودخلت المظاهرات المناهضة للحكومة أسبوعها الثامن، واندلعت بعد وفاة مهساء أميني البالغة من العمر 22 عامًا في الحجز.